الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

القهوة والصحة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تساؤلاتٌ كثيرةٌ تدور حول فوائدِ القهوة وأضرارها، فهل يُعتَبرُ تناولُ القهوة يوميّاًّ عادةً سيئة؟ وما علاقتها بالموت المبكّر أو الأمراضِ المزمنة؟ فوائدُها وتأثيراتُها؛ السلبيّةُ منها والإيجابيّة، نتعرّف عليها في مقال اليوم..

يبدو أنّ الدّراسات الحديثة التي أُجريت في جامعة Harvard لمعرفةِ العلاقة بين القهوة والوفياتِ المبكّرة كانت لتقدّم أنباءً سارّةً لمحبّي القهوة، فإلى ماذا توصّلت تلك الدّراسات يا تُرى؟

في دراسةٍ واسعةٍ شملت عدداً كبيراً من الأشخاص، وامتدّت على مدى 18 إلى 24 عاماً، تمّت مراقبةُ عاداتِ النّظامِ الغذائيّ ونمطِ الحياةِ الّذي كان المشاركونَ يتّبعونه، بما في ذلكَ استهلاكُهم من القهوة. وبنتيجةِ تلك الدراسةِ، لم يتم التوصّلُ إلى أيّةِ علاقةٍ بين استهلاكِ القهوةِ وزيادةِ خطرِ الموتِ بأيّ سببٍ كان، بما في ذلك الإصابةُ بالسّرطانِ أو أمراضِ الجهازِ القلبيّ الوعائي، وكانت النتيجة متماثلةً حتى لدى أولئك الّذين كانوا يشربون ما يصلُ إلى ستّةِ أكوابٍ من القهوةِ يومياً.

وتعتبر هذه النتائجُ إجابةً لمن يقولون أن تناول القهوة لا يختلفُ عن المساوئ التي يحملُها التدخينُ أو الإفراطُ في شرب الكحول، علماً أن تلك الأقاويلَ كانت تُضّطرُ محبّي القهوة إلى بذلِ الكثيرِ من الجهدِ للحدِّ من استهلاكهم لها أو حتى التوقّفِ عن شربها تماماً. وتقترح هذه النّتائج أنّ التركيز على عواملِ نمط الحياة الإيجابي هو العاملُ الأساسي للمحافظةِ على صحّةٍ جيّدةٍ، ومن هذه العواملِ زيادةُ النّشاط الجسدي، والإقلاعُ عن التّدخين، وتناولُ المزيدِ من الفاكهةِ والخضروات، والمكسّرات، والحبوب الكاملة.

هل هناك حدٌ أعلى لكمّيّةِ القهوةِ الّتي يمكن تناولُها كلّ يوم؟

إذا كنت تشربُ القهوةَ لدرجةِ الإصابةِ بالارتعاش، أو المعاناةِ من مشاكلِ النّوم، أو التّوترِ وعدمِ الارتياح، فمن الواضحِ أنّكَ تتناولُ كمياتٍ كبيرةً من القهوةِ. علماً أن الأبحاثِ لم تتوصّل إلى أيّةِ آثارٍ سلبيّةٍ مُثبتةٍ حتّى الآن، حتى في حالِ استهلاكِ ما قد يصلُ إلى ستةِ أكوابٍ من القهوةِ يومياً، بمحتوى 100 ملغ كافيئين لكل كوب سعتُهُ 8 أونصات.

وقد لا يدركُ النّاس أنّ تناولَ المشروباتِ المشتقةَ من القهوة كالـ"موكا" و"الفرابيتشينو" يزيدُ من الواردِ المُستهَلَكِ من السّعراتِ الحراريّة، فيكونون عرضةً للإصابةِ بالسكري من النمط الثاني نتيجةَ عدمِ التقليل من الواردِ الغذائيّ الّذي يحصلون عليهِ في الوجباتِ الأخرى.

وعن المزيد من الفوائد للقهوة، تُشيرُ نتائجُ الأبحاث الّتي أُجريت على مدى السّنواتِ العشرةِ الماضية إلى أنّ تناولَ القهوةِ قد يقي من الإصابةِ بالنّمطِ الثّاني من داء السّكري، ومرض باركنسون، وسرطانِ الكبد. فضلاً عن أنّ تناولَ 3-5 أكوابٍ باليوم قد ارتباطَ ببعضِ الانخفاضِ في خطرِ الإصابةِ بالأمراضِ القلبيّةِ الوعائية.

لماذا إذاً يبدو العلماءُ متردّدين بعض الشيء حول ما إذا كانتِ القهوةُ مشروباً جيّداً أم سيّئاّ؟

يعتقدُ الكثير من الّناس أنّ القهوة مجرّدُ عربةٍ ممتلئةٍ بالكافيئين، لكنّها في الواقع مشروبٌ معقّدٌ جدّاً لاحتوائِها على المئاتِ من المركّبات المختلفة. ولذلك فإن شربَ القهوة يمكن أن يمتلكَ تبِعاتٍ صحيّةً متنوّعةً، قد يكون بعضُها جيّداً للصّحة وبعضها سيئاً، ولهذا السبب يتمُّ إجراءُ الدّراساتِ عن الآثارِ الصّحيّة للقهوة بشكلٍ منفردٍ قدر الإمكان، خاصّةً وأن تناولَ القهوةِ غالباً ما يترافقُ مع تدخينِ السّجائر، ونمط الحياةِ غير الصحي، كعدم ممارسةِ الرّياضةِ أو عدمِ تناولِ الغذاءِ الصحّي، وهو ما دفع العديدَ من العلماءِ إلى التردّد في آرائهم حولَها.

أحدثُ المعلوماتِ حول مخاطرِ القهوةِ أو الكافيـئين أثناءَ الحمل..

شاعَ بعض الجدلِ حول إمكانيةِ تناولِ القهوةِ أو الكافيئين وضررِ ذلك على الأجنّة. وتشيرُ بعض الأدلّةِ القويّةِ إلى أنّ تناول الكافيئين أثناءَ الحمل يمكن أن يقلّل من نمو الجنين وربما يزيدُ من خطر الإجهاض أو ولادةِ الجنين ميتاً، إذ أنّه قادرٌ على عبور المشيمة إلى جانب حساسيةِ الجنينِ المرتفعةِ للكافيئين.

استهلاك القهوة في حالة الإصابةِ بارتفاعِ ضغط الدم والسّكري والشحوم..

من المعروف أن ضغطَ الدمِ يرتفعُ عند البدء بتناول المشروباتِ الحاويةِ على الكافيئين إذا كان الشّخصُ غيرَ معتادٍ على تناولِه بشكلٍ متكرر، إلّا أن هذا الأمر لن يستمرَ لأكثرَ من أسبوعٍ من الزمن في حالِ المواظبةِ على نفسِ الكميةِ المُستهلكة، يعودُ بعدها ضغطُ الدم إلى الارتفاعِ بشكلٍ طفيف فقط، وذلك لدى الأشخاص الأصحاء، أما الأشخاص الذين يعانون من مرض ارتفاع الضغط والسكري من النمط الثاني فتبقى القهوة الخاليةُ من الكافيئين الخيارَ الأفضل لهم.

من جهةٍ أخرى، تحتوي القهوةُ على مادّةٍ تدعى Cafestol، والتي تعملُ كعاملٍ محرّضٍ على زيادةِ مستوى الكولسترولِ الضّار LDL في الدّم، ولذلك لا بدّ من أخذِ الحذرِ من قِبل المرضى الّذين يعانون من ارتفاعِ الكولسترولِ في الدم.

المصدر:

هنا