العمارة والتشييد > التشييد

جسرُ Magdeburg أضخمُ جسرٍ مائيّ

استمع على ساوندكلاود 🎧

هل شاهدتم نهراً يعبرُ جسراً ليتجاوزَ نهراً آخرَ، قد تبدو للبعضِ فكرةً تخيليَّةً لكنَّها ليست كذلك فهذهِ التُّحفةُ الهندسيَّةُ موجودةٌ فعلاً في ألمانيا، لنتابع المقالَ التَّالي ونعرفَ أكثر عن هذا الجسر.

يُعَدُّ جسرُ ماغديبرغ Magdeburg أضخمَ جسرٍ مائيٍّ في أوروبا، إذ يربطُ بينَ قناةِ الألب – هافل وقناة ميتلاند فوق نهر الألب، وبدأ العملُ على هذا المشروع في الفترة الممتدة بين عامي 1938 و1919 ولكنَّ أعمالَ البناء توقَّفت بسبب اندلاع الحرب العالميَّة الثانية، ثمَّ أُجِّلَ المشروع بسبب تقسيم ألمانيا حتى اقترحت الحكومة عام 1991 بعد توحيدِ ألمانيا 17 مشروعًا للنقل ومن ضمنها جسرُ ماغديبرغ Magdeburg.

ويُعَدُّ هذا المشروع مهمًّأ لسببين:

1- توفيرُ ممرٍّ موثوق للبواخرِ والقواربِ، فمستوى المياه في هذهِ المنطقة متذبذبٌ ومتفاوتٌ جدًّا ممَّا يجعلُها غيرَ موثوقةٍ للنَّقل.

2- اعتمدَ الطريقُ الأوليّ قبلَ إنشاءِ الجسرِعلى هويس Rothensee يُستخدمُ لخفضِ السَّفينةِ لتصلَ إلى النَّهرِ، ثمَّ تلتفُّ لمسافةِ 12 كم حتى تصلَ إلى هويس Niegripp الذي يرفعُ السَّفينة لتصلَ إلى قناةِ الألب - هافل ممَّا يستغرقُ وقتًا طويلًا، وقد أدَّى إنشاء جسرِ قناةِ ماغدبيرغ إلى اختصارِ هذهِ المسافةِ بتوفيرِ طريقٍ مباشر، بالإضافةِ إلى الاقتصارِ على استخدامِ هويس واحد هو هويس Hohenwarthe عوضاً عن اثنين في الطَّريقةِ السَّابقة.

وتطلَّبَ إنشاءُ مشروع قناةِ جسرِ ماغديبرغ Magdeburg توسيعَ قناةِ الألب – هافل وبناءَ هويس Hohenwarthe بالإضافةِ إلى بناءِ الجسرِ الرَّئيسي ومسارِه.

أنشِئَ الجسر من الفولاذ بطولٍ يبلغُ 918.2 م تقريبًا ومجازٍ أعظمي يصلُ إلى106.2 م وعرض 34 م، وقد بدأ بناءُ الجسر عام 1998 وانتهى عام 2003 بتكلفةٍ إجماليَّةٍ 500 مليون يورو، إذ تضمَّن هيكلُ حوضِ القناةِ 24000 طن من الفولاذ و68000 م3 من الخرسانة، ويرتبطُ الجسرُ المائيُّ حاليًّا بعدَّةِ موانئ على طولِ نهرِ الرِّين، وقد صُمِّمَ من قبلِ Grassl Igenieurbüro Gmbh، وكان Dillinger Stahlbau و Belfinger Bergerالمقاولين الرئيسيين للمشروع.

البنيةُ الإنشائيَّةُ والمقاطعُ المستخدمة:

يتألَّفُ جزءُ الجسر الممتد فوقَ اليابسةِ من جوائز فولاذيَّة متعدِّدةِ الفتحات، مؤلَّفةٍ من 16 قسمٍ بطولِ متر لكلٍّ منها وبطولٍ إجماليٍّ يبلغُ قرابة 685.6 م مدعَّمةٍ عن طريق اثنين من الدَّعائم بالإضافةِ إلى15 قطعة من البيتونِ مسبقِ الصُّنعِ.

ويتكوَّنُ الجزءُ الرَّئيسيُّ من الجسرِ الممتد فوقَ مياهِ نهرِ الألب من جائزٍ معدنيٍّ مستمرٍّ بثلاثِ فتحاتٍ بالإضافةِ لاثنين من الجوائزِ العرضيَّةِ المعدنيَّةِ بمقطعٍ صندوقي لمقاومةِ التَّحنيبِ النَّاتجِ عن حمولاتِ الرِّياحِ والحمولاتِ الأخرى، وتُستخدمُ أجنحةُ الجوائزِ الطُّوليَّة السِّت لتأمينِ الدَّعمِ للصَّفائحِ الفولاذيَّةِ الملحومةِ والتي تؤمِّنُ بنيةَ الجدارِ.

