الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

هل يمكن للكافيين أن يتسبب بموتك؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

لعل معظمنا لا يستطيع مقاومةَ نشوة بدء نهاره بفنجانٍ من القهوة، ولعل أقرب ما يفكر به الإنسان عند شعوره بالخمول هو احتساءُ القهوةِ أو تناولُ قطعةٍ من الشوكولا أو أيّ مادةٍ منبهةٍ أخرى من المواد التي تحتوي على الكافيئين. ومن المعروف أن استهلاك الكافيئين يترافق بإحساسٍ ظاهر بالنشاط والحيوية.. لكنّ ما يحدث في الباطن قد يكون مختلفاً، إذ أنّ الإفراط في استهلاك الكافيئين قد يخفي خلفَهُ مخاطرَ صحيةٍ مهمة.

وقد أظهرت العديد من الأبحاث حول العالم أن الاستهلاك المعتدل للكافيئين قد لا يكون ضاراً، كما تظهر بعض الدراسات أنّ الكافيين يمكن أن يزيدَ الانتباه والطاقةَ الذهنية والتركيزَ وخاصةً لدى المتعبين، ولا ننسَ أهم تأثيرٍ للكافيئين؛ وهو مقاومةُ الإرهاق، علماً أن الجانبَ السلبي لهذا الاستهلاكِ يكمن في بقائِكَ متيقظاً وانعدامِ القدرةِ على النوم.

يعمل الكافيئين عند استهلاكِهِ بجرعاتٍ معتدلة على رفعِ ضغط الدم، وخفضِ عدد ضرباتِ القلب، وتعادلُ الكميةُ المعتدلةُ عبوتَين معدنيتين من المشروباتِ الغازية أو فنجانَين من القهوة.

أما الجرعات الكبيرة، فقد تسبب حدوث السمية خاصةً عندما يكون ذلك بفواصلَ زمنيةٍ قصيرة، وتشكلُ أعراضُ السميّةِ كلاً من الصداعِ والغثيان والإقياء والعصبية وحدة الطباع، كما يمكن أن تحدثَ تأثيراتٌ جانبيةٌ أشدّ مثل ألمِ البطن والاختلاجاتِ وارتفاعِ مستوى حموضة الدم وضربات القلب السريعة أو غيرِ المنتظمة أو انخفاض الجريان الدموي إلى القلب، وجميعُ ما ذُكر يزيدُ من خطر الوفاة، علماً أنّ استهلاكَ الكافيئين يعتبر سبباً نادراً للوفاة.

وقد أوردَت دراسةٌ سابقةٌ هذا العام حدوثَ 51 حالةَ وفاةٍ مرتبطةٍ بالكافيئين. وبحسبِ دراسةِ مراجعةٍ نُشرت هذا العام أيضاً في مجلة Food and Chemical Toxicology أنّ 14 من أصلِ 26 تقريراً عن حالاتِ الإفراط بتناولِ الكافيئين قد انتهَت بالموت.

وبحسب المؤلف، فقد ارتبطت الوفيات بالتعرّضِ لحوالي 10 غراماتٍ أو أكثر من الكافيئين، وهي نسبةٌ عالية، وقد لوحظَ عند دراساتِ الحالات أنّها استُهلِكات في وقتٍ قصير جداً، وكانت المصادرِ على شكلِ حبوبِ أو مسحوقِ الكافيئين بينما لم تكن تلك الحالات ناتجةً عن تناولِ مشروباتِ الطاقة أو القهوة.

ويبدو أنّ بعض الناسِ كانوا أكثرَ تأثراً بالكافيئين من غيرِهم حتى في حالةِ الجرعات المرتفعة، ممّا يجعل التنبّؤَ باحتمالِ تعرّض شخصٍ ما لارتكاسٍ سيءٍ أمراً صعباً. فقد يكون لدى هؤلاءِ حالةٌ مرضيةٌ ما جعلتهُم أكثرَ تأثراً من غيرِهم، وعلى سبيل المثال، توفّي أحد الأشخاص إثر توقّفِ قلبِه عن العمل بعد تناول 240 ميللغراماً فقط من الكافيئين، وهي حالةٌ غير طبيعية وقد تكونُ ناجمةً عن حالةٍ مرضيةٍ سابقة الوجود لدى المريض، إذ تحتوي مشروباتُ الطاقة عادةً على منبهاتٍ أخرى مثل الغوارانة Guarana، والكارنيتين L-carnitine، والتورين Taurine والتي تزيد من تعقيدِ تفاعلِ الجسم مع الكافيين.

وبحسبِ المراجعةِ الصادرة عن Wikoff وزملائِه، فإنّ كمية الكافيئين الآمنة لا تتجاوزُ الـ 400 ميللغرامٍ يومياً بالنسبة للبالغين الأصحاءِ، أي ما يُعادل أقلّ من 2.5 ميللغراماتٍ لكل كيلوغرامٍ من وزن الجسم يومياً.

إن امتلاكَ أحد المنتجاتٍ لصفةٍ قانونية لا تُحظّرُ استخدامهُ لا يعني أن بإمكاننا الإفراط به دون وعي أو انتباه، وعدمِ حدوث الوفاة لا يعني أن استهلاكَ الكافيئين لم يتسبب ببعضَ الآثارِ الجانبيةِ للجسم، ويبقى الاستهلاك الرشيد لجميع المواد الغذائية والمشروبات التي تحيط بنا مع ممارسةِ الرياضةِ بانتظام المفتاحَ الأساسي للوصول إلى حياةٍ صحية نقي فيها أجسامنا من الأمراض.

المصدر:

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا