الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

هبوط الطاقة الرياضي عند الشابات الرياضيات وطريقة تجنبه

استمع على ساوندكلاود 🎧

يبدأُ هبوط الطاقة (أو نقصُ الطاقة) Energy Deficiency تلقائياً عند الفتاةِ الرياضية - وبدون أي مؤشراتٍ سابقة –عندما تُقحم نفسَها في تمارينَ رياضيةٍ حادةٍ فوق المعتاد للوصولِ إلى مستوى المنافسة، وذلك دون أن تُغيِّر أي شيء في نظامِها الغذائي، إذ أنَّ هذه التمارين تتطلب استهلاكاً أعلى من السعراتِ الحرارية لتلبيةِ متطلّبات التمرينِ والاستشفاء، عدا عن متطلباتِ النمو والبلوغ، و بالتالي تدخلُ الأنثى بحالةِ هبوطِ الطاقة الرياضي أو ما يُعرف اختصاراً بـ S-RED.

وقد أُطلقَ هذا المُصطلح من قِبل لجنةٍ من المختصين أثناءَ اجتماعهم المنعقدِ بإشراف هيئةِ الأولمبياد الدولية International Olympic Committee حول ما يُدعى بثالوثِ الأنثى الرياضية Female athlete triad والذي عُنيَ بالفجوةِ الحاصلةِ في مستوى الطاقةِ عندما يكون الواردُ منها غيرَ كافٍ للقيامِ بالنشاطاتِ اليوميةِ وتحقيقِ متطلبات النمو والمحافظةِ على الصحةِ والأداء في آن معاً. إذ يعتبر هذا الأمرُ شديد الأهميةِ نظراً لتأثيرِه على صحةِ العظام، والعادةِ الشهرية، ومعدّلِ الاستقلاب، وأداءِ الجهاز المناعي، وتصنيعُ البروتينات في الجسم، والجهاز الوعائي، والصحةِ النفسية. ويذكر أن هذه الحالةَ يمكن أن تصيب الذكور، إلّا أنها أكثرُ شيوعاً لدى الإناث.

يزدادُ هبوطُ الطاقةِ الرياضي RED-S بوجودِ تغييرٍ شديدٍ في العاداتِ الغذائية، إذ تتطلّبُ بعضُ الرياضات مظهراً معيناً، ووزناً منخفضاً، فتُسيءُ الشابات الرياضيّات فهمَ تلك النصائح والأنظمةِ الغذائية وهنّ في مرحلةٍ هامةٍ من عمرهنّ من حيثُ طورِ النمو والبلوغ، فيُصبح النظام الغذائي الذي يتّبِعنَه غيرَ كافٍ لتلبيةِ احتياجاتِ أجسامهنّ، خاصّةً وأنّ الرغبةَ بتناول الغذاءِ الصحي أو خسارة الوزن لأجلِ تحسين الأداء الرياضي تكون غالباً باتباع أنظمةٍ غذائيةٍ صارمةٍ والتقييد الشديد في الخيارات الغذائية.

يُذكر أن هبوطَ الطاقةِ الرياضي RED-S قد لا يكون مسبوقاً باضطرابٍ في تناولِ الطعام، بل يمكن أن يسبقه أو يتلوهُ نوعٌ من العواملِ النفسيةِ بدرجةٍ ما، ونورِد فيما يلي بعضَ التأثيراتِ الصحيةِ قصيرة وبعيدةِ الأمد لمتلازمةِ RED-S:

1- تحتل صحةُ العظام المكانةَ الأولى والأهم في هذه المرحلة، إذ يُفترضُ أن يكتملُ بناء العظام بنسبة 60-80% بعمرِ الـ 18، ولكن اتّباعَ الأنظمةِ الغذائية الصارمة والتي عادةً ما تكون فقيرةً بالكالسيوم وفيتامين D يكبحُ تلك العملية البنائية فيضعُفُ تشكُّل العظام، مؤدياً أخيراً إلى كسورٍ شعريةٍ وترققِ عظامٍ مبكرٍ.

2- من جهةٍ أخرى، فإن التأثير على الصحة الإنجابية سببٌ آخرُ للقلق، إذ يؤدي هبوط الطاقة الرياضي إلى انخفاضِ مستويات الإستروجين و تأخُّرِ العادةِ الشهرية واضطرابِ موعدها أو غيابها.

3- يزدادُ خطرُ حدوثِ التوعُّكات ويقلُّ مستوى التحمّلِ والقوةِ العضلية، كما يمكن أن تقِلّ معدلاتُ الإستجابةِ للتمارين والقدرةُ على التوازنِ والتمييز، وتزدادُ سرعةُ الانفعال والاكتئاب بصورةٍ لا يتمنّاها أي رياضيّ.

ليس من المستهجنِ أن نقولَ أن تلكَ المخاطرَ المذكورة ستضعُ صاحِبها في دوّامةٍ يصعب الخروج منها، ولا يُغفل هنا دور الآباء الذين يجب أن يعملوا على تثقيف بناتهنّ حول متطلباتِ الطاقةِ اللازمة للتمارين التي يقُمنَ بها وعلاقتِها بالتغذية الملائمة، وصحةِ العظام والعادة الشهرية، وعدم كفاءةِ التمرين عند انخفاضِ مدخولِ الطاقة، وغيرِها الكثير.

يُنصحُ الآباء بتأمين بيئةٍ داعمةٍ تُشجّع الفتياتِ على تناولِ ثلاثِ وجباتٍ رئيسيةٍ ووجبةٍ إلى ثلاثِ وجباتٍ خفيفةٍ باليوم وفقَ برنامجٍ غذائيّ منتظم، مع الحرصِ على عدمِ تخطّي أو نسيانِ أي وجبةٍ منها تحسّباً لأي خللٍ في توازن الطاقة، ويُولى اهتمامٌ خاص لوجبتَي الفطورِ والغداء، إضافةً إلى توقيتِ إحدى الوجباتِ الخفيفةِ سريعةِ الهضم قبل التمرين لتؤمن الطاقةَ اللازمة للجهدِ المرادِ بذلُه، ومن الخياراتِ المتاحة والجيدة: البسكويت الغني بالطاقة Energy bars، والحبوب، والمكسرات، والموز، والفاكهة وعصيرها، والبسكويت المالح، وشطائر زبدة الفستق والمربى.

المصدر: هنا