منوعات علمية > ألعاب رياضية

رياضة كرة المضرب (التنس)

استمع على ساوندكلاود 🎧

تاريخ رياضة كرة المضرب

في ظل غياب دليل واضح لأصول ألعاب الكرات التنافسية الأوروبية، لجأ الباحثون إلى تحديد بداياتها استناداً إلى أدلة التحليل اللغوي (الأدلة المكتوبة) ووسائل التمثيل الصوري المبكر (المنحوتات، والرسومات...) ويعتقد أن بداية لعبة التنس كانت في فرنسا في القرن الحادي عشر، وكانت مجرد ألعاب بسيطة ومتنوعة يتم خلالها تبادل الكرة بين اللاعبين.

ذاع صيتها في البداية بقلاع وقصور وأديرة القرون الوسطى، ومن فرنسا انتقلت اللعبة إلى أوروبا (خصوصاً إيطاليا وإسبانيا والتي انتقلت منها إلى الأمريكيتين).

لم تستند اللعبة ببدايتها لقواعد أو أسلوب لعب محدد، وكانت تلعب عن طريق ضرب الكرة براحة اليد، وهو ما يفسر سبب تسمية اللعبة بالفرنسية قديماً jeu de la paume (لعبة كف اليد) وفي بعض الحالات كان اللاعبون يرتدون قفازات للحماية، أما المضارب فيعتقد أنها ظهرت ببداية القرن السادس عشر استناداً إلى صورة توجد بمقدمة بحث أخلاقي بفرنسا حمل اسم Le Cymetière des malheureux عام 1505م.

ومن الملفت للانتباه أن أقدم دليل على وجود الشبكة (بشكلها الأول عبارة عن خط يقسم ساحة اللعب) يسبق دليل ظهور المضارب، إذ جرى ذكر الشبكة بإحدى قصائد المؤرخ Jean Molinet عام 1492م.

في العام 1874م أعلن والتر كلوبتون وينغفيلد ابتكاره للعبة التنس lawn tennis من خلال تطوير القوانين الموضوعة سابقاً وتحديد اشتراطات اللعب (الساحة والجدران المحيطة والكرات) وهو ما يعتبر بداية لعبة التنس بشكلها المعاصر، ومنذ ذلك الوقت تخضع اللعبة ونظامها لتعديلات مستمرة، وقد تأسس الاتحاد الدولي للتنس في 1 آذار من العام 1911م.

الملعب والتجهيزات

يبلغ طول الملعب 23.8 متراً وعرضه 8.2 متراً بالنمط الفردي (لاعب ضد لاعب) ويزداد العرض بالنمط الزوجي (لاعبان ضد لاعبين) ليبلغ 11 متراً، وتحيط بالملعب مساحة خارجية فارغة لحركة اللاعبين، أما الملعب فتقسمه شبكة عند منتصف الطول بالتساوي، ويبلغ ارتفاع الشبكة بنقطة المنتصف 0.91 متراً وتستند من الجانبين على عمودين بارتفاع 1.1 متراً يبعدان حوالي المتر عن الخط الجانبي للملعب، وتوجد ثلاثة أنواع من أرضيات الملاعب، الرملية والمعشبة والصلبة.

تتألف كرة التنس من نواة مطاطية مضغوطة مغطاة بقماش عالي الجودة والذي يتألف عادة من الصوف الممزوج مع النايلون، وتصبح الكرات مع الاستعمال المتكرر أكثر نعومة وانزلاقاً، وعليه يتم تغيير الكرات في البطولات وفق فترات منتظمة تحدد مسبقاً لضمان شروط لعب مثالية، وعلى العموم يجب أن يكون السطح الخارجي للكرات موحداً، أما لونها وفق اشتراطات الاتحاد الدولي للتنس فهو إما الأصفر أو الأبيض بقطر يتراوح بين 6.35 و 7.1 سم، ووزن يتراوح بين 56 و 59.4 غرام. كما حددت في العام 1981م القواعد الناظمة للمضارب مزدوجة الأوتار (الحجم والمواد المستخدمة).

قواعد اللعب

قبل بدء المباراة يقوم الحكم رفقة اللاعبين بإدارة مضرب اللعب أو رمي عملة معدنية لتحديد جهة لعب كل لاعب ومن سيبدأ منهما بالإرسال، إذ يحق للفائز بالقرعة اختيار جهة اللعب التي يرغب بها (ملعبه)، وعليه يقرر اللاعب الثاني فيما إذا كان يرغب بالبدء بالرمي أو استقبال الكرة، وعلى أي حال يتناوب اللاعبان على الرّمي بعد كُلّ شوط، كما يغيران جهتهم من الملعب بعد عدد فردي من الأشواط (عدد الأشواط حسب قانون البطولة).

