المعلوماتية > مسابقات ومؤتمرات

مؤتمر فيسبوك السّنوي (F8): اليوم الأوّل

هل سمعت بموقع فيسبوك من قبل؟ حسنًا، إن كنت تقرأ هذا المقال، فغالبًا أنك علمت بمقالنا هذا عن طريقِ الموقعِ الغنيِّ عن التّعريف. ولكن هل تعلم أن فيسبوك هو أكثرُ من موقعِ تواصلٍ اجتماعيٍّ؟ نعم، هذا صحيح، فيسبوك هي شركة عملاقة بكلِّ ما تعنيه الكلمة، وما كان يومًا موقعَ تواصلٍ اجتماعيٍّ أصبح مُنْتَجاً من مُنتَجات الشَّركة الّتي أبهرتنا بسبب آخر ابتكاراتِها الّتي عُرِضت في مؤتمر F8 السّنويّ، والّذي يُدعى أيضًا بمؤتمرِ المطوِّرين (Developer Conference).

ويتميَّزُ مؤتمر F8 بكونه التَّجمُّعَ السَّنويَّ الّذي تقيمُه فيسبوك من أجل الإعلانِ عن منتجاتِها وبرامِجها الجديدة، بالإضافةِ إلى تحديدِ المشاريعِ الّتي ستقوم بالعمل عليها. ولكنَّ مؤتمرَ هذه السَّنة، والّذي أقيم في شهرِ نيسان من عام 2017 في مدينة سان خوسيه (San Jose) في ولاية كاليفورنيا الأميركيّة، كان مميّزًا واحتوى على بعضِ المفاجآت. حيث أعلنَ مارك زكربيرغ (Mark Zuckerberg)، مُؤسِّس ومدير الشَّركة، أنَّ الفريق قام هذا العام بإضافةِ قابليّةِ استخدامِ الكاميرا لجميعِ تطبيقاتِ الشَّركة، حيث يعتقد مارك أنَّ التَّواصُلَ بالكاميرا أصبحَ أهمُّ من التَّواصُلِ الكتابيِّ. ومن الجديرِ بالذِّكرِ أنَّ بعضَ التَّطبيقاتِ الشَّهيرةِ مثل Whatsapp وَInstagram هي ملكٌ لشركةِ فيسبوك.

وقال مارك بأنَّ إضافة الكاميرا كانت الخطوةَ الأولى، أمَّا الخطوةُ الثَّانية فهي الواقعُ المعزَّز (Augmented Reality). الّذي باعتقادِهِ سيساهِمُ في بناءِ مجتمعاتنا، وتقريبِ النَّاسِ بعضهم إلى بعض. حيث سيصبح بإمكانِ الأشخاص، على سبيل المثال، لَعِبَ الشِّطرنج افتراضيًّا على الرَّغم من بُعدِ المسافةِ بينهم، حيث سيتمكَّنونَ من رؤيةِ رقعةِ شطرنجٍ رقميَّةٍ على الطَّاولةِ أمامَهم وذلك عبر استخدامِ نظَّاراتٍ خاصَّةٍ.

كما أضافَ مارك إلى أنَّ التِّكنولوجيا الجديدة ستسمحُ للبشرِ بالتَّفرُّغِ للإبداع، حيث يعتقد أنَّ الكثير من النَّاسِ سوف يُركِّزونَ على الجانبِ الفنِّيِّ أو الجماليِّ.

كلُّ هذا سيتمُّ عن طريقِ الواقعِ المعزَّز (Augmented Reality)، والّذي سيسمح لنا بالقيامِ بأشياءَ عديدةٍ، كأن نتمكَّنَ من الحصولِ على معلوماتٍ مُتعلِّقةٍ بشيءٍ حقيقيٍّ موجودٍ في عالمنا فقط بالنَّظرِ إليه عبرَ نظَّاراتِنا الخاصَّة، كأن نرى المعلوماتِ التاريخيةَ لمعبدِ الكولوسيوم (Colosseum) في روما. كما سيسمح الواقعُ المعزَّزُ لنا باستخدامِ الأغراضِ الرَّقميّةِ وكأنَّها حقيقية، كأن تظهرَ لنا رقعةُ شطرنجٍ على طاولةٍ فارغةٍ. أو حتّى سيسمحُ لنا بتحسينِ الأشياءِ الموجودةِ في حياتِنا أصلًا، كأن نحوِّلَ مظهرَ المنزلِ الخارجيِّ إلى شكلٍ آخر.

