الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

أرز الخميرة الحمراء والكوليسترول

استمع على ساوندكلاود 🎧

هل هي المرةُ الأولى التي تسمع فيها بوجود أرزٍّ غير الأرزّ الأبيض الذي نعرفُه؟ وما علاقةُ الخميرة بالأرز؟ ولماذا أصبح لونُهُ أحمر؟ قد يكون ذلك السبب في تأثيرِه على الكوليسترول.. وهو ما سنتعرّف عليه في مقال اليوم..

أرز الخميرة الحمراء أو Red yeast rice، عبارةٌ عن أرزّ مخمّرٍ بأحدِ أنواعِ الخمائر التي تُعرف باسم Monascus purpureus، الأمرُ الذي يكسبُهُ لوناً بنفسجيّاً محمرّاً.. ويستخدمُ هذا المنتجُ على نطاقٍ واسعٍ كمكمّلٍ غذائي كونهُ مادةً طبيعيةً تساعدُ على خفضِ الكوليسترول وبفعالية كبيرةٍ لا تقلّ عن الأدوية الشائعة.

تاريخياً، كان أول استعمالٍ لأرزّ الخميرةِ الحمراء في الصين سنةَ 800 ميلاديّة، وقد عُرفَ عنهُ دورُهُ في حلّ مشاكلِ المعدة، والدورة الدموية، والطحال. كما استُخدِم في المطبخ وكملوّنٍ طبيعيّ في الأطعمةِ الآسيوية. ويعودُ دورُ الأرز الأحمر هذا في خفضِ الكوليسترول إلى قدرتِه على تثبيطِ إنزيم HMG-CoA المسؤولِ عن اصطناعِه في الجسم.

وترجعُ قدرتُه التثبيطية هذه إلى احتوائه على موادَ طبيعيةٍ تُعرف باسم موناكولين Monacolin، ومنها Monacolin K الذي وُجِد أنه يعمل بشكلٍ مشابهٍ لدواء Lovastatin من الناحية الكيميائية.

وقد تم تأكيد ذلك في إحدى التجارب المجراة في الصين، والتي وُجد بنتيجتِها أن 1200 ملغ من أرزِ الخميرةِ الحمراء قد خفّضت الكوليسترولَ الكليّ، والضارَ LDL، والشحومَ الثلاثيةَ، فضلاً عن ارتفاع الكوليسترول المفيد HDL بنسبةٍ مشابهةٍ لدواء Simvastatin (Zocor) 10 ملغ وذلك لدى مجموعة من المشاركين الذين يعانونَ من ارتفاعِ نسبةِ الشحوم في الدم. ويُضاف لذلك ما يتميّز به أرز الخميرة الحمراء من انعدامِ الآثار الجانبية التي تُلحظ في الأدوية المصنّعةِ كيميائياً.

من جهةٍ أخرى، لوحظَ تفوّقُ أرز الخميرةِ الحمراء على الأدوية العشبية الصينية والمسمّاةِ جياوغولان (Jiaogulan (Gynostemma pentaphylla، إذ كان انخفاض الكوليسترول الكليّ لدى مجموعةِ الأرز الأحمر أكبر من مجموعةِ الأدوية العشبية، شأنهُ شأنَ الكوليسترول الضار LDL والشحوم الثلاثيةِ في الدم. كما ارتفعَ الكوليسترول المفيد HDL في مجموعةِ الأرز بنسبة مُبشِّرة

كما تتابَعت النتائجُ المُشابِهةُ لما ذكر آنفاً في دولٍ أخرى غيرِ الصين، ممّا ساهمَ في إقرارٍ واسعٍ المدى بفعاليةِ أرز الخميرةِ الحمراء في خفضِ الكوليسترول الكلي والضار والشحوم الثلاثية في الدم، وذلك بشكلٍ مشابهٍ للمركبات الدوائية التالية:

Pravastatin، وLovastatin، وAtorvastatin، وFluvastatin.

وتمّ تحديدُ الكميةِ اللازمةِ لإحداثِ هذا التأثير المفيد بحدود 6-10 ملغ من مادةِ Monacolin K، ومن هنا برزَت أهميةُ تحديد مستوياتِ هذا المركّب في المكمّلاتِ المتاحة في الأسواق، إذ أنها تُدرجُ عادةً كمية أرز الخميرة الحمراء وليس كمية الموناكولين الموجودةِ فيها، وهو ما تعمل إدارة الغذاء والدواء FDA على حلّهِ بشكلٍ قاطع.

يُذكر أن الآثار الجانبيةَ لأرز الخميرةِ الحمراء قد انحصرت في بعضِ الاضطرابات في البطن، والحرقة، والصداع عند بعض الأشخاص. ولا توجد أيةُ دراساتٍ تبيّنُ حدوثَ تداخلاتٍ دوائية، علماً أن بعضَ الدلائلِ تشير إلى إمكانيةِ خفص الـ Monacolin لفعاليةِ الكوإنزيم Q10، وذلك بشكلٍ مشابه لما يحدثُ عند تناول عِقار Lovastatin، لذلك يُنصحُ عند تناولِه بأخذ جرعاتٍ من من الكو إنزيم Q10.

المصدر: هنا