العمارة والتشييد > جوائز ومسابقات معمارية

منحوتاتٌ عملاقةٌ لتوليدِ الطَّاقةِ

استمع على ساوندكلاود 🎧

Regatta H2O هوَ الاسمُ الذي أُطلِقَ على المشروعِ الرَّابحِ في المسابقةِ التي أُقيمت برعايةِ LAGI وهيَ منظَّمةٌ تُعنى بالتَّسريعِ في الانتقالِ نحوَ اقتصاداتٍ غيرِ باعثةٍ للكربونِ Post-Carbon عن طريقِ التَّوصُّلِ إلى نماذجَ لتوليدِ الطَّاقةِ البديلةِ، والتي بدورها تزيدُ قيمةَ الفراغاتِ العامَّةِ وتثقِّفُ وتحفِّزُ النَّشاطاتِ الدَّاعيةِ إلى الاعتمادِ على الطَّاقةِ البديلةِ.

استضافت المنظَّمةُ منذُ عامِ 2010 مسابقاتٍ عديدةٍ لفنانينَ بغيةَ تكوينِ منحوتاتٍ عامَّةٍ تكونُ ذاتَ شكلٍ أخّاذٍ، وتساهمُ في الوقتِ ذاتِهِ في إنتاجِ الطَّاقةِ البديلةِ. طُرحت المسابقاتُ السَّابقةُ في كلٍّ من دبي وكوبنهاغن، وفي هذا العام حطَّت رحالَها في شاطئ سانتا مونيكا في كاليفورنيا؛ وذلك لكونِ هذهِ المنطقةِ من أكثرِ المناطقِ تأثُّراً بالتغيُّراتِ المناخيَّةِ الحاليَّةِ وخصوصاً الجفاف.

عمل على مشروعِ Regatta H2O كلٌّ من المصمِّمَين المتواجدَين في طوكيو، كريستوفر سيوبرغ Christopher Sjoberg وريو سايتو Ryo Saito، وقد تفوَّقَ المشروعُ من وجهةِ نظرِ منظِّمِي المسابقةِ لاستخدامهِ خصائصَ الموقعِ في التَّصميمِ حيثُ يقولون "يسلِّطُ الاقتراحُ المقدَّمُ الضوءَ على مشكلةِ المياهِ في سانتا مونيكا للمقيمينَ والسُّيَّاحِ معَ الاحتفاظِ بقيمتِهِ الجماليَّةِ، وذلكَ من خلالِ مقاربةِ التَّحدِّياتِ في البنيةِ التَّحتيَّةِ للمياهِ والتَّركيزِ على التَّشابكِ بينَ مصادرِ المياهِ والطَّاقةِ بشكلٍ وثيقٍ في التَّصميمِ، يختفي المشروعُ في الظُّروفِ المناخيَّةِ الجيَّدةِ وبهذا الشَّكلِ لا ينافسُ المقترحُ الطَّبيعةَ المحيطةَ للخليجِ ويستطيعُ أن يكونَ كنقطةٍ علَّامٍ للموقعِ".

يتكوَّنُ المقترحُ من أشرعةٍ على شكلِ شبكةٍ مرتبطةٍ بقنواتٍ لحصدِ الضَّبابِ، وتقومُ هذهِ القنواتُ بدورِها بنقلِ الضَّبابِ إلى صوارٍ جانبيَّةٍ حيثُ يُنقَل بعدها إلى مستودعاتٍ على الشَّاطئ. عندما يكونُ الجوُّ صافياً وغيرَ مناسبٍ لحصدِ الضَّبابِ تتراجعُ هذهِ الأشرعةِ كي لا تحجبَ الرُّؤيةَ والمنظرَ الطَّبيعيَّ للشَّاطئ. وبالنِّسبةِ للطاقةِ الميكانيكيَّةِ التي يحتاجُها الصَّاري لفتحِ وإغلاقِ الأشرعةِ فهيَ تُحصدُ منَ الرِّياحِ، وفي اللَّيلِ تُستَهلكُ الطَّاقةُ الفائضةُ لإنارةِ أضواءٍ تُستخدَمُ كمؤشِّراتٍ للسَّلامةِ الملاحيَّةِ.

هذا المقترَحُ ليسَ التَّصميمَ الثَّوريَّ الوحيدَ، فالتَّصميمُ الذي حصدَ المركزَ الثَّاني والذي يُدعى سِتيشا Cetacea عبارةٌ عن سلسلةٍ من الأقواسِ المرتفعةِ عن سطحِ الخليجِ والتي تولِّدُ الطَّاقةَ باستخدامِ الرِّياحِ ومياهِ الأمواجِ والأشعَّةِ الشَّمسيَّةِ. حيثُ استُلهمت هذهِ التَّصاميمُ من الحيتانِ الزَّرقاءِ والتي تستخدمُ طاقةً بسيطةً لتحرِّكَ أجسادَها الضَّخمةَ. تظهرُ الأقواسُ في التَّصوُّرِ المقترَحِ على شكلِ أضلاعٍ لكائناتٍ مائيَّةٍ ضخمةٍ تنبثقُ منَ الماءِ.

المشروعُ الفائزُ الثَّالثُ والمسمَّى Paper Boats يبدو تماماً كما يصفهُ اسمهُ، فهو عبارةٌ عن أسطولٍ من القواربِ الورقيَّةِ المتموضعةِ على سطحِ الخليجِ، وتحوي عدساتٍ وألواحاً شمسيَّةً لحصدِ الطَّاقةِ التي يمكنُ توجيهُها نحوَ الشَّاطئ لاستخدامِها، كما أنَّها تقومُ بتوجيهِ شحناتٍ للأعماقِ لتحفيزِ نموِّ الشُّعَبِ المرجانيَّةِ.

مشاريعُ أخرى طرحت أفكاراً متنوّعةً، منها بالوناتٌ هوائيَّةٌ ضخمةٌ مغطَّاةٌ بألواحٍ شمسيَّةٍ وتستطيعُ أن تقلَّ السُّيَّاحَ لمشاهدةِ المعالمِ في المنطقةِ، وفي الوقتِ عينهِ تقومُ بحصدِ الطَّاقةِ وتحويلِها إلى كهرباء ليتمَّ نقلُها عبرَ الكابلاتِ الكهربائيَّةِ، ومنها على شكلِ حدائقَ صناعيَّةٍ تقومُ بحصدِ طاقةِ الأمواجِ عبرَ الأزهارِ الصِّناعيَّةِ، ومنها منحوتاتٌ عملاقةٌ على شكلِ قنديلِ البحرِ تستخدمُ طاقةَ الأمواجِ لتسخينِ المياهِ وحصدِ المياهِ المتكاثفةِ.

يأملُ القائمونَ على المبادرةِ بأن تقومَ المسابقةُ بخلقِ جوٍّ جديدٍ من الالتزامِ بينَ العامَّةِ باتِّجاهِ أفكارِ الاستدامةِ بعيداً عن لغةِ التَّخويفِ منَ الاحتباسِ الحراريِّ. فما رأيُكُم بالحلولِ المقترحةِ، وهل حقَّاً يستحقُّ المشروعُ الرَّابحُ المركزَ الأوَّلَ؟

المصدر:

هنا

موقع المسابقة:

هنا