الطب > مقالات طبية

علاقة صحة الأم والجنين بكمية السائل في الرحم

إنَّ كميّةَ السّائلِ الأمينيوسيّ خاضعةٌ لتنظيمٍ دقيقٍ إذ تكونُ بأعظمِها في الأسبوعِ 34 من الحملِ (حوالي 800 مللتر)؛ وتصلُ في نهايةِ الحملِ إلى 600 مللتر.

إذا احتوى الكيس الأمينيوسيّ على كميّةٍ قليلةٍ جدّاً من السّائل سُمّيت الحالة عندها نقصَ السائل الأمينيوسيّ، وأكثرُ ما تحدثُ في الثلثِ الأخيرِ من الحملِ؛ خاصةً إذا تجاوزت الحاملُ الموعدَ المتوقّعَ للولادةِ بأسبوعينِ أو أكثرَ، وتُكشَفُ أثناءَ الزيارةِ الدّوريّةِ للطبيبِ على نحوٍ رئيسٍ.

أهمُّ الأسبابِ المؤدّية لهذا النقص هي:

1-العيوبُ الخلقيةُ مثلَ الاضطراباتِ الكلويّةِ عندَ الجنينِ والتي تسبّب نقصاً في كميّةِ البول؛ وبالتالي كميّة السائل؛ إذ إنّ البول الجنينيّ هو المكون الأساسيّ للسائل السلوي.

2-العيوبُ المشيميّةُ مثل نقصِ الترويةِ وما يؤدّي إليهِ من نقصِ واردِ الغذاءِ والسوائلِ للجنينِ.

3-التسريبُ من الكيسِ الأمينيوسيّ والأغشيةِ المحيطةِ بالجنينِ وانبثاقِ الأغشيةِ الباكرِ.

4-الحملُ المديدُ الّذي يؤدي إلى هرمِ المشيمةِ وبالتالي نقصٍ في ترويتها.

5-اضطراباتٌ والديّةٌ وأهمّها التجفاف، وارتفاع الضغط والانسمام الحمليّ، والسكريّ، ونقص الأكسجة المزمن.

ولكن إلامَ يؤدّي هذا النّقص؟

تتحدّدُ عواقبُ هذا النقص حسبَ مرحلةِ الحملِ التي حدث فيها، وكلّما كانَ باكراً كانتِ العواقبُ وخيمة أكثر، فهي تتراوحُ من الإسقاطِ ووفاةِ الجنينِ في النصفِ الأولِ من الحملِ إلى الولادةِ الباكرةِ ونقصِ تطوّرِ الأعضاءِ خاصةً الأطراف والرئتين في النصفِ الثاني من الحملِ.

ما الحلُّ إذاً؟

في حالِ كانتِ الحاملُ قد اقتربت من تمامِ الحملِ فإنَّ كثيراً منَ الأطبّاء يوصون بالولادةِ، أمّا إذا كانت بعيدةً عن تمامِ الحملِ فيجبُ مراقبةَ الحاملِ والجنينِ جيّداً، وإعاضةَ السوائلِ للأمّ عن طريق الفمِ أو الوريدِ.

الخاتمة :

نصيحةُ الباحثين السّوريّين: زيارةُ الطبيبِ الدوريّة أمرٌ مهمٌّ جداً خلالَ الحملِ وعليكِ ألّا تستخفّي بالأم أبداً، وهذا يعني زيارةً شهريّةً حتّى الأسبوعِ 28 من الحملِ، ثم زيارةً كلَّ أسبوعين حتّى الأسبوعِ 36، وأخيراً زيارةً كلَّ أسبوعٍ حتّى الأسبوعِ 40، وذلك لتكوني مطمئنّةً دائماً على صحّةِ طفلِكِ؛ ولتدبيرِ الاضطراباتِ الّتي من الممكنِ أن تطرَأَ بأسرعِ ما يمكنِ لئلّا تتركَ عواقبَ وخيمةً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا