الفيزياء والفلك > علم الفلك

تطوير عقار لعلاج السّرطان... في مكان لا يخطر على بالك

استمع على ساوندكلاود 🎧

أفادت وكالة ناسا أنّها تُجري الآن بحوثًا على متن محطّة الفضاء الدّوليّة بهدف بناء عقارٍ يُساعد في محاربةِ السّرطان، إذ سيساعد جهازَ المناعةِ في الجسمِ على تدمير الخلايا السّرطانية، ممّا سيمنعُ ظهورَ السّرطان ثانيةً عند المريض.

وأوضحت ناسا أَنَّ الباحثين يعملون على تطويرِ تركيبةٍ من دواءٍ جديدٍ بالإضافةِ إلى جسمٍ مضادٍّ من شأنهما أيضاً تخفيفَ الأعراضِ الجانبيّة للعلاجِ الكيميائيّ؛ كفقدان الشّعر والغثيانِ.

عند استخدامِ العلاجِ الكيميائيّ فإنّ الخلايا السّليمة تُقتلُ مع الخلايا غير السّليمة، الّا أنّ العلاجَ الجديدَ يستهدف الخلايا السّرطانية فقط، وذلك بالاستعانةِ بجسمٍ مُضادّ (مناعيّ) إضافةً لدواءٍ يقضي على السّرطان، يُدعى الأزونافايد "azonafide" . يأملُ الباحثون بأنَّ الأعراض الجانبيّةً للعلاجِ ستكونُ أخَفّ من تلكَ المصحوبةِ مع االعلاج الكيميائي، ولكن لن يتمّ منعها تمامًا.

يقولُ دافال شاه "Dhaval Shah"؛ الباحثُ المُساعد في بحث الخلايا السّرطانيةِ وهو بروفيسورٌ مُساعدٌ مختصٌّ بعلومِ الصّيدلة في جامعة سوني - بافالو في نيويورك: "أحدُ أسبابِ نموّ الخلايا السّرطانيّة عند بعضِ الأفرادِ هو فشلُ الجهازِ المناعيّ في التّعرّف عليها كجزيئات شاذّة. للجزيئات الجديدةِ (في الدّواء) القدرةُ على "تحرير" وَ "إِيقاظ" الخلايا المناعيّةِ الّتي أضعفتها الخلايا السّرطانيّة كي يتسنّى لها النموّ دونما التّعرّف عليها والتحقّق منها. عند إطلاق هذه الجزيئاتِ (من الخلايا السّرطانيّة ذاتها) تُحفَّز عمليّة "إيقاظ" الخلايا المناعيّةِ المُحيطةِ بالخلايا السّرطانيّة، محفّزةً بذلك الجهازَ المناعيَّ للتّعرّف على هذه الخلايا السّرطانيّةِ وتدميرها بنفسه"

ولكن، لمَ يُقام البحثُ على متنِ محطّةِ الفضاءِ الدّوليّةِ وليس هنا على الأرض؟

كما هو معروفٌ فإنّ متنَ محطّةِ الفضاءِ الدّوليّة توفّر لنا بيئة ذات جاذبيّةٍ ضعيفة "microgravity environment"، والّتي من شأنِها تحسينُ محاكاةِ جسمِ الإنسانِ لغرضِ التّجربة، حيث يُمكننا - ضمن هذه الظّروف - تنميةُ ورمٍ كبيرٍ كرويِّ الشّكل ( للاطّلاع أكثرَ حول كيفيّةِ مُساعدة الفضاءِ في القضاء على السّرطان: هنا ).

كذلك فإنّ روّادَ الفضاءِ الّذين ينوونَ استكشافَ كوكبِ المِرّيخِ مُعرّضونَ لخطرِ الإصابةِ بالسّرطان نتيجةَ الإشعاعات. يزوّدنا هذا البحثُ بمعلوماتٍ عن فعاليّة هذه التّركيبة من الأدوية في ظروفِ الجاذبيّة الضّعيفة، الأمرُ الّذي سيساعدُ في مجابهةِ السّرطانِ في حال أُصيب أحدُ روّادِ الفضاءِ أثناءَ الذّهاب أو الإيابِ من المِرّيخ.

لكن يشيرُ شاه إلى أنّه من غير المؤكّد بعدُ إمكانيّةَ تأييضِ الخلايا للعقارِ بنفسِ وتيرةِ تأييضهِ على الأرض.

عنوانُ هذا البحث: "عمليّة تأييض تركيبة العقار والمضاد: الأزونافيد وفعّاليتهما في بيئةٍ ضعيفةِ الجاذبيّة".

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا

4 - هنا

5 - هنا