يبدأ كل شوط (وكل جولة جديدة) بوقوف كلا اللاعبين خارج الحدود الخارجية لملعبهما من الجهة اليمنى، ويبدأ اللاعب الذي سيبدأ الجولة بضرب الكرة قطرياً إلى الجهة المعاكسة لمكان وقوفه، ويجب أن ترتفع الكرة فوق الشبكة قبل أن ترتطم بمكان محدد من ملعب الخصم (مستطيل أبعاده 6.4 * 4.15م)، وبعد ارتطام الكرة بأرضية مستطيل الرّمي يجب على الخصم رد الرّمية.

في حال أخطا اللاعب بالرّمي (سواء ارتطمت الكرة بالشبكة أو ارتطمت بأرضية ملعبه قبل أن تصل إليها أو تجاوزتها ولكن لم ترتطم بالأرض ضمن مستطيل الرّمي)، يسمح له بإعادة الرّمي مرةً أخرى دون خسارته للنقطة، أما لو أخطأ مرة ثانية، سيخسر النقطة، ليبدأ بعدها بإرسال لنقطة جديدة، وفيها يجب عليه تغيير جهة الرّمي (من يمين الملعب ليساره أو العكس).

يجب على اللاعب المستقبِل أن يقوم برد الكرة قبل أن ترتطم بالأرضية مرة ثانية أو أن تصطدم بالجدران المحيطة بالملعب، كما يجب أن تعود لترتطم بحدود أرضية ملعب اللاعب المرسل مارة فوق الشبكة، وبعد رد الإرسال يقوم كلا اللاعبين برد الكرة توالياً باتجاه حدود ملعب الخصم ويمكنهم رد الكرة قبل ارتطامها بأرضية ملعبهم أو بعد ارتطامها لمرة واحدة، ويستمر تبادل الكرة بين اللاعبين حتى يفشل أحدهما برد الكرة (سواء ارتطمت الكرة بالشبكة أو بأرضية ملعبه أو خارج حدود ملعب الخصم أو في حال فشله بلمس الكرة قبل أن ترتطم بأرضية الملعب الخاص به مرة ثانية أو الجدران المحيطة).

يحق للاعب التحرك بحرية بأرجاء ملعبه والمنطقة المحيطة به، ولكن إذا لمس جسمه أو مضربه الشبكة يعتبر خاسراً للمباراة، كما لا يحق له ضرب الكرة بالمضرب قبل أن تتجاوز الشبكة وتدخل ضمن نطاق ملعبه.

للفوز بالشوط، يجب على اللاعب أن يفوز بأربعة نقاط وبفارق نقطتين عن الخصم، وتسلسل النقاط يكون 15 للنقطة الأولى، 30 للثانية، 40 للثالث، أما الرابعة فهي نقطة كسب الشوط، وفي حال وصل كلا اللاعبين للنقطة 40، فإن فوز أحدهما بالنقطة التالية يعطيه ميزة التقدم أو ما تسمىAdvantage (اختصارها AD) وهو ما يعني حاجته لنقطة أخرى ليصبح الفارق نقطتين كي يفوز بالشوط، وفي حال لم يحقق هذه النقطة، يعود التعادل ب40 لكل لاعب، ويستمر اللاعبان بمحاولة كسب النقاط حتى يحقق أحدهم فارق النقطتين.

أما للفوز بالمجموعة فعلى احد اللاعبين كسب ستة أشواط وهنا أيضاً يجب تحقيق قاعدة فرق الشوطين عن الخصم، أي أنه في حال أصبحت النتيجة 5 أشواط مقابل 6، لن تحسم المجموعة، ويجب هنا على اللاعب المتقدم كسب شوط إضافي لتصبح النتيجة 7 5 ليفوز بالمجموعة، وفي حال فاز الخصم بالشوط، ستصبح النتيجة متعادلة 6 مقابل 6، وعليه يضطر اللاعبان للعب شوط خاص لكسر التعادل (في هذا الشوط يتبادل اللاعبان الإرسال كل نقطتين) ويمتاز هذا الشوط بآلية مختلفة لتسجيل النقاط، فتسلسل النقاط فيه يكون من 1 إلى 7، والفائز هو من يحقق 7 نقاط بفارق نقطتين عن الخصم، ففي حال التعادل 6 مقابل 6، يستمر اللعب حتى تحقيق أحد اللاعبين فارق النقطتين، وقد ينتهي شوط كسر التعادل بفوز أحد اللاعبين بنتيجة 8 مقابل 6 أو 10 مقابل 8 أو حتى 22 مقابل 20....