يتضمَّنُ الجانبُ الخارجيُّ من الجائزِ المعدنيِّ العرضيِّ المفتوح جائزًا شبكيًّا، وقد قُسِّمَ الجسرِ إلى 3 مجازاتٍ 57.1 م/ 106.2 م/ 57.1 م بمجموعٍ يعادلُ 220.4 م، بالإضافةِ إلى ارتفاعٍ يقاربُ 6.4 م فوقَ نهرِ الألب، لاستيعابِ حركةِ المرورِ التي تسيرُ تحتَ الجسرِ المدعومِ بأربعةِ أرصفةٍ بيتونيَّةٍ ودعامتين، وتُنقَلُ الأحمالُ الشَّاقوليَّة إلى الأساساتِ بواسطةِ وصلاتِ PTFE الكرويَّةِ، أمَّا الأحمالِ الأفقيَّةِ فتُنقَلُ عن طريق الوصلاتِ المرنةِ، إذ توجدُ واحدةٌ من كلِّ نوعٍ على كلِّ رصيف وثلاث وصلات على كلِّ دعامة.

الحمولات:

يمكنُ تقسيمُ الأحمالِ إلى حمولاتٍ دائمةٍ ومؤقَّتة بسببِ طبيعةِ الأحمالِ التي يتعرَّضُ لها الجسر، إذ توجَّهَ المصممون بدايةً إلى جعلِ الحمولاتِ الدَّائمةِ أقلَّ ما يمكن بسبب كبر الأحمالِ المؤقَّتةِ ولكن لم يُنفَّذ ذلك، ويُلاحَظُ حاليًّا أنَّ الحمولات الحيَّة المؤقَّتة ضئيلةٌ مقارنةً معَ الأحمالِ الدَّائمةِ الهائلةِ.

تتألَّفُ الحمولاتُ الدَّائمةُ منَ الوزنِ الذَّاتيِّ للجسرِ بالإضافةِ إلى حجمِ المياهِ الموجودةِ ضمنه، أمَّا الحمولات المؤقَّتة فتتألَّفُ من وزنِ المشاةِ بالإضافةِ إلى وزنِ قاربِ الصِّيانةِ، ولا يسبِّبُ وجود المراكبِ في الجسرِ أيَّ تغييرٍ في التَّحميلِ، بسببِ إزاحةِ نفسِ حجمِ الماءِ من جسمِ الجسرِ أثناءَ مرورِ المراكب بالإضافةِ إلى كون الكتلةِ الحجميَّةِ للمياهِ أكبر من الكتلةِ الحجميَّةِ للسَّفينة.

إجراءاتُ البناء:

تسلسلُ تركيبِ أساساتِ الجسرِ:

ثُبِّتت الرَّكائزُ بدايةً لتحديدِ وحمايةِ منطقةِ الحفرِ، وبعدَ الانتهاءِ من عمليَّاتِ الحفرِ وضِعَت طبقةٌ رقيقةٌ منَ الخرسانةِ المسبقةِ الصُّنعِ في الحفرةِ لتأمينِ سطحٍ مستوٍ، ثمَّ استُخدِمت رافعةٌ محمولةٌ على قاربٍ لوضعِ أقفاصٍ مسلَّحةٍ مسبقةِ الصُّنعِ تمثِّلُ الرَّكائزَ، ثمَّ ضُخَّت المياهِ خارجَ الحفرةِ ورُصِفَ الموقع.

ويبيِّنُ الشَّكلُ الآتي تتابعَ عمليَّاتِ التَّشييدِ.

تسلسلُ تركيبِ الجزءِ الرَّئيسيّ للجسر:

بُنيَ الجسرُ تدريجيًّا، إذ ساعدت المساحاتُ الكبيرةُ المتوفِّرةُ في ذلكَ، بالإضافةِ لاستخدامِ آلةٍ متطوِّرةٍ صُمِّمت خصِّيصًا لتحقيقِ أكبر قدرٍ ممكنٍ من الدِّقَّةِ في التَّنفيذ، واستُلِمت جميعِ الجوائزِ المسبقةِ الصُّنعِ في الموقعِ، ولُحِمَت عليها صفائحُ فولاذيَّة لتقويتِها، كما استُخدمَت الطَّريقةُ نفسها لتنفيذِ الجوائزِ الشَّبكيَّةِ، ودُعِّمت عن طريق دعاماتٍ مؤقَّتةٍ لتجنُّبِ الأحمالِ الزَّائدةِ أثناءَ التَّنفيذِ.

كما في الشَّكلِ الآتي:

التَّأثيرُ المستقبليُّ في النَّقل:

لُوحظَ بعدَ الانتهاءِ من بناءِ الجسرِ في نهايةِ عام 2003 وجود زيادةٍ واضحةٍ في كميَّةِ البضائعِ المنقولةِ، ويُتوقَّعُ ازديادٌ في عددِ السُّفنِ يصلُ إلى % 200 بعد الانتهاءِ من بناءِ قناةِ هافل أودر Oder Haval في برلين، وستُختبَرُ كفاءة الجسر مع تزايد حركة المرور، وسيؤدي أي تعديل يهدف إلى زيادة الحركة المرورية إلى تكلفةٍ كبيرةٍ جدًّا.

الفيديو :

(1) جسر ماغديبرغ Magdeburg

(2) هويس Rothensee

المصادر:

هنا

هنا

هنا