أمّا إذا كنت تظنُّ بأنَّ هذه الأشياءَ ما زالت حِبرًا على ورق، ففيسبوك سوف تُثبت لنا عكسَ ذلك. حيثُ قال مارك بأنَّه كان يعتقد أنَّ الواقعَ المُعزَّزَ كان مبنيًّا فقط على النَّظَّاراتِ الخاصَّة، أمَّا الآن فقد تغيَّرت النَّظرة بعد إضافةِ الكاميرا. حيث قامت فيسبوك بجعلِ الكاميرا منصَّتها الرّئيسيَّةَ للواقعِ المُعزَّزِ، أي سوف نتمكَّنُ من استخدامِ هذه المنصَّة عوضًا عن النَّظَّاراتِ لاستخدامِ تقنيَّاتِ الواقعِ المُعزَّزِ. ومن أجلِ هذا، قامت بإطلاقِ هذه المنصَّةِ بنفس يوم الإعلانِ وذلك للسَّماحِ للمطوِّرينَ بالبدءِ بإنتاجِ تطبيقاتِهم عبرَ هذه المنصَّة.

بعض خصائص الواقع المعزز:

إذا كنت قد جرَّبتَ إحدى فلاتِرِ السّناب-تشات (Snapchat) الّتي تضع لكَ تاجًا من الزُّهورِ على رأسك، أو نظَّاراتٍ شمسيّةً فاخرةً على سبيل المثال، فأنتَ قد استخدمتَ إحدى تطبيقاتِ الواقعِ المُعزَّزِ الموجودةِ حاليًّا. ولكنَّ وضعَ تاجٍ من الزُّهورِ ليس الشَّيءَ الوحيدَ الّذي يمكنُ للواقعِ المُعزَّزِ أن يفعله، فمارك يسعى لتطويرِ الواقعِ المُعزَّزِ عبرَ إنشاءِ منصَّةٍ تحتوي على تقنيّاتٍ تعطي للواقعِ المُعزَّزِ المزيدَ من القُدرةِ على التَّفاعلِ مع الأشياءِ الحقيقية.

أوّلها تقنيّةٌ معروفةٌ في وسطِ الواقعِ المُعزَّزِ وتُدعى بـ"نظامِ التَّموضُعِ وبناءِ خريطةِ المكانِ في آنٍ واحدٍ" (Simultaneous Localization and Mapping) والّتي تستخدم الكاميرا لتسمحَ للبرمجيّةِ بإنشاءِ خريطةٍ عن الأشياءِ المُحيطةِ بها وبالتَّالي تحديدِ إحداثيّاتِ أيِّ شيءٍ موجودٍ ضمنَ نطاقِ رؤيتها. حيث يمكن لتطبيقٍ يحتوي على هذه التّقنيّةِ أن يُحدِّدَ موقعَ صحنِ طعامٍ على سبيلِ المثال، والطّاولةَ الّتي وُضِعَ عليها. وكما أرانا مارك، يمكن للمستخدمِ أن يضيفَ نصًّا ويجعلَ هذا النَّصِّ يتمثَّلُ بشكلٍ ثلاثيِّ الأبعادِ خلفَ هذا الصَّحنِ بشكلٍ شبهِ حقيقيٍّ. كما يُمكن له مثلًا إضافةَ بعضِ التّأثيراتِ المُتحرِّكةِ حولَ صحنِ الطَّعامِ هذا، كإضافةِ بعضِ القروشِ وجعلِها تسبحُ حولَ الصَّحنِ وكأنَّه جزيرة.

