الطب > ‏معلومة سريعة‬

القواعد العامّة لنقل الدّم

يُتبرّع سنويًّا بمئةِ مليونِ وحدةٍ دمويّةٍ حول العالم، وعلى الرّغم من ذلك فإنّ المؤشّر الّذي يحدّد وجوب نقلِ كريّات الدّمِ الحمراءِ ضبابيٌّ، وينطبق ذلك أيضًا على المدّة الأمثل لحفظها قبل نقلها.

وقد أسهم تخزين الوحدات الدّموية قبل نقلها لأشخاصٍ آخرينَ في مساعدة الباحثين على تقديم توصياتٍ حول معدّلِ الهيموغلوبين في الدّم المطلوبِ نقلُه للمرضى، وكذلك حول المدّةِ القصوى لحفظ كريّات الدّم.

وقد أجرى عددٌ من أُمناء المكتبات المرجعيّة بحثًا في مؤلّفاتٍ عن تجاربَ سريريّةٍ عشوائيّةٍ تقيِّم معيارين:

1- عتبات الهيموغلوبين لنقل كريّات الدّم الحمراء بين عامي (2016-1950)

2- مدّات تخزينها بين عامي (2016-1948)

أمّا بالنّسبة للمعيار الأوّل، فقد اشتملت الدّراسة على 31 عيّنةً عشوائيّةً منتقاةً من 121587 مشاركًا، وقورِنَت فيها العتباتُ المقيَّدةُ حيث لا يُسمح بنقل الدّمِ إلّا عند وصول معدّل الهيموغلوبين إلى 7-8 غرام/ديسيليتر بالعتباتِ الحرّةِ حيث لا يسمح بنقل الدّمِ إلّا عند وصول معدّل الهيموغلوبين إلى 9-10 غرام/الديسيليتر. واستُنتِجت من هذه المقارنات ملاحظةٌ هامّةٌ: أنّ العتباتِ المقيّدةَ لم ترتبط بنتائجَ سريريّةٍ سلبيّةٍ ذات معدّلاتٍ مرتفعةٍ كاحتشاءِ عضلةِ القلبِ، أو الجلطاتِ الدّماغيّةِ أو الدّمويّةِ، أو النّزلاتِ أو الالتهاباتِ الرّئويّةِ.

وأمّا بالنّسبة للمعيار الثّاني، فقد اشتملت الدّراسة على 13 عيّنةً منتقاةً من 5515 مشاركًا عشوائيًّا، وقورِنَت حالاتٌ نُقل لها دمٌ حديثُ التّبرعِ بأخرى نُقل لها دمٌ محفوظٌ لمدّةٍ أطولَ، وأظهرت الدّراسة أنّ الدّمَ الأحدثَ لم يحقِّق نتائجَ سريريّةً أفضلَ.

ومن الممارسة السّليمة أخذُ كلٍّ من معدّلِ الهيموغلوبين، والحالةِ السّريريّة العامّة، وأولويّات المريض، والعلاجاتِ البديلةِ بعين النّظر عند اتّخاذ قرار نقل الدم لمريضٍ محدّدٍ.

وكانت التّوصية الأولى ألّا يُشرعَ بنقل الدّم للبالغين الّذين لا يعانون من مشاكلَ دمويّةٍ ولا لمرضى الحالات الحرجة إلى أن يصلَ مستوى الهيموغلوبين إلى 7 غرام/ديسيلتر، ويوصى بالعتبة المقيّدة 8 غرام/ديسيليتر لنقل الدّم للمرضى أثناء خضوعهم لجراحةٍ عظميّةٍ أو قلبيّةٍ، إضافةً إلى مرضى القلب والأوعية الدمويّة.

وتنصّ التّوصية الثّانية على عدم الاقتصار علی نقل الوحدات الطّازجة فحسْبُ للمرضى -بما في ذلك حديثوا الولادةِ- بل ينبغي أن تُنقل لهم الوحداتُ الدّمويّة المُخزَّنةُ لأيّ مدّةٍ ضمن الحدود المرخّص بها.

أدى البحث في طبِّ نقل كريّات الدّمِ الحمراءِ إلى تقدّمٍ علميٍّ كبيرٍ في السّنوات الأخيرة، ووفّر أدلّةً عاليةَ الجودةِ لوضع القواعد العامّة لنقل الدّم.

من الجدير بالذّكر نهايةً أنّ العتبةَ المقيّدةَ آمنةٌ للاستخدام في معظم البيئات السّريريّة وينبغي مواصلة استخدام الدّم المعياريّ* المتوفّر في بنوك الدّم.

---------------------------------------------------------------------

* ليس بالضّرورة دمًا طازجًا

المصدر:

هنا