التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

ميكافيلي فيلسوف عصر النهضة السياسي

في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ،سُئل الفائز بجائزة بوليتزر الكاتب "جاريد دايموند" عن أي كتاب يقترح على رئيس الولايات المتحدة "اوباما" قرائته إذا استطاع . كان جوابه "الأمير" لنيكولو مكيافيلي الذي كُتب منذ 500 عام .

تفسيره كان أن مكيافيلي " عادة ما يصرف بأنه الساخر الغير أخلاقي الذي اعتقد افتراضياً أن الغاية تبرر الوسيلة"

لكنه ،في الواقع، " واقعي ذو رؤية شفافة والذي فهم حدود و استعمالات القوة. "

دايموند ، الذي تضم كتبه "أسلحة و جراثيم و فولاذ : مصير المجتمعات الإنسانية" قال أن ما يجعل "الأمير" ضرورياً للقادة السياسين في يومنا هو إصرار "مكيافيلي" "أننا لسنا عاجزون في ايدي سوء الحظ" .

هذه الأطروحة السياسية هي واحدة من اكثر الكتب المؤثرة والجدلية التي نشرت في الأدب الغربي.

لطالما تجادل النقاد حول "الأمير" ،الذي اشتهر بنقاشه حول الغاية تبرر الوسيلة للحفاظ على السلطة السياسية مهما كانت هذه الوسيلة لا أخلاقية ، ما إذا كان قد كتب بغرض الهجاء ، أو كما وصفه الفيلسوف البريطاني الحائز على جائزة نوبل "بيرتراند رسل" بأن الكتاب مجرد "كتيب لرجال العصابات".

لكن على الرغم بأن نوايا مكيافيلي غير معروفة، الأمر الذي ليس نقطةً للجدل هو أن الكتاب نظرة ثاقبة لطريقة وصول بعض الأشخاص للسلطة و حفاظهم عليها.

في مقابلة أخرى مع "جايمس جونسون" مدرس التاريخ في جامعة بوسطن والحائز على جوائز على كتبه "الإستماع في باريس: التاريخ الثقافي" و "متستر البندقية:أقنعة في الجمهورية الهادئة"

سُئل "جايمس" حول كتاب "الأمير" في ذكرى مرور 500 عام منذ كتابته .

- ماذا كانت نية مكيافيلي في كتابته للأمير ؟

-هذا أحد الأسئلة العظيمة التي لا يمكن اجابتها.

البعض ممكن أن يقول أنه أراد منح السلطة للطغاة ، والبعض اللآخر يقول أنه أراد إدراج جرائمهم لفضحهم .

وجد القراء عبر العصور في الكتاب الدعم لكثير من القضايا منها : الملكيين والمدافعين عن الجمهوريات والنقاد والمثاليين والمتعصبين الدينين والمتشكيين أيضاً.

الكتاب يهدف لجعل الحكام أن يتعلموا كيف التعامل مع العالم كما هو وليس كما يجب ان يكون .

-عندما نُشر "الأمير" لأول مرة اعتبر من الكتب الرائدة في مجاله ، لماذا ؟

- "الأمير" يعد أحد الكتب االتي تعتبر بأنها سلسلة طويلة من النصائح للحكام، طراز الكتب هذا يدعى "مرآة للأمراء" ، حيث ضبطوا تعليماتهم التي شملت الفصاحة والتاريخ والجغرافية والموسيقى والرقص ، مكيافيلي نزع من لغته المثاليات و أخذ أمثلته من التاريخ .

كتب مكيافيلي أن أي أحد يتجاهل الواقع في سبيل الإيمان بالمثاليات سيكتشف أنه تعلم الطريق الى تدمير الذات .

-كيف تم فهم الكتاب عبر كل هذه القرون ؟

- كتب الكاردينال "رينالد بول" ، الأسقف الإنكليزي ،

في عام 1539 أن"الأمير" كُتب "بيد الشيطان" .

قي القرن الثامن عشر ، كتب "روسو" أن "مكيافيلي " في زي النصح للأمراء ، في الواقع ، يقوم بتعليم الأشخاص كيفية تأمين الجمهورية. لكن بعد الحرب العالمية الثانية بعض المفسرين كتبوا أنه يجب أن يصنف في مجموعة الحزب النازي .

كل عصر و كل قارئ يصيغ الكتاب لدرجة ما مناسبة لخبرته.

 

الصورة بعدسة رنيم قباطروس