الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

مريض سكري؟ احذر هذا النوع من المكسرات..

استمع على ساوندكلاود 🎧

تدلّ الدراسات على وجودِ فوائدَ عديدةٍ للمكسرات بصفةٍ عامةٍ، ويشمل ذلك الفول السوداني، وتعود تلك الفوائد أساساً إلى احتوائها على مجموعةٍ من المغذّياتِ الصحية كالأحماض الدهنية المفيدة من نوع أوميغا-3 وأوميغا-6، والبروتينات النباتية، والألياف، والمعادن، وبعضِ مضادات الأكسدة، والتي تساهمُ في خفضِ خطر الإصابة بالأمراض القلبية، وحصى المرارة، إضافةً إلى تأثيرها الفعّال في خفض ضغط الدم والكوليسترول ومنع حدوث الالتهابات. وعلى الرّغم من غناها بالسعرات الحرارية، ولكنّ المكسراتِ غير المملحة تُعدُّ وجبةً خفيفةً صحيةً تساهمُ في خفض الوزن عند تناولِها بكمياتٍ قليلةٍ، فهي مغذيةٌ ومشبِعةٌ في الوقت ذاته.

ولكنّ هناك بعضَ العوامل الأخرى التي يجب على مريض السكري أن يراعيها عند تناول الفول السوداني على وجه التحديد.

المؤشر الغلايسيميّ للفول السوداني طبيعيٌّ، ولكن لا بدّ من الحذر:

إذ يُستخدم المؤشر الغلايسيميّ (أو مؤشر نسبة السكر) The glycemic index (GI) لتقييم الأطعمة وتصنيفِها وفق قدرتِها على رفع أو خفض نسبة سكر الدم في الجسم. وكلما كان المؤشر الغلايسيمي لطعامٍ ما أقلَّ أصبح تأثيرُه على ارتفاعِ سكر الدم أقلّ.

يُضاف لما سبق مقياسٌ آخرٌ هو الحِمل الغلايسيمي The glycemic load وهو مقياسٌ لأثرِ طعامٍ ما في سرعةِ رفع سكر الدم بعد هضمه تماماً. وإذا كانت قيمةُ الحِمل الغلايسيمي 10 وما دون، فإن الطعام المعنيَ يكون ذا تأثيرٍ منخفضٍ على السكر في الدم بعد هضمِه.

وقد وُجد أن قيمةَ هذين المقياسَين في الفول السوداني تبلغ 13 و1على التتابع، وهذا يعني أنه لا يُحدث زيادةً كبيرةً في سكر الدم عند تناولِه أو بعدَ تمامِ هضمِهِ، ومن ثمَّ فإنه يُعدُّ وجبةً خفيفةً جيدةً لمرضى السكري، ولكنَّ ذلك لا يعني أن بإمكانِهِم تناولَهُ دونَ انتباهٍ، وسنتعرّف على السبب وراء ذلك فيما يلي.

الفول السوداني ليس من المكسّرات فعلاً.. فماذا تقول الأبحاث عنه؟

الفول السوداني من البقوليات التي تمتلكُ خصائصَ مشابهةً للمكسرات. وعلى عكس المكسراتِ فإن طعمَهُ غيرُ مقبولٍ عندما يكون غيرَ محمصٍ، لذا فإنَّه يُستهلك محمّصاً.

ويُعدُّ المحتوى العالي من الأوميغا-6 أهم الخصائص التي تميز الفول السوداني عن المكسرات، وهو أمرٌ قد يدعو للقلق أحياناً، إذ يمكن لارتفاع المدخول من الأوميغا-6 أن تسبب اختلالاً في نسبتِها إلى الأوميغا-3، ممّا يمكن أن يسبب التهاباتٍ لدى البعض، الأمر الذي يُحدِث استجابةً مضادةً لهذه الالتهابات والتي غالباً ما تجعلُ من أعراضِ السكري أكثرَ سوءاً. ولتجنّب حدوث هذه الالتهابات، يجب على مريض السكري أن يوازن بين مدخولِه من الأوميغا-6 والأوميغا-3، ويمكنكم التعرّف على أهم مصادر هذين النوعين من الأحماض الدهنية بقراءة مقالَينا السابقين هنا و هنا لتتمكّنوا من اختيارِ أفضلِ الأطعمةِ لنظامِكم الغذائي.

يُذكر أنّ بحثاً أجري على مئتي ألفِ شخصٍ توصّل إلى أن تناولَ الفول السوداني وغيرِه من المكسرات بانتظام قد أدّى إلى خفضِ الوفيات الناتجة عن أمراضِ القلب - ولكن مع الاعتدال- إذ يؤدي تناولُهُ بكمياتٍ كبيرةٍ إلى ارتفاع الوزن نظراً لمحتواه المرتفع من السعرات الحرارية.

ارتفاع الملح في الفول السوداني:

يمكن لمرضى السكري أن يبتاعوا الفول السوداني غيرَ المحمّص، ويحمّصوه في المنزل مع بعضِ التوابل، ليضمنوا الحصول على منتجٍ خالٍ من أو منخفضِ الملح، ذلك أن مرضى السكري يُعدّون أكثرَ عرضةً للإصابة بارتفاعِ ضغط الدم من غيرِهم.

زبدة الفول السوداني:

من المؤكد أن زبدةَ الفول السوداني ليست من الأطعمةِ المفيدةِ لمرضى السكري! إذ تحتوي هي ومنتجاتُها على كميةٍ عاليةٍ من الدهون – معظمُها من الدهونِ المتحولةِ والمشبعة – والسكريات، والزيوت لإضافةِ الطعم والخصائص المرغوبةِ للمستهلكين. ويفضّل إن رغب المريض بذلك أن يبحث عن زبدة الفول السوداني الطبيعية التي تكون خاليةً من أي مضافاتٍ باستثناءِ القليل من الملح.

عواملُ أخرى يجب مراعاتها من قِبل مرضى السكري:

تبقى الحساسية تجاه الفول السوداني واحدةً من أهم النواحي التي يجب على المريض أن يتوخّى الحذر منها، فضلاً عن التأكيد على ضرورةِ ضبطِ الكميات المتناولة منه كي لا تؤدي إلى زيادة الوزن. أما الأفلاتوكسينات هنا التي تنتج عن بعض الأعفان التي تصيب المكسرات والفول السوداني، فيمكن لها أن تؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ لمريض السكري خاصّةً إن كان يعاني من أمراض الكبد والسرطانات.

علينا أن نذكر أخيراً أن عدداً من أنواع المكسرات الأخرى يُعدُّ أفضل من الفول السوداني من الناحية الغذائية، فاللوز مثلاً هنا يحتوي على ضعفِ كمية الألياف، والكالسيوم، والحديد، وإنَّ كميةَ الفيتامين E فيه أكثرُ مرة ونصف من الفول السوداني، وكذلك الأمر بالنسبةِ للجوز، لذلك فإننا ننصح بالتنويع بين الأنواعِ الثلاثةِ هذه لتكون بذلك وجبةً خفيفةً صحيةً ومغذيةً بعيداً عن الأعراض الجانبية المحتملة.

المصدر:

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا