العمارة والتشييد > التصميم المعماري

طوكيو 2045 برجٌ سكنيٌّ في العاصمةِ طوكيو بارتفاعِ ميل!

استمع على ساوندكلاود 🎧

تنطلقُ فكرةُ المشروعِ من رؤيةٍ معاصرةٍ لمدينةٍ جديدةٍ على خليجِ طوكيو، مدينة هائلة قادرة على التأقلمِ مع التَّغيٌّراتِ المناخيَّة والمخاطر المتوقَّعة لعامِ 2045. ارتفاعُ مستوى سطحِ البحر والنَّشاطُ الزِّلزالي وتهديدُ الأعاصير، جميعُ هذهِ المخاطرِ لفتت الانتباهَ إلى ضعفِ المناطقِ السَّاحليَّةِ ذاتِ الواجهاتِ البحريَّةِ المنخفضةِ في خليجِ طوكيو أمامَ المخاطرِ الطَّبيعيَّة. يقترحُ التَّصميمُ استراتيجيَّةً تنمويَّةً تزيدُ من استعدادِ الخليجِ لهذهِ المخاطرِ، وتتضمَّنُ أيضاً تصميمَ برجٍ سكنيٍّ بارتفاعِ ميل تقريباً، ومنصَّةَ عبورٍ جديدةٍ عبرَ طرفي الخليج.

يأتي المقترحُ التَّصميميُّ بعدَ تاريخٍ طويلٍ منَ الدِّراساتِ المقترحةِ لتفعيلِ خليجِ طوكيو، وكانت إحدى أهمِّ الدِّراسات للمهندسِ المعماري Kenzo Tange، حيث كان المقترحُ بنيةً ضخمةً تربطُ طرفي الخليج، وذلك خلالَ فترةِ الزِّيادةِ السُّكانيَّةِ المتسارعةِ ما بعد الحرب. يأتي هذا المقترحُ ليعيدَ الرُّوحَ لمقترحِ Tange مع الاستخدامِ الأمثلِ للتِّقنيَّاتِ الحديثة والاستراتيجيَّةِ التَّنمويَّةِ الملائمة.

يأخذُ تصميمُ المنطقةِ الجديد شكلاً طولياً ويتوضَّعُ على مدخلِ الخليجِ، وقد أدَّت المراحلُ المتلاحقةُ من أعمالِ استصلاحِ الأراضي التي اجتاحت الجانبَ الشرقيَّ للخليج إلى تقليصِ الممرِّ المائيّ إلى 14 كيلو متر فقط، ونتيجةً لتفاقمِ هذهِ المشكلةِ، يقترحُ التَّصميمُ حدودَ حمايةٍ على طرفي الخليج.

البنيةُ الأساسيَّةُ للتَّصميمِ عبارةٌ عن جزرٍ تتوضَّعُ وفقَ حلقاتٍ مسدسيَّةِ الشَّكل، يتراوحُ عرضُها بين 150 إلى 1500 متر، تتوضَّعُ وفقَ عدَّةِ طبقاتٍ لتثبِّطَ حركةَ الأمواجِ المتلاحقةِ، وهيَ ملائمةٌ في ذات الوقت لمساراتِ الشَّحنِ عبر الخليج. تؤمِّنُ كاسراتُ الأمواجِ على الجانبِ المقابلِ للمحيط حمايةً مضاعفةً للأجزاءِ الأقلِّ حصانةً في منتصفِ الخليج، وخلالَ العواصفِ الشَّديدةِ ترتبطُ أجزاءٌ طافيةٌ إضافيَّةٌ بالبنيةِ الأساسيَّةِ مشكِّلةً معها حاجزاً لسدِّ المياه. سيعملُ المشروعُ في منتصفِ الخليجِ كمنصَّةِ نقلٍ رئيسيَّةٍ للمدينةِ وذلكَ بالتَّوازي معَ نفقٍ مائيٍّ يستوعبُ حركةَ نقلٍ كبيرةٍ بينَ طرفي الخليج.

تمَّ تصميمُ البرجِ المركزيّ ليكونَ رائداً لجيلٍ جديدٍ من الأبراجِ الهائلةِ، مع الأخذِ بالحسبان الاستدامة والكفاءة والاكتفاء الذاتي والمتانة والأمان كمعايير أساسية. شبكةٌ شاقوليَّةٌ منَ التَّجمعاتِ السَّكنيَّةِ المجزَّأةِ، تستوعبُ 55 ألفَ قاطنٍ، تتَّصلُ معَ بعضها عبرَ بنيةٍ شاقوليَّةٍ متعدِّدةِ المستوياتِ، وتحتوي على فراغاتٍ عامَّةٍ متعدِّدةِ الوظائف، تتخلَّلها فراغاتٌ مفتوحةٌ وموجَّهةٌ لتأمينِ إطلالةٍ آمنةٍ وممتعةٍ للسَّاكنين في هذه التَّجمعات المتداخلة.

تبلغُ الكثافةُ السُّكانيَّةُ في المنطقةِ الجديدةِ نصفَ مليون ساكن -40 ألف شخص في الكيلو متر المربَّع الواحد- حيثُ ستستوعبُ الحلقاتُ الصَّغيرةُ النِّسبةَ الأكبر من السُّكان، في حين لاتتجاوزُ المناطقُ الصِّناعيَّةُ ربعَ مساحةِ المشروع. توفِّرُ هذهِ الجزرُ واجهةً بحريَّةً مفتوحةً أمامَ البرجِ المركزيّ إضافةً إلى أبراجٍ ثانويَّةٍ متعدِّدةِ الاستخدام. يراعي الإشغالُ السُّكاني للمنطقةِ المتطلَّباتِ الوطنيَّة والإقليميَّة لاستيعابِ نصفِ مليون شخص ممَّن يريدونَ تقليصَ وقتِ تنقُّلهم أو الابتعادَ عن الضَّواحي والمناطقِ السَّاحليَّة.

تُملأُ الحلقاتُ المتوسِّطةُ الحجمِ بالمياهِ لتعزلَ حركةَ الأمواجِ عن المناطقِ ذاتِ الكثافةِ السُّكانيَّةِ العالية، وتُبقيَ على مصادرَ متنوعةٍ للمياه في المنطقة. تحتلُّ المنشآتُ ذات الكثافة المنخفضة محيطَ هذهِ الحلقاتِ بالإضافةِ لفراغاتٍ عامَّةٍ مفتوحةٍ وطولانيَّةٍ لتأمينِ ممرَّاتِ مشاةٍ آمنةٍ فوقَ خطِّ الفيضان.

سيتمُّ توليدُ الطَّاقةِ ضمنَ الموقعِ وفقَ عدَّةِ آليَّات، بما فيها الطَّاقة الحركيَّة النَّاتجة عن التَّيارات العابرة للخليج والطَّاقة الشَّمسيَّة عبرَ الألواحِ الضَّوئيَّة وطاقة الرِّياح من خلالِ عنفاتٍ هوائيَّةٍ صغيرةٍ مدمجةٍ ضمنَ الواجهاتِ العليا من البرج.

يتضمَّنُ التَّصميمُ أيضاً إنشاءَ مزارع متفاوتة المساحات ضمنَ المنطقة، كما سيتمُّ في الحلقاتِ الكبيرةِ تجميعُ المياهِ المالحةِ منَ الخليجِ لزرعِ الطَّحالب التي تساعدُ على تأمينِ مصدرٍ للوقودِ النَّظيفِ والمعروفِ بسرعةِ تجدُّدهِ وكفاءته. يدمجُ التَّصميمُ أيضاً منشآت زراعيَّة ضمنَ الواجهاتِ الطَّويلةِ للبرج، وتساعدُ الحدائقُ المحليَّةُ والأسقفُ الخصراءُ على توفيرِ مناخٍ معتدلٍ، كما يقترحُ التَّصميمُ إنشاءَ نظامِ توزيغٍ غذائيٍّ آمنٍ من خلالِ إنتاجِ المحاصيلِ محليَّاً، ليتمَّ تقليصُ كميَّةِ الطَّعامِ المهدورِ أو التَّالفِ نتيجةَ تأثيرِ العواملِ الجويَّة، وبالتَّالي خفض استهلاك الطَّاقة المستخدمة لتخزينِ الطَّعام.

مع استمرارِ سكَّانِ العالمِ بالإقبالِ على السَّكنِ في المناطقِ الحضريَّة، والتي يقعُ الكثيرُ منها قربَ مراكز مائيَّة، جاءَ هذا التَّصميمُ استجابةً للمخاطرِ التي تهدِّدُ الثَّروةَ المائيَّة والتَّحديات البيئيَّة العامَّة النَّاتجة عن الضَّغطِ السُّكَّاني بالإضافةِ إلى التَّغيُّرِ الحاصلِ في المناخ.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا