الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة

مُكوّنٌ واحدٌ يرفعُ مُعدّلَ الحَرقِ لديك.. ما هو؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تشتهرُ الحبوبُ الكاملةُ بأنّها الخيارُ الأمثلُ لِمن يرغبُ بتخفيضِ وزنِهِ، وقد تَمَّ تدعيمُ ذلك بدراسةٍ جديدةٍ وجد الباحثون فيها أنَّ كميّةَ الطاقةِ المُمتصّةِ من الغذاءِ تكون أقلّ عند الاعتماد على الحبوبِ الكاملةِ مقارنةً بالحبوبِ المكرّرةِ كالطحينِ الأبيضِ.

وقد جاء في نتائجِ الدّراسةِ أنَّ الإفراغَ المعويَ كان أعلى عند اتّباع النظام الغذائي الحاوي على الحبوبِ الكاملةِ، كما ارتفع مُعدّل الاستقلاب الأساسي بصورةٍ وسطيّةٍ بحوالي 48 سعرةً حراريّةً/اليوم، وقد كان لهذين العاملين دورٌ في إحداثِ فرقٍ في توازن الطّاقةِ بين مجموعَتَي الدّراسة قدرُهُ 92 سعرةً حراريّةً/اليوم، أي ما يُعادل خسارةً قَدرُها 2.5 كغ/سنوياً، وذلك في حال افترضنا أنَّ الشخص لم يعوّض ذلك الفارقَ بأيّ طعامٍ آخرَ، أي في حال اتّباعِ الشخصِ لنظامٍ غذائي ثابتِ المحتوى من الحريريات، وعلى الرّغم من صِغر هذا المقدار إلّا أنّنا لا نستطيع تجاهل ما تحتويه الحبوبُ الكاملةُ من عناصرَ غذائيّةٍ بكميّاتٍ تفوقُ الحبوبَ المكرّرةَ، فضلاً عن تحسينها للهضم وخفضِ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الأمعاءِ. علماً أن معدّلَ الاستقلابِ الأساسي يعبّرُ عن كميّةِ الطاقة التي يحرقها الجسم بحال الراحة، كما يعتبر مؤشّراً لكفاءةِ الجسمِ الاستقلابيّةِ.

من جهةٍ أخرى لم تجدِ الدراسةُ أيَّ تأثيرٍ على ضبط مستوى السُّكّرِ في الدمِ، كما لم تُسجَّل أيُّ اختلافاتٍ في مستوياتِ الشهيّةِ أو الجوعِ أو الشبعِ أو سلوك الأكل بين المشاركين في الحميتين المحدّدتين بالدّراسةِ.

ويُذكر هنا أنَّ النظامَ الغذائيَ المذكورَ لم يكن مُصمّماً لخفضِ وزن المشتركين، بل للمحافظةِ عليه في حدودٍ ثابتةٍ، وهو ما انعكسَ على مقاديرِ الوزنِ المذكورةِ والتي يمكن أن يخسرها الشخص في حال اتّباع نظام الحبوب الكاملةِ مع المحافظةِ على بقيّةِ المُدخلات بحالةٍ ثابتةٍ.

ويمكنُ تلخيصُ الكلامِ السابقِ بفائدةٍ طاقيّةٍ جديدةٍ تحدثُ عند استبدال الحبوبِ المكرّرةِ بالكاملةِ، الأمرُ الذي يؤدّي عند حدوثِه إلى إطراحِ كميّاتٍ أعلى من الطّاقةِ عن طريقِ الأمعاءِ دونَ أن يمتصّها الجسمُ.

وعن المشاركين بالتجربة، فقد تراوحت أعمارهم بين الـ 40 والـ65 عاماً، وشملت 49 رجلاً و32 امراةً ممّن تجاوزنَ سِنَّ اليأسِ. قُسِّمَ المشتركون إلى مجموعتين، إحداهُما تناولت منتجاتِ الحبوبِ المكرّرةِ، والأخرى تناولت منتجاتِ الحبوبِ الكاملةِ، وذلك لمدّةِ سِتّةِ أسابيعَ مسبوقةٍ بأسبوعين لكلا المجموعتين تناول جميعُ المشتركين فيها وجباتٍ غذائيّةً خاليةٍ من الحبوبِ الكاملةِ(أي حميةٍ منخفضةِ الأليافِ).

وننوّه هنا إلى أنَّ الخسارةَ الملحوظةَ في الوزن – والتي كانت صغيرةً نسبياً – لن تكون فعّالةً لمن يريد خساراتٍ كبيرةً إن لم تُرفَق بتعديلاتٍ أخرى على الحميةِ الغذائيةِ الخاصّةِ بالشخص، كالابتعاد عن الدهون وتخفيض المدخولِ من السكّريّاتِ وزيادةِ النشاطِ البدنيّ وغيرِها. أي أنَّ استبدالَ الحبوبِ المكرّرةِ بالكاملةِ ليس الوسيلةَ الوحيدةَ لعيشِ حياةٍ صحيّةٍ وخاليةٍ من الأمراضِ، بل يجب على الشخصِ أن يتبنّى أسلوبَ حياةٍ كاملٍ يساعدُهُ على بلوغِ الوزنِ الصِحيّ الذي يضمنُ له جِسماً صحيحاً خالياً من الأمراض.

المصدر:

هنا

الدراسة المرجعية:

هنا