وبالإضافةِ لنظامِ التَّمَوضعِ، تحتوي هذه المنصَّةُ على تقنيّةٍ تسمحُ بتزويدِ بعضِ الصُّوَّرِ المُلتقَطَةِ بمؤثِّراتٍ ثُلاثيّةِ الأبعادِ (3D Effects). حيثُ يمكننا اِلتقاطُ صورةٍ ثنائيّةِ الأبعاد، ومن بعدِها نقومُ بتطبيقِ تأثيراتٍ بصريَّةٍ بناءً على بُنيةِ الصّورة. فقد أظهرَ مارك في أحدِ المقاطعِ صورةً ثنائيّةَ الأبعاد، وقامَ بعدَها بإظهارِ مقطعٍ لنفسِ الغُرفةِ وكأنَّها تغرقُ في المياه، حيث استطاعت البرمجيّةُ التَّعرُّفَ على الأشياءِ الموجودةِ في الصُّورةِ وإضافةِ التَّأثيراتِ باستخدامِ هذه التّقنيّة. كما يُمكننا تحريكُ الإضاءةِ من الأمامِ للخلف، أو بالاتِّجاهِ الّذي يريد وغيرها من الأمورِ الرَّائعة.

كما تحتوي المنصَّةُ على تقنيّةٍ تسمحُ للبرمجيّةِ بالتَّعرُّفِ على الأشياءِ وتحديدِ ماهيَّتها (Object Recognition). فعلى سبيلِ المثال، يمكنُ لهذهِ البرمجيّةِ التَّعرُّفَ على نبتةٍ تظهر في الصُّورةِ ومن ثمَّ يُمكننا جعلُ البرمجيّةِ تُضيفُ الزُّهورَ إليها. أو حتّى يُمكننا إضافةُ بعضٍ من البخارِ لفنجانِ القهوةِ ليبدو حارًا لذيًذا، وذلكَ بعدَ أن تتعرَّفَ البرمجيّةُ على فنجانِ القهوة.

الرّؤية الحاسوبيّة (Computer Vision):

تقنيًّا، الشَّيءُ الّذي سيسمحُ لهذه التّقنيّاتِ بالعملِ هو الثَّورةُ الجديدةُ في مجالِ الرّؤيةِ الحاسوبيّةِ (Computer Vision)، والّتي هي فرعٌ من فروعِ الذَّكاءِ الصُّنعيِّ (Artificial Intelligence). ويعودُ الفضلُ إلى يون لاكون (Yann LeCun)، وهو مديرُ فريقِ بحثِ فيبسوك للذَّكاءِ الصُّنعيِّ، الّذي قامَ في فترةِ التِّسعيناتِ بتطويرِ الرُّؤيةِ الحاسوبيّةِ. ولفعلِ هذا حينها، قامَ لاكون باستبدالِ نماذجَ كتابةٍ يدويّةٍ ودلالاتٍ يدويّةٍ بشبكةِ تعلُّمٍ عُصبونيّةٍ اِلتفافيّةٍ (Convolutional Neural Network)، والّتي بإمكانها تعلُّمُ القيمِ واستخراجُ المطلوبِ من الصُّورةِ، وذلك عبرَ النَّظرِ إلى بكسلاتِ (Pixels) الصُّورة.

واستغرقَ المطوِّرون حوالي العقدَينِ لاستخدامِ هذه التّقنيّةِ في مجالِ التَّعرُّفِ على الأشياءِ والصُّوَّرِ (Image and Object Recognition). حيث قام المطوِّرونَ بإنتاج برنامجِ AlexNet في عام 2012 والَّذي تمتَّع بقيمة 55% من الدِّقةِ في التَّعرُّفِ على الصُّوَّرِ، واستمرَّت التَّطويراتُ إلى يومنا هذا،عندما قامَ فريقٌ في فيسبوك بإنتاجِ برنامجِ Mask R-CNN في عامِ 2017 والّذي يتمتَّعُ بدقَّةٍ تصلُ إلى 80%.

