الطب > مقالات طبية

ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن

الابيضاضُ اللّمفاويّ المزمنُ -وبكلماتٍ قليلةٍ- اضطرابٌ خبيثٌ سرطانيٌّ في الدّمِ يتمثّل بزيادةٍ كبيرةٍ في عدد الكريّاتِ البيضِ اللّمفاويّةِ البائيّةِ (النوع B) في الدّمِ نتيجةَ زيادةِ إنتاجِها من قبلِ الأنسجةِ اللّمفاويّةِ.

وهي خلايا غيرُ وظيفيّةٍ/نظاميّةٍ، أي لا تقومُ بمهمّتِها المفترَضةِ ألا وهي الدّفاعُ عن الجسمِ، ممّا سيؤدّي بدورهِ لجعلِ الجسمِ عُرضةً للإصابةِ المتكرّرة بالأمراض -وخصوصًا الإنتانيّةَ والمناعيّةَ منها- الّتي ما كانَ ليُصاب بها لو كان جهازُه المناعيّ يعملُ بصورةٍ طبيعيّةٍ.

والابيضاضُ اللمفاويُّ المزمنُ هو الابيضاضُ الأكثرُ مشاهدةً لدى البالغين، ومتوسّطُ أعمارِ الإصابة به 72 عامًا، وينخفضُ في الحالاتِ العائليّةِ إلى 58 عامًا، ونادرًا ما يُشاهد لدى الأطفال.

- ماذا نعني بقولِنا إنّه مزمنٌ؟ وهل هناكَ نوعٌ حادٌّ من المرض؟

يعبّر مصطلحا مزمنٍ وحادٍّ عن شكلِ سيرِ وتطوّرِ المرضِ. ففي النّوعِ المزمنِ تفشلُ الخلايا البيضُ الابيضاضيّة في الوصولِ إلى مرحلةِ النّضجِ خلالَ تطوّرِها. أمّا في النّوعِ الحادّ فتبدأُ الخلايا الابيضاضيّةُ بالانقسامِ قبلَ أن تتطوّرَ لديها قدراتٌ مناعيّةٌ، وبالتّالي تَنتجُ الخلايا غيرُ الطّبيعيّةِ.

- والآن نأتي إلى سؤالنا الثّاني، كيفَ يتبدّى هذا الابيضاض؟

تنتجُ الأعراضُ بشكلٍ رئيسيٍّ عن إنتاجِ الخلايا غيرِ الطبيعيّة الهائلِ الّذي يؤدّي إلى إغراقِ النسيجِ الدمويّ بها بحيثُ لا يتبقّى مكانٌ كافٍ لنوعٍ آخرَ من الخلايا سوى القليلِ، وبالتّالي ستكونُ الأعراضُ الظّاهرةُ في 50-75% من الحالاتِ عندَ التّشخيصِ على النّحو التّالي:

- ضخامةٌ في العقدِ اللّمفاويّةِ، أو الكبدِ، أو الطّحالِ.

- إنتاناتٌ متكرّرةٌ.

- فقرُ الدّمِ بسببِ نقصِ الكريّاتِ الحمْرِ.

- سهولةُ النّزفِ والتكدّمِ بسببِ نقصِ الصّفيحاتِ، ويحدثُ هذا في مراحلَ متقدّمةٍ.

- نقصُ الشهيّةِ، والتّعبُ.

- التعرّقُ اللّيليُّ.

وعادةً ما يُجرى التّشخيصُ من خلالِ إجراءِ تعدادٍ كاملٍ لمحتوياتِ الدّمِ الخلويَّةِ (CBC) وتنميطِ الخلايا الدّمويّة بمقياس التّدفّق الخلويّ (flow cytometry). وأحيانًا يُلجَأ إلى فحص نقيّ العظمِ وتصويرِ الكبدِ والطّحالِ بالأمواجِ فوقَ الصوتيّةِ.

- وأخيرًا هل يمكن الشّفاءُ؟ وكيفَ يكون العلاجُ؟

يؤسفنا من جديدٍ أن نقولَ إنّ الابيضاض يترافقُ مع نسبةِ وفيّاتٍ عاليةٍ، إذ إنَّ بعضَ المرضى لا يعيشون لمدّةٍ أطولَ من سنتين أو ثلاثٍ بعدَ التّشخيصِ، ولكنّ معظهم يعيشون 5-10 سنواتٍ.

ويكون العلاجُ حَسَبَ المرحلة، فبعض المرضى لا يحتاجون في الفترة الأولى سوى إلى ما يُسمّى التّرقُّبَ العلاجيّ، أي مراقبةِ سيرِ المرضِ لأجْلِ التّدخّل في اللّحظة المناسبة، ومن ثُمّ يكون العلاج بصورةٍ رئيسيّةٍ علاجًا كيميائيًّا، ممزوجًا في بعض الحالات بعلاجاتٍ هدفيّةٍ مناعيّةٍ أو منفصلًا عنها، ولم يُعثَر على علاجٍ شافٍ حتّى الآنَ سوى زرعِ الخلايا الجذعيّةِ من متبرّعٍ خَيفيٍّ من العائلة أو متبرّعٍ متطوّعٍ.

يمكنكم قراءةُ مقالاتنا السّابقة عن زرع النّقي عبر الرّابطين التّاليين:

هنا

هنا

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا