صناعة الباحثين > صناعة الباحثين

مقابلة مع الباحث محمد حجو

-الاسم: محمد حجو

-المنحة الحاصل عليها:

DAAD: Leadership for Syria

-ما هو سبب اختيارك لهذه المنحة وهل هناك منح أخرى قمت بالتقدم لها؟

منحةDAAD تعد من أهم المنح في ألمانيا، ولطالما رغبت في الدراسة في هذا البلد لما يتوافر فيه من دعم للطلاب والباحثين والبحث العلمي. قمت قبل حصولي على هذه المنحة، بالتقدم إلى منح عدة؛ منها منحة ERASMUS الشهيرة، ومنحة DUNIA، والمنحة التركية Türkie Bursalari ولكن لم أتمكن من الحصول عليها.

-متى حصلت على المنحة وماهي شهادتك الحاصل عليها وماهي الشهادة المتوقع الحصول عليها بعد المنحة؟ حصلت على المنحة في عام 2015، وكنت قد تخرجت من كلية الصيدلة في الجامعة العربية الدولية (الأوروبية سابقا) عام 2012. حاليا، أدرس لنيل شهادة الماجستير في مجال العلوم الطبية الحيوية Biomedical Science.

-ما هي الفائدة التي حصلت عليها في أثناء الدراسة في الخارج وبعد حصولك على المنحة؟

يعد حصولي على هذه المنحة نقطة تحول في حياتي الأكاديمية، إذ إنني لم أكن أستطيع إكمال التحصيل العلمي لولاها. أحد أهم الأشياء التي تعلمتها من العيش في ألمانيا، هو تقبل الطرف الآخر ووجهات نظره، حتى وإن كانت في رأيي خاطئة والانفتاح على ثقافات شعوب لم أكن أعرف عنها إلا النذر اليسير.

-ما المتطلبات التي ينبغي للطالب الحصول عليها ليقوم بالتقدم إلى منح دراسية؟

رسالة الدافع تعد أهم المطالب بشكل عام للتقدم إلى أي منحة في رأيي، تليها شهادة اللغة، وذلك بالطبع بعد الشهادة الثانوية أو الجامعية عموما، غير أنني لم أطالب بشهادة اللغة من قبل منحةDAAD ولا من الجامعة التي أدرس فيها؛ كوني قد أتممت دراسة البكالوريوس في سوريا باللغة الإنكليزية.

-ما هي النصائح التي توجهها للطلاب بما يخص شهادة اللغة وكيفية الحصول عليها، وهل هي عامل أساسي للتقدم إلى منح دراسية؟

كان أحد أهم أسباب رفضي من قبل منحة ايراسموس -في رأيي-هو أن شهادة التوفل التي قدمتها ضمن أوراقي كانت أقدم من سنتين، وذلك لأن أوضاعي المعيشية في ذلك الوقت لم تتح لي إعادة الامتحان. للأسف، ليست لي دراية كافية بكيفية التقدم لامتحان الآيلتس أو التوفل في سوريا ضمن الأوضاع الراهنة، ولكن امتحانات اللغة هذه متوفرة وميسرة في دول الجوار. تشترط أغلب المنح الدراسية شهادة اللغة، وتختلف اللغة المطلوبة باختلاف لغة التدريس ضمن الجامعة المراد التعلم فيها.

-ما هي أهم النقاط الواجب ذكرها في رسالة الرغبة (الدوافع)؟

إن أهم ما يجب التركيز عليه في رأيي ضمن هذه الرسالة، هو كيفية إقناع قارئ الطلب بأنك شخص يستحق الحصول على هذه المنحة، وكان من حسن حظي أن صديقي ابراهيم نجار نصحني بحذف بعض المقاطع غير الضرورية من رسالتي، وحثني على التركيز على سبب اختياري للاختصاص والجامعة إضافة إلى ترتيب الأفكار بشكل منظم وكتابة الرسالة بلغة رفيعة المستوى.

-كيف قمت باختيار الجامعات المشاركة في المنحة؟

تركت حرية اختيار الجامعة للطلاب ضمن المنحة التي حصلت عليها، ولكنني أنصح من يتقدم أو تتقدم للحصول على منحة تشترط جامعات محددة، ألا يولي/تولي أكبر الاهتمام لترتيب الجامعة عالميا، وأن يجري التركيز على مدى شغف الشخص بالاختصاص المراد دراسته.

-ما هي الأسباب التي دفعتك إلى التقديم أو قبول هذه المنحة بالذات (البلد، المستوى العملي للمنحة، التكاليف)؟

الأسباب مادية بشكل رئيسي؛ غذ كنت أعيش في تركيا وقت تقديمي على هذه المنحة ولم أكن أملك من الوارد المادي ما يعينني على تحمل أعباء دراسة الماجستير. إضافة إلى ذلك، فإن دراسة الماجستير في ألمانيا أتاحت لي تعلم تقنيات كنت قد قرأت عنها نظريا فقط، من دون أن أجربها ولو لمرة واحدة!

-ما النصائح التي توجهها إلى الخريجين الجدد الراغبين في التقدم إلى منح؟ وللطلاب عموما؟

الصبر ثم الصبر ثم الصبر. كثيرون هم الأشخاص الذين يبدؤون بحماس كبير للدراسة والتقدم إلى المنح الدراسية، لكن جزءا كبيرا منهم سرعان ما يصيبه اليأس بعد مدة. لقد انتظرت 3 سنوات حتى حصلت على منحتي الدراسية ولكنني خلال هذه المدة لم أفوت أي فرصة معقولة للتقدم إلى أي منحة. إن تحضير الأوراق اللازمة للتقدم إلى المنح الدراسية، والانتظار الطويل حتى تسلم الرد، إضافة إلى خيبة الأمل حين يأتي الجواب بالرفض، ما سبق كله يمكن أن يسبب الإحباط للشخص بلا شك، ولكن إذا كان للشخص هدف يحلم بالوصول إليه، فبرأيي يجب عليه أن لا يتوقف؛ إذ إن المحاولة هي جل ما نستطيع أن نفعل في هذه الحياة. ماذا يجب على الطلاب القيام به لرفع احتمال حصولهم على المنحة؟ الحصول على شهادة لغة، القيام بأعمال تطوعية، فهم الاختصاص المراد دراسته بشكل جيد جدا، والأهم من ذلك كله: عدم اليأس.

-ماذا يجب على الطالب القيام به عند الذهاب إلى المقابلة في حال قبوله في المنحة؟

التكلم بثقة وتمهل يعد في رأيي عاملا مهما جدا. لا تخف من الاعتراف بجهلك حين تسأل عن شيء لا علم لك به، ولكن حاول قدر المستطاع أن تبقي النقاش ضمن محيط ما تعرفه. شرح هذا الجزء بالذات يعد صعبا للغاية؛ إذ إن على الشخص أن يتصرف ضمن المقابلة بحسب اللجنة التي تختبره؛ فعلى سبيل المثال، إن أتاحت اللجنة المجال لجو مرح، فلا تخش من أن تنخرط ضمنه، وفي المقابل عليك أن تحذر من ذلك عندما تكون اللجنة جدية في التعامل. تذكر أن الهدف هو إقناعهم باختيارك.

-أي إضافات أو اقتراحات أو نصائح تودّ توجيهها إلى الطلاب؟

اختر المجال الدراسي الذي ترغب فيه وتشعر بالشغف تجاهه، ولا تلتفت لمن يقول لك: "هاد الفرع ما بيطعمي خبز" وغيرها من الأمثال التي ورثناها وطبقها كثيرون من دون تفكير. بالنسبة إلي، ليس هنالك شعور يضاهي ذلك الذي تشعر به حين تنغمس في دراسة ما تحب، وليس أصعب على المرء من تكريس الوقت الطويل والجهد الكبير ضمن مجال دراسي لا يحبه.

-صف شعورك لحظة حصولك على المنحة.

لا أظن أنني على قدر كاف من البلاغة اللغوية لوصف تلك اللحظة، ولكنني أذكر أن دموعي اختلطت بضحكتي، وأن الابتسامة قلما فارقتني طوال أسبوع كامل. للنجاح طعم لا مثيل له!! أذكر شيئا طريفا قمت به يومها، وهو أنني أرسلت صورة عن البريد الإلكتروني الذي وصلني من الجهة المانحة لأصدقائي المقربين ممن يجيدون الإنكليزية كلهم، أسألهم فيه: "أصحيح ما قرأته في هذا البريد، أم أنني لشدة رغبتي في هذا قرأت ما أحلم به؟!"