البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية

فئران التجارب: "لا تمسكني من ذيلي!"

استمع على ساوندكلاود 🎧

تُستخدم فئران التجارب على نطاقٍ واسعٍ في الكثير من الاختبارات، فهي كائناتٌ صغيرةٌ ولطيفة ولكنها حسّاسة أيضاً! فقد وُجد أنَّ طريقة الإمساك بها في المختبر تؤثر على نتائج الدراسات السلوكية! فهل من حلٍّ لهذه المشكلة؟

تشير دراسةٌ نُشرت هذا العام إلى أنَّ طريقة الإمساك بالفئران يمكن أن تؤثِّر على سلوكها في الاختبارات الإدراكية؛ إذ أنَّ الإمساك بالفئران باستخدام أنبوبٍ مفتوحِ الطرفين - كما يظهر في الصورة أدناه- عند نقلها إلى موقع الاختبار يجعلُها أكثر ميلاً إلى الاستكشاف خلال الاختبار بالمقارنة مع الفئران التي تُمسك من ذيلها، ما يُظهر أنّ استخدام أنبوبٍ غيرِ مُنفِّرٍ في الإمساك بالفئران يحسّنُ أداء هذه الحيوانات في الاختبارات السلوكية مقارنة بالطريقة التقليدية (الإمساك بها من الذيل) التي على الرغم من سرعتها وعدم إحداثها الألم، إلَّا أنها مُنفِّرةٌ للفئران وتسبب لها الإجهاد والقلق.

البديل الصديق للفئران:

الطريقة البديلة التي جاء بها فريق جامعة ليفربول Liverpool هي أنبوبٌ مفتوحُ الطرفين لا يُخيف الفئران ويضاهي الطريقةَ التقليديةَ سرعةً -إذا ما تدرب الباحثون على استخدامه- وهو إلى جانب ذلك غيرُ مكلفٍ وقابلٌ للتعقيم بالأوتوكلاف (جهاز يستخدم لتعقيم الأدوات المخبرية) ويشجع الفئران على التفاعل معه ومع من يحمله على عكس طريقة الإمساك من الذيل التي تثير حذر الفئران وتنفرها ممن يريد الإمساك بها.

يظهر الفيديو الموجود في هذا الرابط طريقة استخدام هذه الطريقة:

هنا

فوائد اللطافة مع فأر التجارب!

خفضُ الإجهادِ المرتبطِ بالإمساك بالفئران هو مفتاحٌ ليس فقط لصحّتها هي بل لذلكَ أهميةٌ علميةٌ أيضاً، فمن المعروف أنّ القلق في القوارض مرتبطٌ بانخفاضِ الاستكشاف، وأن زيادةَ القلق أو الإجهاد بسببِ الإمساك بها يحيدُ انتباهَ الحيوان عن اختبارٍ معيّن ويجعلُه أقلَّ قدرةً على التعلّم والقيامِ بمهامَ محدَّدة، لذا فإنَّ تجنّب ذلك باستخدام طريقة أفضل للإمساك بها، يمكن أن يُحسِّن موثوقية طيف كبير من الاختبارات السلوكية المستخدمة لفهم التعلم والذاكرة وتقييم وظائف المورثات واختبار القصور الحسي أو اكتشاف الأدوية مثلاً.

ليس ذلك فحسب، فهذه الطريقةُ تلغي الحاجة لتعويدِ الحيوان على طريقةِ الإمساك به وبيئةِ الاختبار، فالحيواناتُ غيرُ القلقةِ ستكتشفُ بيئتَها أسرعَ ما يوفّر الكثيرَ من الوقت ويزيدُ موثوقيّة الاستجاباتِ السلوكيةِ للمحفزات بحيث لا تتداخل مع القلق الناجم عن الإمساك بالحيوانات.

إذاً يُوصى بإيلاءِ أهميةٍ إلى طريقةِ الإمساك بفئرانِ التجاربِ وتحديداً في الاختبارات السلوكية لما لذلك من تأثيرٍ على الحالةِ النفسية للفأر وتفاعله مع بيئة التجربة.

المصادر:

هنا

هنا