ويمكن استخدام هذا البرنامجِ في مجالاتٍ عديدةٍ، يمكن مثلًا استخدامه للتّخلُّصِ من أيِّ شيءٍ (شخصًّا كان أم عصفورًا) اعترَضَ مقطعَ فيديو أثناءَ تصويرِهِ دونَ الحاجةِ لأيِّ برنامجِ تعديلٍ آخر، حيثُ يتعرًّفُ هذا البرنامجُ على الشَّيءِ المتحرِّكِ الغريبِ في هذا المقطعِ ومن ثمَّ يتخلَّصُ منه.

كما يمكنُ لهذا البرنامجِ نقلَ نمط (Style) صورةٍ إلى صورةٍ أخرى (شيءٌ شبيهٌ ببرنامجِ PRISMA لتعديلِ الصُّوًّرِ) حيث يحدِّدُ البرنامجُ النَّمطَ المُحدَّدَ في الصُّورةِ الأولى ومن ثمَّ ينقلُ هذا النَّمطَ إلى الصُّورةِ الثَّانيةِ وذلك اعتمادًا على مبدأ التَّعرُّفِ على الأشياء.

ومن الجديرِ بالذِّكر أنَّ هذه التِّقنيَّةَ كانت مستحيلةَ العملِ على الهواتفِ المحمولةِ عامَ 2016، ولكن في عام 2017، قام المطوِّرون في فيسبوك بالعملِ عليها لتستطيع العملَ على الهواتفِ النَّقالة بكلِّ سهولةٍ.

منصَّةُ فيسبوك الجديدة:

في مؤتمرِ عام 2017 تمَّ إطلاقُ منصَّةٍ جديدةٍ والّتي تُدعى بمنصّةِ مؤثِّراتِ الكاميرا (Camera Effects Platform)، والّتي ستسمحُ لجميعِ المطوّرين والمبدعين بإنشاءِ إطاراتٍ ومؤثِّراتٍ وعرضِها للاستخدامِ العام. وتتألَّفُ هذه المنصَّة من أداتَين رئيسيّتَين:

الأداةُ الأولى هي استوديو الإطارات (Frame studio). حيث يمكن لأيِّ مستخدمٍ في العالم استعمالُ هذه الأداة لإنشاءِ أيِّ إطارٍ يرغبُ به ومشاركته مع العالم. حيث تسمحُ هذه الإطارات بجعلِ الصُّوَّرِ أكثرَ خصوصيَّةً ومعنى.

والأداة الثَّانية هي استوديو الذَّكاءِ الصُّنعيِّ (AR Studio). والّتي ستسمحُ للمطوِّرين بإنشاءِ أقنعةٍ مرسومةٍ ومؤثِّراتٍ تفاعليّةٍ مع المُعطياتِ الموجودةِ في الصُّورةِ أو الفيديو. وما يجعلُ هذه الأداةَ مميّزةً أنَّ باستطاعةِ المستخدمِ إنشاءَ قناعٍ تفاعليٍّ قادرٍ على قراءةِ حركاتِ الوجهِ والتّفاعلِ معها (كأن يفتحَ القناعُ فمَهُ عندما يفتحُ المستخدم فمَه) وذلكَ دون الحاجةِ إلى كتابةِ أيِّ سطرٍ برمجيٍّ. ويمكنكم تجريبُ هذه الأدوات من هنا.

فضاء فيسبوك (Facebook Spaces):

كان استحواذُ شركةِ فيسبوك على شركةِ أوكيولس (Oculus) عامَ 2014 خطوةً حكيمةً، ومع أنَّ الخطوةُ كانت غريبةً بعضَ الشَّيءِ إلّا أنَّها كانت واعدةً بالنِّسبةِ للكثيرين. لقد قامت شركةُ فيسبوك بإطلاقِ تقنيّةٍ اجتماعيّةٍ جديدةٍ تسمحُ لمُحبِّي الواقعِ الافتراضيِّ (Virtual Reality) بالتّواصل فيما بينهم ضمنَ بيئةٍ قامت فيسبوك بتطويرها، فبعدَ إنشاءِ المستخدمِ لشخصيَّتِهِ الافتراضيّةِ (Avatar) وبعد وضعِ جهازِ Oculus والحسَّاساتِ على اليدين سيتمكّنُ من التَّنقُّلِ في العالم الافتراضيِّ الثُّلاثيِّ الأبعادِ، كما يمكنه دعوةُ أصدقائِهِ لمشاركَتِهِ هذه التَّجربةَ وذلكَ بعد وضعِهِم لجهازهم الخاص بهم أيضًا، بغضِّ النَّظر عن المسافةِ الفاصلةِ بيَنهم. على سبيل المثال سيمكنهم التَّنقُّلَ بينَ المشاهدِ افتراضيًّا، فتارةً يكونونَ في الفضاءِ وتارةً في أحّدِ الملاهي الصَّيفيَّةِ.

وإن كان أحدُ أصدقائك لا يملكُ جهازًا مثلك، فيمكنُه عندها استخدامُ المسنجر حيث سيظهرُ لكَ عوضًا عن شخصيَّتِه الافتراضيّةِ فيديو بثٍّ مباشرٍ من حساب المسنجر الخاص به.

دوائر المطوِّرين (Developer Circles):

أحدُ المبادئ الاقتصاديّةِ الشَّهيرةِ الّتي تهتَّمُ بها شركةُ فيسبوك هو مبدأ التّأثير المُضاعَف (The multiplier effect)، والّذي يُتَرجَمُ كحدثٍ رئيسيٍّ قادرٍ على الـتّأثيرِ على غيرِه يَنتُج عنه أحداثٌ أخرى متعلِّقةٌ به قادرةٌ على التّأثير أيضًا. ولفهمِ هذه الفكرةِ أكثر، يمكننا استخدامُ مارك نفسَهَ كمثالٍ، حيثُ قامَ مارك ببناءِ موقعِ تواصلٍ اجتماعيٍّ في البدايةِ (حدثٌ رئيسيٌّ) ومن ثمَّ تَبِعَ ذلكَ توسُّعُ الموقعِ ليصلَ إلى أكبرِ عددٍ من الأشخاصِ – حوالي المليارَي شخصٍ حاليًّا – (حدثٌ فرعيٌّ)، وتَبِعَ ذلك قيامُ بعضِ هؤلاءِ الأشخاصِ بالتَّواصُلِ فيما بينهم للقيامِ بمبادرةٍ مُفيدةٍ، كمبادرةِ الباحثونَ السوريُّون (حدثٌ فرعيٌّ ثانٍ)، إلخ.

ولجعلِ هذا المبدأ أكثرَ وضوحًا للعلن، قامت فيسبوك بإطلاقِ برنامجِها الجديدِ والّذي يُدعى بدوائرِ المطوِّرين (Developer Circles)، والّذي سيسمح لمحبي التِّكنولوجيا بتجميعِ أنفسِهم ضمنَ نطاقٍ جغرافيٍّ صغيرٍ نسبيًّا وتشكيلِ مجتمعٍ تفاعليٍّ مصغَّرٍ فيما بينَهم من أجلِ تبادُلِ الخبرات. وتأتي هذه الخطوةُ بعد برنامج فيسبوك لدعمِ الشَّركاتِ النَّاشئةِ الّتي تحتاجُ إلى الدَّعمِ والاستثماٍرِ، والّذي يُدعى بـ"FbStart".

بالإضافةِ إلى البرامج، تهتمُّ فيسبوك بالسَّماحِ للأشخاصِ غيرِ القادرينَ على صناعةِ تطبيقاتِهم الخاصَّةِ باستخدامِ منتجاتِ الشَّركةِ لتخصيصِ المُنتَج بلمساتهم الخاصَّةِ، كخاصيَّةِ البوتس (bots) في فيسبوك مسنجر. حيثُ سمحت هذه الخاصيَّةُ للعديدِ من الأشخاصِ بإنشاءِ تطبيقاتِهم المُصغَّرةِ ضمنَ تطبيقِ المسنجر. حيث يمكن لهؤلاءِ الأشخاصِ صناعةَ بوتٍ (bot) قادرٍ على التَّفاعل والتَّعلُّمِ من المحادثة مع الزَّبائنِ أو المرضى.

