الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

قليل من الأفوكادو لتخفيف المتلازمة الاستقلابية

المتلازمةُ الاستقلابية (أو المتلازمة الأيضية) هي مجموعةٌ من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابةِ بحالاتٍ صحية أخرى كالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية. وتشمل هذه العوامل السمنةَ في محيطِ البطن، وانخفاضَ مستوياتِ البروتين الدهني عالي الكثافة HDL أأو الكوليسترول المفيد، وارتفاعَ مستويات الدهون الثلاثية، وارتفاعَ ضغط الدم، وسكرِ الدم الصياميّ. ويعدّ وجودُ ما لا يقلّ عن ثلاثةِ عواملَ ممّا سبق دليلاً على الإصابةِ المتلازمة الاستقلابية.

ويعتبر اتباعُ نظامٍ غذائيّ صحيّ واحداٌ من أفضلِ الطرقِ لمنع أو علاجِ المتلازمةِ الاستقلابية. فكيف يمكن للأفوكادو أن يمتلك دوراً في علاجها؟

الأفوكادو أو ما يُعرف باللاتينيّةِ بـ Persea Americana هي شجرةٌ موطنُها الأصلي في المكسيك وأمريكا الوسطى والجنوبية. وقد انتقلت من هذه الدولِ شأنها شأن الكثير من الثمار الاستوائية، وبدأت الدراسات بتحرّي دورِها في الصحة، ووثّقت الأبحاث بالفعل عدداً من الفوائد، إذ وُجد على سبيل المثال أن تناولَ نصفؤ حبةٍ من الأفوكادو مع وجبةِ الغداء يمكن أن يساعد في خسارة الوزن، كما ربطت الأبحاث الحديثة تناول الأفوكادو بانخفاضِ الكوليسترول الضار LDL.

وتُعزى هذه الفوائد إلى احتواءِ الأفوكادو على مكوناتٍ فعالة حيوياً تشمل الكاروتينات، والأحماضَ الدهنيةَ، والمعادنَ مثل الكالسيوم، والحديد، والزنك، والفيتامينات A وB وC وE.

وانطلاقاً من هذه الفوائدِ العديدةِ، أجريت دراسة مراجعةٍ لتحرّي تأثير هذه المكونات الفعالة على المتلازمة الاستقلابية، ووجد الباحثون أن ثمار الأفوكادو تمتلك تأثيراتٍ إيجابيةً كثيرةً على مستويات الكوليسترول النافع HDL، والضار LDL، والكوليسترول الكلي، والشحوم الثلاثية في الدم.

وبحسب البحث المذكور، فإن هناك عدةَ آلياتٍ لتأثير الأفوكادو على هذه المؤشرات، منها دوره المُحتمل في تنظيم عمليات حلمهة الليبيدات البروتينية وامتصاصها واستقلابِها بصورةٍ انتقائيةٍ محددة من قِبل أنسجةٍ مختلفةٍ كالكبد والبنكرياس. إضافةً إلى احتمالِ تأثيرِه على الانتشارِ الملحوظ للشبكة الهَيوليّةِ الباطِنة الملساء Smooth endoplasmic reticulum للكبد، والتي ترتبط بتحفيز الإنزيمات الداخلةِ في الاصطناع الحيوي للليبيدات، مما يؤثر بدورِه على الشحوم والكوليسترول وغيرِها من المواد الليبيدية في الدم.

من جهةٍ أخرى، قام الباحثون بتحرّي دور ِالأفوكادو في خسارةِ الوزن، فوجد بالفعلِ أن له دوراً في خفضِ وزن الجسم، ومؤشر كتلة الجسم BMI، ونسبة الدهون فيه.

كما حاز ضغط الدم على نصيبٍ من الدراسات، فوجد الباحثون أن ثمارَ هذه الفاكهةِ يمكن أن تساعد في خفضِهِ بشكلٍ ملحوظ فضلاً عن الحد من تصلّبِ الشرايين الناجم عن تراكمِ اللويحات على جدرانها.

يُذكر أن البحث أشارَ إلى أن فوائدَ هذه الثمرة تتجاوزَ الجزءَ اللحميّ منها، إذ كان للبذورِ والقشورِ وحتى الأوراقِ نصيبٌ لا بأس به من الدراسات أيضاً. فجرعةٌ من الزيتِ المستخرجِ من أوراق الأفوكادو أدت إلى خفضِ كلٍّ من الكوليسترول الكلي والضار LDL وضغط الدم.

يبدو من هذا البحث أن ثمار الأفوكادو تحمل الكثير من الإمكانيات، ولكنّ ذلك لا يعني الإفراط في استخدامِها، ويجب أن نتذكّرَ دائماً أن نصف مكوناتِ هذه الثمرةِ تقريباً من الدهون، ولذلك يجب أن يكون الاعتدال سيّد الموقف دائماً لنصل إلى حياةٍ صحيةٍ وجسمٍ سليم.

المصدر:

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا