الفيزياء والفلك > علم الفلك

كل ما تودُ معرفته حول الكسوف الشمسيّ الكلي 2017

يا له من منظرٍ خلّاب. من يُصّدق أن الجّسم الظّاهر في الصّورة أعلاه هي شمسُنا! أجل تلك هي شمسُنا والقمرُ يحجُب نورها. هذا ما يُعرَف باسم الكُسوف الشّمسيّ. في الحادي والعشرين من شهر آب (أغسطس) من العام 2017، ستشهدُ الكُرة الأرضيّة كُسوفًا شمسيًّا، ذلك الكُسوف سيكون مرئيًّا في بعض المناطق وغير مرئيٍّ في مناطق عديدةٍ أخرى. سيكون كلّيًّا في بعض المناطق وجزئيًّا في مناطق أخرى.

من سيتمكن رؤية الكُسوف الشّمسيّ؟

هذه السّنة حظيت قارّة أمريكا الشّماليّة وحدها بشرف استضافة كُسوف الشّمس الكليّ. أمريكا الجّنوبّية وغرب أوروبا (بريطانيا، آيسلندا، فرنسا، بلجيكا، الدّنمارك وهولندا) وشمال غرب أفريقيا (موريتانيا، المغرب، شرق الجّزائر والصّحراء الغربيّة) ستتمكن من رؤية كُسوف جزئيٍّ للشّمس. أما باقي دول العالم فلن تشهد شيئًا من الكُسوف. إذ سيكون النّهار عاديًّا ولن يتقاطع مسار القمر مع مسار الشّمس. هذا يعني، وللأسف، أنّ سوريا هذا العام لن تشهد هذا الحدث الفلكيَّ المُميّز.

هل صحيحٌ ما يُقال أنَّ الأرض ستشهد ظُلمةً تامّةً؟

فقط المناطق التّي يحدث فيها الكُسوف الكُليّ ستشهد ظلمةً تُشابه ظلمة اللّيل. وهذا سببه ظلُّ القمرِ على سطح الأرض. أمّا باقي المناطق، سواءً أكانت تشهد كُسوفًا جزّئيًّا أو لن تشهد كُسوفًا سيكون النّهارُ فيها كالعادة مُضيئًا واللّيلُ مُظلمًا.

من سيشهد الظّلمة التّامّة؟

بعض مناطق أمريكا الشّماليّة فقط ستشهد تلكَ الظّلمةَ التّامّة. الخريطةُ التّالية توضّح المناطقَ التّي سيحدثُ فيها الكُسوفُ الكليّ (كلّ المناطقِ الواقعة ضمن المُستطيل الأصفر)

أما باقي مناطق الكُرة الأرضيّة سيكون نهارها عاديّّا عدا مناطق الكُسوف الجّزئيّ، إذ سيكون النهار مُعتمًا قليلًا، أي كما يحدث عندما تكون السّماء غائمةٌ كليًّا.

كم ستدوم تلك الظّلمة وكم سيدوم الكُسوف الشّمسيّ؟

الكُسوف الشّمسيّ، من لحظة البداية إلى لحظة النّهاية، سيكون طويلًا جدًّا، ما يقارب الثّلاث ساعات، حسب إحصائيّات ناسا. ذلك الوقت طبعًا يختلف من منطقةٍ إلى أخرى. فكما ذكرنا يكاد يقارب وقت الكُسوف بأكمله الثّلاث ساعاتٍ في المناطق التّي يحدث فيها الكُسوف الكليّ. ولكن! هذا لا يعني أنّ الظّلمة التّامة ستدوم ما يُقارب الثّلاث ساعات. فعليًّا تلك الظّلمة لن تستمر أكثر من 5 دقائق وربّما أقلّ.

الكُسوف الشّمسيّ ظاهرةٌ طبيعيّةٌ تتكرّرُ كلَّ سنةٍ، سببها تقاطع مسارَيّ القمر والشّمس. إذ يغطيّ القمر قرصَ الشّمس لفترةٍ زمنيّةٍ معيّنةٍ. الأبحاث تؤكّد أن لا علاقة للكُسوف الشّمسيِّ بشبكاتِ الاتّصال والخليويّ. ولا علاقة للكُسوف الشّمسيّ بالحقل المغناطيسيّ الأرضيّ. ولكن يُحذَّر من مراقبةِ الكُسوف الشّمسيّ بالعين المجرّدة. السّبب وراء هذا هو أن الحجبَ الجّزئيّ لضوء الشّمس، يجعل بؤبؤ العين متوسّعًا الأمر الّذي يؤدّي إلى دخولِ كميٍّة كبيرةٍ من أشعّة الشّمس إلى العين، الأمرَ الّذي يؤدّي إلى تضرّرِ شبكيّة العين.

إذا أردتم مُراقبة الكُسوف الشّمسيّ، عليكم بشراء نظّاراتٍ مُخصّصةٍ لهذا الغرض. ولمعرفة أين يمكن مشاهدة الكُسوف، إليكم هذه الخريطة التّفاعلّية هنا . كلّ ما عليكم فعله هو النّقر على مكانٍ على الخريطة في أيّ مكان في العالم وستظهر لكم معلوماتٌ عن الكُسوف الّذي سيحدث في ذلك المكان (جزئيّ، كليّ، وقت بداية ونهاية الكُسوف).

المصدر:

هنا