الفنون البصرية > أساطير الشعوب

ميدوسا.. وجمالها القاتل

استمع على ساوندكلاود 🎧

ميدوسا في الأساطير الإغريقية هي إحدى الأخوات الثلاث الملقبات بالجورجونات (Gorgons) و هي الوحيدة من بينهن التي كان للموت سلطان عليها. كان لها العديد من المميزات الشخصية ومنها جمال خصل شعرها، ما جعل الإله نيبتون (Neptune) يقعُ في حبها و يبادلها الغرام في معبد مينيرفا (Minerva) منتهكينَ بذلك حرمة المعبد، الشيء الذي تسبب بسخط الآلهة مينيرفا. فقامت بتحويل خصل شعر ميدوسا التي أٌغرم نيبتون بها إلى أفاعٍ انتقامًا لانتهاكهم حرمة المعبد. وفقاً للمؤرخ الإغريقي أبولودوروس فإن ميدوسا و أخواتها جئن إلى الوجود بأفاعٍ على رؤوسهن بدلاً من الشعر وبأجنحة صفراء و أيدٍ نحاسية. مضيفاً أن أجسادهن منيعة على الاختراق و أن مجرد نظرة منهن لها القدرة على قتلِ الناظرِ أو تحويله إلى حجرٍ أصم.

يتم تصوير الميدوسا غالباً كمخلوق أنثوي طائر ذو رأس تغطيه الأفاعي بدل الشعر، و خلافاً لما تظهر به الجورجونات الأخرى من قبح يتم في بعض الأحيان تصوير الميدوسا كأنثى جميلة جداً. وبما أنها الوحيدة من بين أخواتها المعرَّضة للموت تمكن بيرسيوس (Perseus) من قتلها حين قام بقطع رأسها مخلداً بذلك اسمه في الأسطورة. حيث قامت الآلهة أثينا (Athena) بإعطائه درعاً و سيفاً ناصحة إياه باستخدام الدرع كمرآة ليستطيع قتل الميدوسا دون النظر مباشرة في وجهها كيلا يتحول إلى حجر. و من الدم الذي سال من عنقها المدقوق انبعث ولديها من بوسايدون (Poseidon) كريسور (Chrysaor) و بيغاسوس (Pegasus). كما يقال أن دمها السائل من جرحها هو مصدر الأفاع العديدة التي تقطن أفريقيا.

قام بيرسيوس بوضع رأس الميدوسا على درع الآلهة أثينا الذي استخدمه في مهمته التي قتل بها ميدوسا، وما يزال الرأس بعد قطعه يملك قواه المرعبة. و في رواية أخرى فإن قاطع الرأس بيرسيوس قام بدفن رأس الميدوسا في أحد أسواق مملكته آرغوس (Argos).

قام الكثير من الرسامين و النحاتين حول العالم بتصوير شخصية الميدوسا في أعمالهم:

ميدوسا بريشة الرسام الإيطالي كارفوغيو Carvaggio في القرن السابع عشر.

الميدوسا منحوتة بيد النحات الإيطالي جيان لورينزو بيرنيني Gian Lorenzo Bernini في القرن السابع عشر:

لوحة ميدوسا الشهيرة بيد الفنان الفلمنكي بيتر بول روبينز Peter Paul Robens في القرن السابع عشر;

لوحة "بيجاسوس المنبعث من جسد الميدوسا" بيد الفنان البريطاني إدوارد بيرن جونز Edward Burne Jones في القرن التاسع عشر:

المصادر:

هنا

هنا

هنا