الطب > مقالات طبية

الابيضاض النّقويّ الحادّ

الابيضاض النّقويّ الحادّ أحدُ أنواع سرطانِ الدّمِ والنّسيجِ المولّدِ العظمَ المعروفِ بنقيّ العظام. ويُعدّ أشيع نوعٍ من الابيضاضات عند البالغين.

من الممكن أن يؤثّر هذا الابيضاض على الكريّات الحُمْرِ أوِ البيضِ أو الصُّفيحات.

الآليّة الإمراضيّة:

في الحالة الطّبيعيّة يُكوّن نقيُّ العظم خلايا جذعيّةً دمويّةً تنضج وتتمايز متحوّلةً إلى خلايا دمويّةٍ ناضجةٍ ذاتِ أنواعٍ ثلاثةٍ، وهي الكريّاتُ الحُمْرُ الّتي تحمل الأوكسِجينَ إلى الأنسجة، والكريّاتُ البيْضُ الّتي تحارب الإنتان، والصّفيحات الّتي تعمل على تشكيل العلَقات الدّمويّة المساعدة في إيقاف النّزْف.

تتحوّل الخلايا الجذعيّة الدّمويّة لدى المصاب إلى نوعٍ غيرِ ناضجٍ من الخلايا الدّمويّة تدعى الأروماتِ النّقويّةَ، وهي خلايا غيرُ قادرةٍ على القيام بوظائفها الطّبيعيّة كخلايا دمويّةٍ. تتكاثر هذه الخلايا الشاذّة ضمن نقيّ العظام ولا تترك حيّزًا للخلايا الطّبيعيّة، ما يؤدّي إلى ظهور أعراضٍ مثلِ فقرِ الدّمِ، والإنتاناتِ المتكرّرةِ، والكدماتِ، والنّزوفِ.

من الممكن أيضًا أن تنتشر هذه الخلايا الشاذّة من نقيّ العظم إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم مثلِ الجهاز العصبيّ المركزيّ، والجلد، واللّثَة.

عوامل خطورة الإصابة:

إنّ وجودَ أحدِ عوامل الخطورة يزيد من احتماليّة الإصابة، ولكن لا يؤكّد حتميّتها. وتشمل هذه العواملُ:

الذّكورةَ

العمُرَ المتقدّمَ ولا سيّما ما جاوز 65 سنةً

تلقّي علاجٍ كيميائيٍّ سابقٍ

التّعرُّضَ للأشعة

التّعرُّضَ لمجموعةٍ من الموادِ الكيميائيّة وعلى رأسها البنزن

التّدخينَ

وجودَ مرضٍ دمويٍّ حاليٍّ مثلِ عسر تصنّع النّقيّ

بعضَ الاضطرابات الوراثيّة مثلِ تناذُر داون

الأعراض:

إنّ أعراض الابيضاضِ النّقويِّ الحادِّ المبكِّرةَ تشابه أعراض نزلة البردِ والعديدِ من الأمراض الشّائعة الأخرى، وتشمل هذه الأعراضُ:

الحمّى

ضيقَ النّفس

سهولةَ التّكدُّم أو النّزوفِ العفويّة

التّعبَ العامَّ

نقصَ الوزن

نقصَ الشّهيّة

التّشخيص:

يعتمد التّشخيصُ معظمُه على الفحوص المخبريّة الّتي تشمل فحوص الدّمِ المحيطيِّ وفحوص نقيّ العظم.

الفحوص الّتي تُجرى على الدّمِ المحيطيّ:

تعدادُ الدّمِ الكاملُ CBC حيثُ يُقدّر كلٌّ من تعداد الكريّات البيض الكلّيّ، ونسبِ أنواعها، وتعدادِ الصّفيحات، ومستوى الخضاب.

اللّطاخة المحيطيّة: يُظهر فحصُها أشكالَ الكريّات البيضاءِ والحمراءِ والصّفيحاتِ، فيتيح إمكانيّةَ ملاحظةِ أشكال الكريّات البيضاء أو الحمراء الشّاذّة.

فحوصات نقيّ العظم:

تشمل رُشَافةَ نقيّ العظم وخزعةَ العظم، وتتيح البحث عن الأشكال الشّاذّة وتقدير نسبتها ضمن النّسيج المولّدِ الدّمَ.

فحوصاتٌ خاصّةٌ:

تشملُ التّنميطَ الخلويَّ المناعيَّ، والدّراسةَ الجينيّةَ الخلويّةَ والجزيئيّةَ الّتي تتيح معرفةَ نوعِ الابيضاض النّقويّ الحادّ، وتساعد في وضع الخطّة العلاجيّة والتّنبّؤِ بالإنذارِ أي فرصةِ الشّفاءِ.

العلاج:

يجب البدء بالعلاج فورَ التّشخيص، وتعتمد طبيعة العلاج على نمط الابيضاض النّقويّ الحادّ، وعمُر المريض، وحالته العامّة.

بصورةٍ عامّةٍ يمرّ العلاج بطورين:

العلاجُ بهدف إحداثِ الهوادة: يُهدَف في هذا الطّور إلى إزالة الخلايا السّرطانيّة كافّةً من الدّمِ ونقيّ العظام، ولكن عادةً لا نتمكّن من إزالتها بصورةٍ نهائيّةٍ، لذا نلجأ إلى الطّور الثّاني من العلاج.

العلاجُ التّصليديّ أو التّصليبيّ: يُطلق عليه أيضًا العلاجُ ما بعدَ إحداثِ الهوادة، والهدف منه إزالةُ ما تبقّى من الخلايا السّرطانيّة ويعدّ مهمًّا لمنع النّكس.

الأدوية المستعمَلة في الطّورين السّابقين أدويةٌ كيميائيّةٌ يُحدَّد نوعها وفقًا للابيضاض النّقويّ الحادّ، ومن المعتاد أن يبقى مرضى الابيضاض النّقويّ الحادّ ضمن المستشفى أثناء فترة تلقّي العلاج.

زرع النّقيّ: يمكن اللّجوءُ إليه في الطّور التّصليديّ حيث تُستبدَل بالخلايا الشّاذّةِ خلايا جذعيّةٌ سليمةٌ تعيد إنتاج خلايا دمويّةٍ طبيعيّةٍ. يجب أن يُعرَفَ أنّ زرع نقيّ العظام يُسبَق بجُرُعاتٍ عاليةٍ من الأدوية الكيميائيّة والأشعّة.

يمكن أن يكون زرع النّقيّ ذاتيًّا أي من المريض نفسه، أو غيريًّا أي من متبرِّعٍ متوافِقٍ معه وفق نظام التّعارف المناعيّ HLA.

يمكنكم قراءة مقالاتنا السّابقة عن زرع النّقيّ بالنّقر على الرّوابط التّالية:

هنا

هنا

العلاجات البديلة:

لا يوجد من العلاجات البديلة ما هو شافٍ، لكن يمكنها أن تساعد المريض على التّأقلم مع المرضِ ومراحلِ العلاج بشرطِ ألّا تتعارض مع تعليمات الطّبيب، وعلاج المريض، وحالتِه الصّحّيّة. وتشمل هذه العلاجات التّأمُّلَ، وتمارينَ الاسترخاءِ… إلخ.

الإنذار (فرصة الشّفاء):

يجب البدء بالعلاج فورًا، فالمرض غيرُ المعالَجِ يُعدّ قاتلًا خلال شهورٍ قليلةٍ.

تعتمد فرصة الشّفاء بصورةٍ أساسيّةٍ على عمُر المريض، وحالته العامّة، ونمط الابيضاض النّقويّ الحادّ، ووجود اضطراباتٍ سابقةٍ في نقيّ العظم، وتلقّي علاجاتٍ كيميائيّةٍ سابقةٍ.

وختامًا نرجو السّلامةَ منه لكم ولنا أجمعين.

المصادر:

هنا

هنا