في المجموعة الأخيرة في أغلب البطولات لا يوجد شوط كسر التعادل عندما تصبح النتيجة 6 مقابل 6، وعليه يستمر اللاعبان بلعب الأشواط النظامية (ذات تسلسل النقاط 15، 30، 40) وتبادل الإرسال كل شوط لحين تحقيق أحد اللاعبين فارق شوطين عن منافسه، وعند تحقيق ذلك يعتبر فائزاً بالمباراة.

أما عدد المجموعات فيتراوح بين ثلاثة مجموعات وخمسة للرجال (تبعاً للبطولة) والفائز هو اللاعب الذي يكسب مجموعتين من أصل ثلاثة أو ثلاثة مجموعات من أصل خمسة، أي أنه في حال كان نظام البطولة يتألف من ثلاثة مجموعات، وفي حال فوز أحد اللاعبين بأول مجموعتين، يعتبر فائزاً بالمباراة ولن يكون هناك أي داع للعب المجموعة الثالثة، أما فئة السيدات فتقام أغلب بطولاتهن بنظام المجموعات الثلاث، وفي الألعاب الأولمبية يتألف نظام البطولة من ثلاثة مجموعات باستثناء نهائي الرجال الذي يتألف من خمسة مجموعات.

يتم تطبيق نفس مبادئ اللعب وإحراز النقاط بالنمط الزوجي، كما يتم تبادل الإرسال بين الفريقين بطريقة مشابهة مع ملاحظة أن اللاعب المرسل لا يتبدل خلال الشوط الواحد، أما رد أو استقبال الإرسال فيكون عن طريق كلا لاعبي الفريق الخصم دون السماح لهما بتغيير مكانهما من الملعب مع انتهاء كل نقطة (لضمان أن كلا اللاعبين سيقومان باستقبال الإرسال دون أن ينفرد أحدهما بهذه المهمة)، وكما ذكرنا فإن أبعاد الملعب الزوجي أكبر من الفردي.

يوجد ستة حكام بمحيط الملعب مهمته تحديد فيما إذا ارتطمت الكرة بالأرضية داخل الملعب أم خارجه، ومع ظهور تقنيات التصوير الحديثة، زودت الملاعب بكاميرات لتساعد هذه المهمة، فعندما يشك أحد اللاعبين بأن قرار الحكم الجانبي خاطئ، كل ما عليه فعله هو الاعتراض لدى حكم المباراة الرئيسي، لتوضح الكاميرات بدقة موضع سقوط الكرة.

تعتبر رياضة التنس من الألعاب التنافسية التي تحتاج جهداً وعزيمة من قبل اللاعبين، وتستمر المباريات أحياناً لساعات طويلة، فأطول مباراة رسمية استمرت 11 ساعة و5 دقائق في العام 2010م، ولعبت على مدار ثلاثة أيام، وكان ذلك ببطولة ويمبلدون في بريطانيا بين اللاعبين جون ايسنر ونيكولا ماهو.

تقام سنوياً عشرات البطولات حول العالم، لكل منها عدد محدد من النقاط تضاف لرصيد اللاعبين تبعاً لنتائجهم ضمنها ضمن نظام التصنيف الخاص باللعبة، وأشهر هذه البطولات هي البطولات الأربع الكبرى (بطولة استراليا المفتوحة، بطولة فرنسا المفتوحة، بطولة ويمبلدون، بطولة أمريكا المفتوحة)، ويحصل الفائز فيها على ألفي نقطة.

تحظى رياضة التنس اليوم باهتمام متزايد، فهي رياضة حماسية ومسالمة، مليئة بالتشويق والمفاجآت، وعليه ننصح الجميع بمتابعتها، والاستمتاع بصرخات اللاعبين، وإحرازهم للنقاط.

المصادر

اللمحة التاريخية: صفحة 16+17

هنا

تأسيس الاتحاد الدولي

هنا

قواعد اللعب والاشتراطات

هنا

أطول مباراة

هنا

هنا