الفنون البصرية > فن وتراث

لوحة ليوناردو دافينشي الضائعة

بين الرافض و المؤيد، اكتشاف لوحة لم تكن معروفة من قَبل، قد تكون لعبقري عصر النهضة ليوناردو دا فنشي، يثير الجدل المعتاد بين أوساط الخبراء والإعلام وحتى الرأي العام، بما أن عدد اللوحات المنهية و الغير منهية المنسوبة لدا فنشي لا يتجاوز العشرين لوحة.

في بداية تشرين الأول عام 2013، أعلنت صحيفة "Corriere della Sera" الإيطالية عن وجود لوحة تمثل النسخة الملونة من لوحة "The noblewoman Isabella d’Este" الأصلية الموجودة في متحف اللوفر التي رسمها ليوناردو دا فنشي بالطبشور والباستيل.

اللوحة المكتشفة كانت محفوظة مع 400 عمل آخر في خزينة بنك في مدينة تورجي السويسرية من قبل عائلة إيطالية منذ أوائل القرن العشرين، ومنذ اكتشافها تم إجراء تحاليل علمية مكثفة من قِبل "كارلو بيدرِتّي" Carlo Pedretti مختص أعمال ليوناردو دا فنشي وبروفيسور فخري بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس UCLA قسم تاريخ الفن، يقول البروفيسور للصحيفة :"لا يوجد شك أن هذه اللوحة هي من عمل ليوناردو دا فنشي"

الدليل الزماني:


اللوحة الأصلية في اللوفر رُسمت بين عامي 1499 و 1500 عندما كان ليوناردو في زيارة عند بلاط الملكة إيزابلّا (السيدة في اللوحة) في مانتوا. وفحوصات مادة الكربون في جامعة أريزونا تشير إلى أن اللوحة المكتشفة نُفذت بين عامي 1460 و 1650، مما يضعها في وقت مطابق للرسم.

الدليل المادي:


دراسات واختبارات إضافية تقول أن الأصباغ والمواد هي نفسها التي كان يستخدمها ليوناردو دا فنشي في لوحاته.

الدليل الفني:


يقول كارلو بيدرتّي أنه من الدلائل أيضاً دقة التدرج اللوني للوجه في وضعه الجانبي إضافة للأسلوب في التلوين هو أسلوب ليوناردو، إضافة إلى التطابق التام مع اللوحة الأصلية الموجودة في اللوفر كما أظهرت الاختبارات.

ولكن من ناحية أخرى ليس الجميع موافقا على هذه الفرضية:


Carmen Bambach "كارمن بامباخ"، المسؤول عن لوحات ومطبوعات متحف ميتروبوليتان للفنون، والذي يعمل على دراسة عن ليوناردو دافنشي، يقول: "أن ننسب اللوحة الجديدة إلى ليوناردو دا فنشي غير جاد"

من المعارضين لهذه الأدلة مارتن كيمب Martin Kemp بروفيسور فخري بجامعة أوكسفورد قسم تاريخ الفن، حيث أنه يجد الأدلة السابق ذكرها غير كافية لتوثيق تاريخي مهم كهذا، طارحاً العديد من الأدلة المنطقية بحيث يشير إلى أنه لو كان ليوناردو دا فنشي تكلف عناء إعادة رسم اللوحة و تلوينها في مشغله كان على الأقل صحح الوضعية الغريبة لليد في الأسفل، فالملكة في اللوحة لا تشير إلى شيء محدد.

و من الملاحظ أيضاً الاختلافين الواضحين بين اللوحتين، التاج وورقة النخيل في يد المرأة في اللوحة، يفسر كيمب هذا الاختلاف بأن اللوحة استُغلت من قِبل أحدهم لتحويل اللوحة إلى لوحة "قديس" بأسلوب ليوناردو دافنشي، حيث أن التاج وورقة النخيل رموز للقديسة باربرا والقديسة كاثرين.

إضافة إلى كل ما سبق، رسم اللوحة على قماش هو ليس من أسلوب ليوناردو دافنشي، الذي كان يستخدم الخشب بدلاً منه. لكن يختم كومب في النهاية:"مع ليوناردو، من الخطير قول أنه لم يفعل ذلك أبداً لأنه دائماً مفاجئ، مع أن ذلك من المستبعد"

مع الملاحظة أنه تحويل صفة اللوحة من "في أسلوب ليوناردو دافنشي" إلى "لوحة أصلية لليوناردو دا فنشي" يرفع سعرها إلى 150 مليون دولار.

المصدر:

هنا

مصدر الصورة:

هنا

هنا