المسنجر(Messenger):

إذا ما نظرنا إلى تطبيقاتِ محادثةٍ شهيرةٍ كالواتساب أو الفايبر، يمكنُنا القولُ بأنَّها شبيهةٌ جدًّا بالمسنجر. فبالنِّهاية، جميعها تطبيقاتُ محادثةٍ. ولكن بالنّسبة للمسنجر، لم يعد الأمرُّ كالسَّابقِ، فقد تمَّ تطويره في السَّنتَين السَّابقتين ليسبِقَ زمانه. حيث قامت فيسبوك بجعلِ المسنجر منصّةً يمكن استخداَمها في مجالاتٍ مختلفةٍ.

أوّلًا، ستحتوي هذه المنصّةُ على قسمٍ خاصٍّ من أجلِّ تصنيفِ وعرضِ أفضلِ البوتس (bots) ضمنَ التّطبيق. كما ستسمحُ للمستخدمين باستخدامِ الأكوادِ البارامتريّةِ (Parametric Codes) من أجلِ سهولةِ الاستخدام.

ثانيًا، إضافاتُ المسنجر (Messenger Extensions). ستُمَكِّنُ هذه الخاصّيّةُ الشَّركاتِ من دمجِ تطبيقاتِهم بالمسنجر. حيث مثلًا يمكنُ لتطبيقٍ خاصٍّ بمحلِّ البيتزا المجاورِ صُنعَ إضافةٍ للمسنجر خاصَّةٍ به تسمحُ للمستخدمِ الاتِّصالَ بالمطعمِ بسرعةٍ عبْرَ المسنجر.

ثالثًّا، الردودُ الذَّكيّةُ (Smart Replies). ستسمح هذه الخاصّيَّةُ لأصحابِ الشَّركاتِ بالعملِ بينما يتولّى البرنامجُ الرَّدَّ على الزَّبائنِ مُستخدِمًا المعلوماتِ المتواجدةِ على الصَّفحةِ الرَّئيسيّةِ للموقع.

رابعًا، الألعاب. أعلنت فيسبوك عن خاصِّيَّة اللَّعب عن طريقِ المسنجر مع شخصٍ آخرَ في أواخرِ عامِ 2016، ولكن أضافت الشَّركةُ أنَّ التَّطبيقَ أصبحَ أفضلَ منَ السَّابقِ. حيثُ باتَ بإمكانِ المُستخدمينَ اللَّعبَ مع أصدقائِهم مُباشرةً وكأنَّهم يجلسون في نفسِ الغرفة.

قد تبدو هذه الابتكاراتُ مُذهلةً وملُفتةً للنَّظرِ، ولكن باعترافِ مطوِّري فيسبوك فإنَّ بعضَ هذه الابتكاراتِ مازالَ في بداياته، وستحتاجُ التّقنيَّاتُ والأدواتُ المستخدَمَةُ الكثيرَ من الدِّراسةِ والتَّطويرِ والتَّعديلِ. ولكنَّ المُستقبلَ يبدو واعدًا، خاصّةً بعدَ النَّتائجِ السََّريعةِ جدًّا الّتي حصلت عليها فيسبوك فقط من العام الماضي إلى اليوم. وبكلِّ الأحوالِ، رؤيةُ الكائناتِ البشريّةِ تتقدَّمُ وتُبدع في مجالِ التّكنولوجيا يُضفي لمسةً من الأملِ إلى أنَّهُ بإمكانِنا يومًا ما التَّواصُلَ بشكلٍ أفضلَ رغم كلِّ اختلافاتنا. ما رأيكم؟

ترقبوا تغطيتنا لليوم الثَّاني.

--------------------------------

المصدر:

هنا