الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

هل تزيد الأطعمة المالحة عطشك أم جوعك.. سؤالٌ يجيب عنه المريخ!

استمع على ساوندكلاود 🎧

لسببٍ أو لآخر، لم تُجرى حتى الآن دراسةٌ طويلة الأمد لتحديدِ العلاقة بين كمية الملح وكمية المشروبات التي يتناولها الشخص نتيجةَ شعورِه بالعطش. إذ ظنّ العلماءُ سابقاً أنّ زيادةَ الوارد من الملح تُحرّضُ الرغبةَ بشرب المزيد من السوائل مما يؤدي إلى إطراحَ البول بشكلٍ أكبر. ولكن الباحثين استغلّوا مؤخراً مهمةَ محاكاةِ السفر إلى كوكبِ المريخ ليخضعوا هذا العُرف القديمَ للاختبار.

في البداية، ما العلاقة بين الملح وكوكب المريخ؟

لا توجد أية علاقةٍ بينهما في الواقع، إلّا أنّ الحفاظ على كل قطرة ماءٍ في في رحلات الفضاء الطويلة يعتبر غايةً في الأهمية، فلا أحد منّا يرغب بالشعور بالعطشِ على متن مركبةٍ فضائية تسافرُ بني الكواكب!

وفي تجربةٍ لمحاكاةِ هذه الفترةِ، أجريت دراسةٌ على مجموعتين من الذكور تتألّف كلٌّ منهما من عشرِ متطوعين سافروا على متنِ سفينةٍ فضائية زائفةٍ إلى المريخ. استمرّت المجموعةُ الأولى 105 أيامٍ بينما بقيَتْ الثانية أكثرَ من 205 أيام. تناولوا خلال ذلك الفترةِ حمياتٍ غذائيةً متطابقةً باستثناءِ تقديم الملح في ثلاثةِ مستوياتٍ مختلفة عبرَ أسابيع التجربة.

أكدّت النتائجُ أنّ تناول كميةٍ أكبرَ من الملح تؤدي إلى ارتفاع مستوياتِهِ في فحصِ البول – وهو أمرٌ بديهيّ. لكنّ هذه الزيادةَ لم تكن بسببِ العطشِ وما ينتجُ عنه من الشربِ الزائد كما كان يعتقدُ العلماء. بل حرّض الملح آليةً للحفاظِ على الماء في الكلى، فكان معدّل التبول أقلّ من الشخص الطبيعيّ. أي أن الملح حرّك الماء عائداً نحو الكلية.

وبحسبِ تجاربَ أخرى على الفئران، يُعتقد أنّ البولة Urea هي السببُ الرئيسي في هذه الظاهرة، إذ تتشكّلُ في العضلاتِ والكبدِ كوسيلةٍ لاستقلابِ النتروجين، فتتراكمُ في الكلية أيضاً مُعاكسةً تأثيرَ الصوديوم والكلورِ في نقلِ الماءِ إلى البول. ولأن اصطناعَها يحتاجُ الكثيرَ من الطاقة، فقد شجّع الملح الفئرانَ على تناولِ الطعامِ بكميةٍ أكبر، أي أن الفئران كانت أكثرَ جوعاً عند تناول الكمياتِ المرتفعةِ من الملح، وهو ما يتطابق مع النتيجةِ التي توصّل إليها ا الباحثون لدى البشر المشاركين في التجربة الفضائية الوهمية.

ويقول القائمون على هذه الدراسة أنّ البولةَ Urea ليست عبارةً عن إحدى فضلات الجسم كما كان معتقداً في السابق وحسب، بل تلعبُ أيضاً دوراً تناضحياً هاماً في الجسم وتساعد على نقل المياه وإعادتِها إلى داخل الجسم، الأمر الذي ينعكسُ على التوازنِ المائي في الجسم، وعلى عددٍ من الأمراض العصريةِ كضغط الدم وغيرِه من الأمراض القلبية الوعائية.

المصدر:

هنا