العمارة والتشييد > الترميم وإعادة التأهيل

متاحفُ الفنّ في هارفارد، توسيعٌ وتطويرٌ! رينزو بيانو وباييت

استمع على ساوندكلاود 🎧

عن المعماري: متاحفُ الفنّ في جامعةِ هارفاردِ هي متاحفُ مخصّصةٌ للجامعةِ، كما أنّها مكانٌ لتجميعِ وعرضِ التّحفِ الفنّيّة، فضلاً عن كونِها ورشةَ عملٍ عظيمةٍ للدراسةِ، بتواصلٍ مباشرٍ مع الأعمالِ الفنّيّة.

إذا أردنا أن نصفَ متاحفَ الفنّ في هارفرد بطريقةٍ تركيبيّةٍ، من الممكنِ القولُ إنّ الطابقَ الأرضيّ ذو علاقةٍ وثيقةٍ بمحيطِه الحضري، ويخدمُ المدينةَ عن طريقِ ضخّ الحياةِ في فراغاتِها المجاورةِ؛ أمّا الطّابقان الثّاني والثّالث فهما مُخصصّان للفنّ وللزّوّار القادمين للتّعرّفِ عليه؛ الرّابعُ والخامسُ يتضمنانِ مساحاتٍ أكثرَ تخصصّاً للطّلابِ، كمركزِ الدّراساتِ الفنّيّة، ومختبرِ الصيانةِ.

وبهذا تتراكبُ الطّبقاتُ فوقَ بعضِها، وتتداخلُ المساحاتُ والخدماتُ التي تنتقلُ شاقوليّاً نحو وظائفَ أكثرَ تخصصاً.

القاعدةُ المخفيّةُ لمبنى المتاحفِ هي المخزنُ الذي يمتلِئُ بالأعمالِ الفنّيّة ويحفظُها من تأثيرِ الزّمنِ؛ في حينِ أنّ باقي المساحةِ مفتوحةٌ للمدينةِ وللضوءِ تحتَ المظلّةِ الزّجاجيّة الكبيرةِ الشّبيهةِ بفانوسٍ يغلّفُ المبنى.

طوّرَ المعماريُّ الإيطاليُّ رينزو بيانو منشآتِ متاحفِ الفنّ في بوسطن عندما أضافَ جناحَ عرضٍ جديدٍ وحوّلَ السّاحةَ الخارجيّةَ السّابقةَ إلى صالةٍ مضاءةٍ من الأعلى.

قد زادتْ هذه المداخلةُ لرينزو بيانو مساحةَ المعرضِ بحوالي 40% من المساحةِ السّابقةِ الموزّعةِ على ثلاثةِ أبنيةٍ تُكوِّن مع بعضِها مُجمَّعَ متاحفِ جامعةِ هارفارد –the Fogg Museum ، متحفُ بوش وريسينغر the Busch-Reisinger Museum ، ومتحفُ آرثر م ساكلر the Arthur M Sackler Museum - وأضافَ مواردَ جديدةً أيضاً تُسهِّلُ على الزُّوّارِ الدّخولَ الى المجموعاتِ.

كما تمّتْ إزالةُ جميعِ الإضافاتِ التي أُنشئتْ بعد عامِ 1925 لتفسحَ مجالاً لمبنى التّوسّعِ المُطلِّ على شارعِ بريسكوت، حيثُ يمكنُ للزّوّار الدّخولُ من المدخلِ الجديدِ لهذا المبنى، أو من المدخلِ القديمِ على شارع كوينسي.

في الدّاخلِ، يتمركزُ المُجمّعُ حولَ الباحةِ المُعادِ تجديدُها، حيثُ صُمّمتْ لتكونَ ساحةً للتّفاعلِ الاجتماعيّ داخلَ المباني، وأُحيطتْ بأروقةٍ زجاجيّةٍ على الطّوابق الثلاثةِ، وغُطّيتْ بسقفٍ زجاجيّ جديدٍ من الأعلى.

فضلاً عن إضافةِ مقهىً ومتجرٍ في هذا الطّابقِ، كما أعارَ المعماريون انتباهاً كبيراً للمحافظةِ على الإطلالة الثّانويةِ على مركزِ كاربنتر للفنونِ البصريّة Carpenter Center for the Visual Arts من تصميمِ لوكوربوزييه، وعلى الحيّ السكنيّ المجاورِ.

تُؤمِّنُ الأدراجُ التي تقودُ إلى أعلى وأسفلِ الطَّابقِ الأرضيّ مداخلَ الى ستّة طوابقَ من المعارضِ، قاعات التّدريسِ، الصّفوفُ، ومساحاتٌ دراسيّةٌ جديدةٌ، حيث يمكنُ أن يصلَ الطّلابُ والأساتذةُ والعامّة إلى بعضٍ من ال250،000 تحفةً فنّيّةً ليست معروضةً.

صمّمَ المعماريونَ مركزاً لدراسةِ الفنّ في كل متحفٍ، يتضمّنُ كلُّ مركزٍ فراغَ استقبالٍ كبيرٍ، وقاعتين للسيمينار، ممّا يجعلُ المقارنةَ سهلةً جداً بين الأعمالِ الفنّيّةِ من ثقافاتٍ وفتراتٍ زمنيّةٍ مختلفةٍ.

كما يتضمّنُ التّصميمُ حديقةً شتويّةً تتوضّعُ خلفَ إحدى الواجهاتِ الزجاجيّةِ و "معرض علبة الضّوء" "lightbox gallery" للفنّ والتكنولوجيا حيثُ يمكنُ أنْ يحظى المرْءُ منه على منظورِ عينِ الطّائرِ نحو الباحةِ الداخليةِ في الأسفلِ.

يقولُ رئيسُ جامعةِ هارفارد Drew Gilpin Faust: "صمّمَ رينزو بيانو مبنىً بجمالِ الأعمالِ الفنّيّةِ التي سيحتويها، وبِوَقَارِ الأشخاصِ الذين سيعملونَ ويتعلّمونَ فيه، وسوفَ يُطوِّرُ هذا المعرضُ وسائلَنا في تدريسِ الفنّ وصناعته كجزْءٍ من المنهجِ الدراسيّ، كما أنّه سيدعو جيرانَنا والزّوّارَ للاستمتاعِ ببعضِ الكنوز الجامعةِ التي لا مثيلَ لها".

تم إنشاءُ التّوسّعِ باستخدامِ موادَّ جديدةٍ تتضمّنُ الاسمنتَ، والفولاذَ الإنشائيّ، وكاسراتِ الشمسِ الخشبيّة، ممّا يُظهِرُ تضادّاً واضحاً مع الواجهةِ القرميديّةِ لمتحفِ فوغ العائدةِ لعام 1927 والتي حافظَ عليها المعماريونَ بطريقةٍ حسّاسةٍ جداً.

افتُتِحتْ المنشأةُ الجديدةُ التي تبلغُ مساحتُها 18،500 متراً مربّعاً رسميّاً مع المعارضِ الافتتاحيّةِ المخصّصةِ للفنّانَيْنِ مارك روثكو Mark Rothko وريبيكا هورن Rebecca Horn.

من الممتعِ جداً أن نشهدَ هذا التّداخلَ بين القديمِ والحديثِ وتوظيفَ المتاحفِ لخلْقِ تجربةٍ فريدةٍ تجمَعُ النّشاطَ الثّقافيّ والتّعليميّ بجوٍّ ترفيهيٍّ مّمَيّزٍ.

شاركونا بآرائكم.

المصادر:

هنا

هنا