الكيمياء والصيدلة > صيدلة

الصادات الحيوية عند الأطفال، محذورات جديدة لاستخدامها الجائر

وجد الباحثون أنه ينتج عن تعريض أنثى الفأر الحامل وصغارها إلى جرعات قليلة من أحد الصادات الحيوية، تغيرات سلوكية في المدى الطويل. ولهذا أهمية كبيرة، لأنه إذا ما أثبت هذا على البشر فهذا يعني أنه قد يتأثر تطور الجنين سلبًا عند الأنثى الحامل التي تتناول الصادات الحيوية.

تشير الإحصاءات في أميركا الشمالية وفقًا لقول الباحث بيننستوك من جامعة McMaster في كندا أنه جرى إعطاء 70 في المئة من الأطفال ما لا يقل عن دورتين علاجيتين من الصادات الحيوية قبل عمر السنتين، ثم إنه لا يوجد تقريبًا أي طفل في أميركا الشمالية لم يتلقَّ دورة علاجية من الصادات الحيوية في عامه الأول، إذ أُضيفت هذه النتائج التجريبية إلى قائمة التحذيرات من الاستخدام الجائر في المدى طويل الأمد للصادات الحيوية

على الرّغم من أنه غالبًا ما تعد الصادات الحيوية ضرورية للمحافظة على حياتنا، فقد تزايدت التحذيرات في ما يخص تأثيرها في المايكروبيوم الخاصة بنا (يعد المايكروبيوم من العضويات الدقيقة غير الضارة كالجراثيم الموجودة على أجسامنا أو بداخلها وغالبًا ما تمدنا بمنافع غير متوقعة).

علاوة على ذلك، يسبب الاستخدام الجائر للصادات الحيوية زيادة مقاومة الجراثيم للصادات الحيوية المتوافرة، وهذا ما يعدّه العلماء أحد أكبر تحديات القرن الـ21، فمن الصعب عدم استهلاك هذه الأدوية حتى و إن لم نرغب بذلك بسبب وجودها في اللحوم وفي منتجات الألبان أيضًا إضافة إلى الوصفات الطبية.

تحرى الباحثون عن ذلك بوساطة 12 أنثى فأر حامل حتى بعد الولادة، إذ قاموا بتغذية 5 منهن بالماء وحده و4 منهن جرت تغذيتهن بماء ممزوج مع الصاد الحيوي "البنسلين"، و3 أخريات جرت تغذيتهن بماء ممزوج بالبنسلين و طلائع حيوية تدعى Lactobacillus rhamnosus

نتج من ولادة الفئران 72 فأرًا و تبيّن اختلاف واضح في تصرفات الفئران التي أعطيت صادًا حيويًا عن المجموعات الأخرى إضافة إلى اختلاف البكتيريا المعوية لديها

كُتب في التقرير ما يأتي: لقد أدى البنسلين إلى تغيرات مديدة في الجراثيم المعوية لدى الجنسين من الفئران، و أدى إلى زيادة في التعبير عن السيتوكين في القشرة الأمامية المخية، إضافة إلى التأثير في سلامة الحاجز الدموي الدماغي وتغيرات سلوكية، وأظهرت الفئران المعالجة بالصادات الحيوية اضطرابًا شبيهًا بالقلق واضطرابات اجتماعية و حس عدواني، ولكن في الجهة المقابلة فإن المجموعة التي أعطيت الطلائع الحيوية أبدت أعراضًا جانبية أقل حدة.

يشير هذا البحث أنه من الممكن أن يكون للصادات الحيوية آثار ضارة في المدى الطويل وخصوصًا إذا أعطيت في أعمار مبكرة، ثم إنّه يمكن للطلائع الحيوية الملائمة بجرعة مرتين يوميًا أن تقلل من هذه الآثار الضارة، ولكن علينا الحذر لأن هذه النتائج قد جرى التوصل إليها عبر دراسات جرت على الفئران فحسب، فنحن بحاجة إلى براهين إضافية عند البشر، و لكن يمكننا التأكيد أن للصادات الحيوية تأثيرًا في البشر.

توجد كثير من الدراسات التي تربط بين استخدام الصادات الحيوية والتغير في البكتيريا المعوية، و هذا يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض.

يضيف بيننستوك قوله " تقترح الدراسات الوبائية عند البشر أن استخدام الصادات الحيوية وخصوصًا في المدى الطويل، يمكنه أن يؤدي إلى عدد من الاضطرابات المعوية كالداء الزلاقي، متلازمة الأمعاء الالتهابية، سرطان القولون و البدانة".

هل تريد سببًا إضافيًا يجعلك تستخدم الصادات الحيوية عند الحاجة إليها فحسب؟؟..

حسنًا تذكر أن جراثيمك المعوية ستشكرك على ذلك.

الدراسة:

هنا

المصدر:

هنا