الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

هل تتناول الكثير من الدهون؟ مركبات زيت الزيتون تساعدك في محاربتها

استمع على ساوندكلاود 🎧

زيت الزيتون ... الذي لا يكاد يخلو بيتٌ سوريٌّ منه كصديقٍ يوميّ لموائدنا، والذي لا يزال يُبهرنا بفوائد جديدةٍ كل يوم.. من أغنى الزيوت النباتية بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية، وأكثرِها فائدةً لصحةِ القلب والشرايين والدماغ والوقاية من السرطان، لكن هل كنت تعلم أنّ باستطاعته أن يحميك في حال كان نظامك الغذائي مرتفع الدهون؟!

كشف بحثٌ علميٌّ جديدٌ قام به الدكتور Rodrigo Valenzuela مع مجموعةٍ من زملائه في جامعةChile في أمريكا الجنوبية، عن وجود مركبٍ كيميائيٍ في زيت الزيتون البكر الأصلي يُرّجح بأن له الفضلَ في العديدِ من الفوائدِ الصحية لزيت الزيتون. ويدعى هذا المركب بـ Hydroxytyrosol وهو عبارةٌ عن بوليفينولٍ يحمل خصائصَ مضاداتِ الأكسدة.

وللتعرّف على تأثيراته الصحية اختار الباحثون أربعَ مجموعاتٍ من فئران التجارب، تشتمل كلٌّ منها 12 إلى 14 فأراً، وقُدّمَت لبعضِهم حميةٌ عالية المحتوى من الدهون (بنسبةِ 60% من المدخول الكليّ)، بينما قُدِّمَ لبعضِهم الآخر حمية متوازنة (لا تتجاوز نسبة الدهون فيها الـ 10%)، في حين أعطيَ بعضُ الفئران 5 ملغراماتٍ من مركب Hydroxytyrosol لكل كيلو غرام من وزن أجسامهم، وتمّت مراقبةُ فئران جميع المجموعات على مدارِ 12 أسبوعاً.

في نهاية التجربة، أُخِذت عيناتٌ من نُسُج ودم الفئران وتم تحليلها لمعرفةِ تأثيرات الحميةِ المتناولة على تركيب الأحماض الدهنية متعددة عدم التشبُّع، ونشاط الأنزيمات الكبدية المُنتِجة لهذه الأحماض، وتركيز العنصر المؤكسِد.

أظهرت نتائج التحليل مجموعةً من الآثار السلبية على الفئران الذين أُخضِعوا لحميةٍ مرتفعة الدهون حيث تزايدت مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL، بينما لم يتغير مستوى الكوليسترول الجيد HDL. كما تزايدت مقاومةُ خلايا الجسم للأنسولين، وظهرت علاماتُ مرضِ الكبد الدهني اللاكحولي الذي يخفضُ نشاطَ الأنزيمات الكبدية المُنتِجة للأحماض الدهنية متعددة عدم التشبُّع، وتزايد تركيز العنصرِ المؤكسد المرتبط بهذه الإصابة، مما سبّبَ بدوره اختلالَ توازن الأحماض الدهنية الموجودة في الكبد والدماغ والقلب.

لكن ما أثارَ دهشةَ الدكتور Valenzuela وفريقِهِ أنّ إضافةَ جرعةٍ منخفضةٍ نسبياً من مركب Hydroxytyrosol إلى الحمية مرتفعة الدهون أدّى إلى تقليل الآثار السلبية لكلٍّ من الكوليسترول الكلي والكوليسترول السيّء، وخفضِ مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، وتقليلِ علاماتِ مرض الكبد الدهني اللاكحولي؛ وبالتالي إنتاجِ أنزيماتٍ كبديّةٍ وأحماضٍ دهنيةٍ بنسبٍ مشابهةٍ للفئران الذين تناولوا حمية عادية. أي أن زيت الزيتون ومركّبَه ذاك قد تمكن من عكس تلك الآثار السلبية بشكلٍ متناظرٍ تماماً، مما يفتح باب جديداً لمجالات التغذية العلاجية ويضيف فائدة أخرى لزيت الزيتون إلى جانب شهرتِه السابقةِ مُنقطعةِ النظير.

...........

شرح بعض المصطلحات المذكورة:

*الأحماض الدهنية متعددة عدم التشبُّع: هي نوعٌ من الدهون المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، وظائف الدماغ، ونمو الخلايا، حيث تحمي الجسم من عدد من الأمراض كالجلطات والخرف والألزهايمر، وتُخفّض مستويات الكوليسترول السّيء LDL.

*الكوليسترول السيّء LDL: يُعرَف أيضاً باللّيبوبروتين منخفض الكثافة، ويُشار إليه بالكوليسترول السّيء لأنه يتراكم داخل الشرايين ويسبّب انسدادها مع مرور الزمن، مما يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية الوعائية.

*الكوليسترول الجيّد HDL: ويُعرَف باللّيبوبروتين مرتفع الكثافة، ويُشار إليه بالكوليسترول الجيّد لأنه يساهم في جمعِ الكوليسترول من أجزاءِ الجسم المختلفة ونقلِها إلى الكبد حيث تتمّ معالجتهُ والتخلّصُ منه.

المصدر:

هنا