الطب > مقالات طبية

تأثير العدوى المزمنة بالذاكرة

كلنا من الممكن إنو نتعرض لعوامل ممرضة من فيروسات وجراثيم وغيرن ونمرض.. وممكن كتير تتطور هي الأمراض وتصير أمراض مزمنة ما بيفيد معها العلاج غير بتخفيف أعراضها وإنو يتكيف معها المريض بأقل ألم وأذى ممكن..

ولطالما كانت الفكرة عن الأمراض المزمنة إنها ممكن تطال الأجهزة الأساسية بالجسم وتعمل أضرار معروفة، أو كحد أدنى أضرار متوقعة بالنسبة للأجهزة اللي عم تصيبها. العلماء بهالدراسة حبوا أنهن يطلعوا من قوقعة المعروف والمتوقع، وحبوا يوسعوا نطاق بحثهن .. ليشمل القدرات الفكرية للفرد.

هل من المعقول إنو الإصابة بفيروس ما تأثّر على قدراتي الفكرية والمعرفية على المدى الطويل؟؟

بحسب دراسة تم نشرها مؤخراً، فإن الإصابة المزمنة بالفيروسات والجراثيم الشائعة قد تؤدي إلى مشاكل في الذاكرة وتراجع في القدرات الفكرية.

لم تأت هذه الدراسة وليدة الصدفة، فقد سبقتها دراسات عدة ربطت بين الإصابة بالقرحة أو بفيروس الحلأ البسيط وبين الخطر المتزايد لحدوث السكتات الدماغية. أحد الدراسات في 2009 كانت الأولى في الإشارة إلى وجود رابط وعلاقة بين العوامل الممرضة وتطور مرض الزهايمر، تلتها دراسة عام 2012 ربطت بين الجرثومة المسببة للقرحة المَعِدِيّة "المَلْوِيّة البوّابِيّة Helicobacter pylori" وحدوث السكتات، وفي دراسة جرت من فترة قريبة جداً تم ملاحظة الشيخوخة المبكرة للدماغ عند المصابين بالإيدز.

أما الدراسة الحديثة واعتماداً على نفس الآليّة الإمراضية "أن المرض المزمن يخرّب الأوعية الدموية" فقد وجدت أن المرض المزمن قد يؤدي في النهاية إلى مشاكل معرفية وفكرية أيضاً من خلال إصابته للأوعية الصغيرة المغذّية للدماغ.

وقد لوحظ أنه كلما زاد عدد الأمراض المزمنة لدى المريض في هذه الدراسة، كان تأثير هذه الأمراض على قدراته المعرفية أسوأ، حيث شملت الدراسة 588 مريضاً من مانهاتن، بعمر وسطي 70 سنة، تبرعوا بعينات دم وخضعوا لاختبارات في مهارات المعرفة في بداية الدراسة، ثم خضع نصفهم مرة أخرى لاختبارات معرفية بعد خمس سنين من الدراسة الأولى؛ أي في أواسط سبعينياتهم.

أظهر فحص العينات الدموية تعرّض بعض المرضى بشكل متكرر لمجموعة من العوامل الممرضة "الكلاميديا الرئوية والمَلوِيّة البوّابية والفيروس المضخّم للخلايا cytomegalovirus وفيروسات الحلأ البسيط 1 و2". وهذه العوامل قادرة على إثارة هجمات حادة وشديدة خلال الإصابة المزمنة ولعدة مرات خلال حياة المريض المصاب بها "أي فترات هجوم تليها فترات هجوع للمرض ليعود بعدها ويضرب مجدّداً"، على عكس الإصابات الحادة بالرشح أو الزكام التي تضرب لمرة واحدة فقط وتزول.

كما أن هذه الاختبارات أظهرت انحداراً واضحاً بالوظائف المعرفية عند المرضى المصابين بأمراض مزمنة مقارنة بالمرضى الذين لم يعانوا من أي مرض مزمن.

ومع ذلك، فقد بقيت الدراسة عاجزةً عن توضيح العلاقة بين الاصابات المزمنة وأذيّة الدماغ، ويقول أحد الباحثين أن الآلية لا زالت غير واضحة 100% ومن المتوقع أنها قد تكون ناتجة عن تأثير هذه الأمراض على أوعية الدماغ الصغيرة مسبّبة هذا التراجع المعرفي كما ذكر سابقاً.

لكنّ باحثين آخرين أكّدوا على أنّ الأمراض المزمنة وما تثيره من التهاب قادرة على أذيّة الأوعية الصغيرة في كامل الجسم وليس الاقتصار في إصابتها على أوعية الدماغ، ما يقود إلى أخطار أكثر وعلى مستوى أكبر.

يقول الطبيب المشرف على الدراسة أنه لا يوجد دليل واضح وأكيد على أن علاج هذه الأمراض سيكون مفيداً، فقد يكون الشخص قد تعرّض للفيروس قبل عقود خلت والضرر الذي أصابه هو نتيجة لمراحل متتالية. سيكون عظيماً أن نتمكّن من إيقاف هذه التأثيرات البشعة للإصابة، لكننا حتى الآن عاجزون عن إيجاد الدليل على فائدة هذا العلاج.

وعلى الرغم من أنه حتى اللحظة لا زال الأطبّاء غير قادرين على الحؤول دون أذيّة الدماغ في سياق هذه الإصابات، فقد ساعدت هذه الدراسة ولو قليلاً على رسم صورة واضحة لطبيعة وسبب التراجع الفكري والمعرفي مع التقدم في العمر.

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا