الهندسة والآليات > منوعات هندسية

وشمٌ على اليدّ لرفع صوت التّلفاز

استمع على ساوندكلاود 🎧

اعتمادًا على عددِ المرَّاتِ الّتي تستخدمُ فيها هاتفك المحمول يوميًّا، فإنَّ احتماليَّةَ معرفتِكَ لشاشةِ هاتفك كالوجهِ الخلفيِّ ليدك أصبحَ أمرًا واقعيًّا. من هذا المُنطلق استطاعَ الباحثونَ الجمعَ بينهما (شاشةُ الموبايل و اليد)، بحيث تستطيع التّحكُّم بالأجهزة الإلكترونيّةِ بواسطة دارةٍ مُلاصقةٍ للجلد تُدعى (علاماتٌ جلديَّةٌ ) skinmarks ، والّتي يمكنُ أن تحوِّلَ مفاصلَ اليدِ إلى لوحةِ مفاتيح، والنَّمَشُ على اليدِ إلى مُفتاحِ تحكُّمٍ مُضيء.

قامَ علماءٌ في جامعةِ سارلاند في ألمانيا بالتَّعاون مع شركةِ غوغل، بطباعةِ داراتٍ مصنوعةٍ من حبرٍ ناقلٍ على ورقٍ خاصٍّ يُستخدَمُ عادةً لصُنعِ الأوشامِ اللَّاصقةِ المُؤقَّتةِ، ومن ثمَّ توصيلِها إلى مُتحكِّماتٍ صغيرةِ الحجمِ مفتوحةِ المصدرِ تُسمى مُتحكِّمُ أردوينو، عن طريقِ تغييرِها بحيثُ تتناسبُ مع السَّماكةِ ونوعِ الحِبِرِ والمرونةِ الخاصَّةِ بالورقِ المطبوعِ، استطاعَ الباحثونَ إيجادَ أساليبَ مختلفةٍ للاستفادةِ من هذهِ الأوشامِ لكي تُؤدِّي الغرضَ المطلوبَ منها عند لمسِها أو شدِّها أو طيِّها.

قالَ الباحثُ جورغن ستيمل : "استطعنَا الاستفادةَ من الخصائِصِ المطَّاطيَّةِ للجلدِ، بما فيها إمكانيَّةُ الطَّيِّ والتَّمدُّدِ"

تمَّ أيضًا استخدامُ الحبرِ المُضاءِ إلكترونيًّا لبعضِ المنتجاتِ لكي يُمنَحَ مرتدي هذه الدَّاراتِ منظرًا ديناميكيًّا.

من أجلِ وضعِ تصاميمهم حيِّزَ الاختبارِ، قامَ الباحثونَ بتحديدِ خمسةِ أنماطٍ لتَوَضُّعِ هذه الدَّاراتِ على جسمِ الإنسان:

1- ضغطُ أو انحناءُ أو تغييرُ شكلِ العمودِ الفقريِّ.

2- تجاعيدُ وأخاديدُ الجلدِ.

3- التَّباينُ في المرونةِ، كالغشاءِ ما بينَ الأصابعِ.

4- علاماتٌ مرئيَّةٌ، كالنَّمّشِ، والوَشْمِ، والشَّامَات.

5- المُلحقَاتُ القابلةُ للإزالةِ، كالخواتِمِ والسَّاعاتِ.

يمكنُ بسهولةٍ تخيُّلُ كيفيَّةِ استخدامِ هذه التِّقنيَّةِ: كاستخدامِها في تعديلِ مستوى صوتِ هاتِفك المحمولِ بانزلاقِ أحدِ الأصابعِ على الآخَرِ، أو الاتِّصالِ بشخصٍ محبوبٍ بالضَّغطِ على سلسلةٍ من النَّمَشِ.

ثنيُ أو انحناءُ الأصابعِ يمكنُ أن يُقدِّمَ وظائفَ مختلفةٍ فعلى سبيلِ المثالِ إذا كنتَ باسِطًا يَدَيكَ أم قابضًا عليها فستحصَلُ على وظائفَ أُخرى.

