علم النفس > الصحة النفسية

إضافة الليثيوم إلى مياه الشرب قد يقي من الخرف!

استمع على ساوندكلاود 🎧

تناولنا في مقالٍ سابقٍ الحديثَ عن بعض حقائق الخرف، ومدى انتشاره وأهميته هنا ، وعلى الرغم من تقدم العلوم الطبية وتوسع أساليب التشخيص والعلاج، يبقى الخرفُ واحداً من أهمِّ أسباب معاناة كبار السن. لكنَّ الأمل في وجود علاجٍ وقائيٍّ، يتجدَّدُ مع تراكم البيانات من دراساتٍ عديدةٍ تتحدث عن دور الليثيوم في منع حدوث الخرف مع التقدم في السن!

الليثيوم هو ثالثُ عنصرٍ من الجدول الدوري، قد نعرفه فقط كتلك المادة الموجودة في البطاريات، هذا المعدن الخفيف منتشرٌ في كلِّ أنحاء القشرة الأرضية، ويوجد بشكلٍ طبيعيٍّ في مياه الشرب، ويُعدُّ من أشهر الأدوية التي تُستخدَم في علاج نوباتِ الهَوَس عند المصابين باضطرابٍ ثنائيِّ القطب، تلك المادّة التي تم اكتشاف أثرِها المعدِّلِ للمزاج صدفةً هنا ما تزال الطريقةُ التي تعملُ بها في الدماغ غيرَ معروفةٍ بشكلٍ كامل.

الكثيرُ من الدراسات قامتْ بتتبُّع آلية تأثير الليثيوم، والآثارِ التي يتركها عند من يتناولونه بشكلٍ منتظم، ففي دراسةٍ أجراها Kessing ما بين عامي 1995 و2005، وجدَ انخفاضَ معدَّلاتِ الخرفِ عند المصابين باضطرابِ ثنائيِّ القطب ممن يتعاطون الليثيوم مقارنةً بالمرضى الذين يتعاطون مضادات الصرع أو مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان، وتوالت من بعدها الدراساتُ التي أكَّدت جميعُها النتيجةَ ذاتها.

انطلاقاً من الموجودات السابقة وجدتْ دراسةٌ جديدةٌ عن العلاقة بين نسبة الليثيوم في مياه الشرب ومعدلات حدوث الخرف، أنَّ المعادلات العالية من الليثيوم تتوافق مع النسب الخفيفة بالإصابة بالخرف.

إذ جُمِعتْ 151 عينة من مياه الشرب حول البلاد، وطُوِّرت خريطةٌ تُظهر تراكيز الليثيوم في مياه الشرب لكلِّ البلدات في الدانمارك. ثمَّ قام الفريق بمقارنة هذه التراكيز مع البيانات الطبية التي كانت عبارةً عن معلوماتٍ لـ 72،731 مريضٍ بالخرف من أصل 733،653 شخصٍ لا يُعانون من المرض من سكان هذه البلدات، أظهرت النتائج علاقةً واضحةً بين التعرُّض لليثيوم والخرف.

الأشخاص الذين وُجِدَ في مياه الشرب لديهم 10 ميكروغرام/ليتر من الليثيوم، كانت نسبةُ انتشار الخرف بينهم أخفضَ بـ17% بالمقارنة مع الأشخاصِ الذين في مياه الشرب لديهم 2-5 ميكروغرام/ليتر، ولكنْ من جهةٍ أخرى وُجِدَ لدى الأشخاص الذين في مياه الشرب لديهم نسبةُ 5-10 ميكروغرام/ليتر، ارتفاعٌ في حدوث الخرف بنسبة 22%!

يقول الفريقُ في الدراسة، "إنَّ هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، من أجل التحقيق في العلاقة بين الليثيوم ومرض الخرف."

هذا لا يعني أن تقوم الحكوماتُ بشراء علب الليثيوم ووضعها في موارد مياه الشرب، فما زال هناك الكثير من المعلومات المجهولة، خصوصاً بما يتعلَّق بنسبة 5-10 مايكروغرامٍ لكلِّ لترٍ من مياه الشرب التي أدَّت إلى زيادة مستوى الخرف.

يقول جيمس بيكيت مديرُ البحث في مجتمع الزهايمر في المملكة البريطانية، "من غير المعقول تقريباً أنَّ شيئاً رخيصاً ومتوفراً مثل الليثيوم يُمكن أن يكون له دورٌ في الوقاية من مرض الزهايمر. ولكن، نحتاجُ إلى المزيد من البحث والتجارب المخبرية، حتى ذلك الوقت لا يجب زيادة مستوى الليثيوم في مياه الشرب.لأنه يمكن أن يكون ساماً إن كان بمستوياتٍ عالية أو منخفضة لبعض الناس، لذا من المهم أن يستشير الناس أطباءَهم قبل أن يفكروا بأخذه."

يؤكد الباحثون أنَّ الخطوة المهمة الآن هي القيام بالمزيد من الدراسات للتأكد من النتائج والتأكد من مستويات الليثيوم التي يمكن أن تؤثر على الدماغ.

عندما نحصل على مثل هذه النتائج، يمكن أن نحصل على أداةٍ مذهلةٍ جديدةٍ تُساعدنا في التقليل من معدلات الإصابة بمرض الخرف.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا