الغذاء والتغذية > رحلة الغذاء

كل ما تريد معرفته عن خميرة البيرة

خميرةُ البيرةِ Brewer's Yeast نوعٌ منَ الفطورِ وحيدةِ الخليّة، والمعروفةِ باسمِ Saccharomyces cerevisiae، تُنمّى بطريقةٍ خاصّةٍ لتصنيعِ المكمّلاتِ الغذائيّة، وقد سُمّيَت خميرةُ البيرةِ بهذا الاسمِ لأنّها عنصرٌ أساسيٌّ في صناعةِ البيرة.

ما هي فوائدُ خميرةِ البيرة؟

خميرةُ البيرةِ غنيّةٌ بالكروميوم chromium، وقد تَبَيَّنَ أنَّه يؤدي دوراً مهماً في استقرارِ مستوى السّكّرِ في الدّم، ومن ثمَّ فإنَّه يمكنُ أن يكونَ مفيداً في إبقاءِ مرضِ السّكّريِّ تحتَ المستوى الجيّد، ولكن أثبتت الأبحاثُ أنَّ إعطاءَ كلٍّ من الكروميوم أو خميرةِ البيرةِ كمكمّلٍ غذائيٍّ لكبارِ السّنِّ يساهمُ في رفعِ مستوياتِ الكروميوم في الدّم، لكنّهُ لن يؤثّرَ بفعّاليةٍ في استقرارِ مستوى السّكّرِ في الّدم.

ولذلك فقد صرّحت جمعيّةُ مرضِ السّكّريِّ في بريطانيا Diabetes UK أنّهُ منَ الأفضلِ الحصولُ على المعادنِ الأساسيّةِ والفيتاميناتِ من الغذاءِ بدلاً من الحصولِ عليها عن طريقِ المكمّلاتِ الغذائيّة، وتؤكّدُ أنّهُ لا ينبغي للأشخاصِ المصابينَ بمرضِ السّكّريِّ أن يتناولوا المكمّلاتِ الغذائيّةَ كبديلٍ عن الأدويةِ الّتي توصَفُ لهم.

خميرةُ البيرةِ غنيّةٌ بالسيلينيوم أيضاً، والّذي يُعدُّ منَ المعادنِ الأساسيّةِ للجسمِ بفضلِ خواصهِ المضادةِ للأكسدة، بالإضافةِ إلى أنّه يوفّرُ بعضَ الوقايةِ ضدَّ أمراضِ القلبِ بواسطة التّحريضِ على إنتاجِ الكولسترول الجيّدِ HDL وخفضِ مستوى الكولسترول السيّء LDL.

وإضافةً إلى العناصرِ السابقة، تُعَدُّ خميرةُ البيرةِ مصدراً جيّداً لمجموعةِ الفيتامينات B، المتضمّنةِ فيتامين B1 (ثيامين) وB2 (ريبوفلافين) وB3 (نياسين) وB5 (حمض البانتوثنيك) وB6 (بيريدوكسين) وB7 (بيوتين) وB9 (حمض الفوليك)، وجميعُ هذه الفيتامينات ضروريّةٌ لتزويدِ الجسمِ بالطّاقة، ودعمِ الجهازِ العصبيّ، وتأمينِ الهضمِ الجيّد، والحفاظِ على صحّةِ الجلدِ والشّعرِ والعينينِ والكبد.

وقد أُشيعَ سابقاً عن خميرةِ البيرةِ أنّها مصدرٌ غنيٌّ بفيتامين B12، ولكنّها ليستْ كذلك بالفعلِ، فهي تنمو بالتّزامنِ مع البكتيريا المنتِجةِ لهذا الفيتامين، أي أنَّ الخميرةَ المستقلّةَ خاليةٌ من فيتامين B12.

استخداماتٌ أخرى محتملةٌ لهذه الخميرة:

قد تكونُ هناكَ إمكانيّةٌ لإدخالِ تعديلاتٍ على خميرةِ البيرةِ بهدفِ تطويرِ لقاحاتٍ تساعدُ على الحدِّ من خطرِ الإصابةِ بسرطانِ الجلد (إنّما لا تزالُ هذه الأبحاثُ في مراحلها الأولى)، وتخفيفُ حبِّ الشّباب، والوقايةِ من نزلاتِ البردِ والإنفلونزا، ولا تزالُ هناك حاجةٌ لإجراءِ المزيدِ من التّحقيقاتِ والدّراساتِ الموسّعةِ للتّحقّقِ من مدى صحّةِ هذه النّتائجِ الأوليّة.

الأشكالُ الدوائيّةُ لخميرةِ البيرة:

تتوفّرُ خميرةُ البيرةِ على شكلِ أقراصٍ أو مسحوقٍ. ويمكنُ أن تؤخَذَ بجرعاتٍ تصلُ إلى 3000 ملغ يومياً، والّتي تنقسمُ عادةً إلى ثلاثِ جرعاتٍ مقدار الواحدةِ منها 1000 ملغ على أن تؤخذُ مع وجباتِ الطّعام.

هل يمكنُ لجميع الأشخاصِ تناولُ هذه الخميرة؟

لم يُعرفْ بعدُ ما إذا كانَ لخميرةِ البيرةِ تأثيرٌ على الحملِ أو الإرضاع، لذلك يفَضَّلُ تجنّبُ تناولها خلالَ هذه الأوقات، كذلك لا ينبغي أنْ تُعطى للأطفالِ لأنّهُ ما زالَ من غيرِ المعروفِ إذا ما كانت آمنةً بالنّسبةِ لهم، ويجبُ على الأشخاصِ الّذينَ يعانونَ من التهابِ الجلدِ التأتّبي (الأكزيما التأتبية atopic dermatitis) تجنّبُ هذه الخميرةِ لأنها قد تؤدّي إلى تفاقمِ الإصابة، كذلكَ الأمرُ بالنّسبةِ للأشخاص الذين يعانون ضعفاً مناعيّاً (كالمرضى الّذين يخضعونَ للعلاجِ الكيميائيّ)، والمصابينَ بالاضطراباتِ المعويّةِ الالتهابيّةِ النَّشِطة (مثل مرضِ كرون والتهابِ القولونِ التّقرحيّ)، وللأعمارِ الصّغيرةِ جدّاً والكبيرةِ جداً، ويجبُ تجنّبُ تناولِ مكمّلاتِ خميرةِ البيرةِ في حالِ الإصابةِ بالنَّقرس، إذ أنَّ ارتفاعَ محتوى البيورين purine يؤدّي إلى ارتفاعِ مستوياتِ حمضِ البولِ في الدّم وبالتّالي زيادةُ الإصابة.

هل هناكَ أيُّ تداخلاتٍ دوائيّةٍ معروفةٍ؟

يجبُ على الأشخاصِ الّذين يتناولون مضاداتِ الاكتئابِ من نمطِ (مُثبِّطات Monoamine-oxidase) استشارةُ الطّبيبِ قبل البدء بتناول مكمّلاتِ خميرةِ البيرة، وذلكَ لأنَّ عملَ هذا النّوعِ من الأدويةِ يمنعُ تفكّكَ التّيرامين tyramine (وهي مادّةٌ موجودةٌ في خميرةِ البيرة) والّتي يمكنُ أن تسبّبَ ارتفاعاً خطيراً في ضغطِ الدّمِ في حالِ تراكمها في الجسم، ويجبُ تجنّبُ تناولِ خميرةِ البيرةِ في حالِ العلاجِ بالأدويةِ المضادةِ للفطريّات، أو مثبّطاتِ المناعة.

المصدر:

هنا