يُوضِّحُ المقطعُ أدناه بعضَ التَّصاميمِ المُقتَرَحَةِ والطُّرُقِ المُستخدَمَةِ للوصولِ إلى هذه النَّتائج:

لا يُعدُّ هذا البحثُ الأوَّلَ من نَوعِهِ في مجالِ استخدامِ الدَّارَاتِ اللّاصِقَةِ المُتفاعلةِ مع جسمِ الإنسانِ، فقد قامَ الباحثونَ سابقًا بتطويرِ هذهِ التِّقنيَّةِ واستخدامِها في التّطبيقاتِ الطُّبيَّةِ: كمراقبةِ معدَّلِ ضرباتِ قلبِ المريض أو نمطِ النَّوم عندَه.

ما يُميِّزُ هذا البحثَ هو بساطةُ تصميمهِ، بحيث يمكن أن يفتحَ المجالَ للمهندسينَ الهواةِ للعملِ في هذا المجالِ وبناءِ الدَّاراتِ الخاصَّةِ بهم، في هذه الحالة يُمكنُ صنعُ الوشمِ المطلوبِ خلالَ ثلاثِ ساعاتٍ، ويأمَلُ الباحثونَ في المستقبلِ بإمكانيَّةِ بناءِ هذه الدَّاراتِ باستخدامِ معدَّاتٍ منزليَّةٍ في أقلَّ من دقيقةٍ.

واحدةٌ من المشاكلِ الّتي اعترضت الباحثينَ: هي تأثيراتُ إشاراتِ الدَّخلِ الخاطئةِ الّتي قد تنتجُ منَ الحركاتِ غيرِ المقصودَةِ، ولكن يمكنُ إيجادُ الحلِّ لهذه المشاكلِ البسيطةِ باكتشافِ أفضلِ الإيماءاتِ، ممَّا يمكنُ أن يجنِّبَك الاتصالَ الخاطئ بأمِّكَ عند خدشكَ لحبة الخالِ، كما تُسمَّى في بعض المناطق.

ما هو مستقبلُ هذه التِّقنيّة؟

أوضح الباحث مارتن ويجيل Martin Weigel لمجلةِ new scientist : "تمَّ حتّى الآن دراسةُ الجدوى الاقتصاديّةِ المُحتمَلَةِ لتطبيقِ هذه التِّقنيَّةِ، الخطوةُ التَّاليةُ ستكونُ إمكانيَّةَ تنفيذِها على أرضِ الواقعِ".

في المستقبلِ، يمكنُ أن تُساهمَ التَّحسيناتُ في البطاريَّاتِ المرنةِ والمُعالجاتُ الصَّغيرةُ في جعلِ هذه التِّقنيَّةِ كواجهاتٍ شديدةِ الدِّقةِ لا يمكنُ تمييزها عن أجسامنا.

"من الصَّعبِ الآنَ معرفةُ مستقبلِ التِّكنولوجيا القابلةِ للارتداءِ" هذا ما صرَّحت به شركةُ غوغل عندَ إعلانِها نهايةَ العملِ ببرنامجِ النَّظَّاراتِ المُستكشِفة في عام 2015، من ناحيّةٍ أُخرى فإنَّ قصةَ النَّجاحِ المشهورةِ لشركةِ Kickstarter حيث قامت بشراءِ شركةِ النَّظَّاراتِ الذَّكيَّةِ pebble العامَ الفائتَ بعد الانخفاضِ الهائلِ في سعر السَّهمِ.

بالنَّظرِ إلى المستقبل المرجوِّ لهذه التِّقنيَّةِ، فإنَّ انتشارَ الأجهزةِ الذَّكيَّةِ حولَ أجسامِنا يبدو على شكلِ موضةٍ عابرةٍ في المستقبلِ أكثرَ من أن يكونَ كنوعٍ من الموضة في وقتِنا الحاضِر.

حاليًّا، فإنَّ التِّكنولوجيا الّتي ستتمكَّنُ من تحويلِ الدَّاراتِ القابلةِ للارتداءِ إلى داراتٍ رخيصةٍ ومتوفِّرَةٍ للهواةِ في المنزلِ ستكونُ الطَّريقَ لتحويلِ الأوشامِ إلى قِطَعٍ من الفنِّ التَّفاعليِّ.

المصدر:

هنا