الموسيقا > عظماء الموسيقا

بيلا بارتوك Béla Bartók

استمع على ساوندكلاود 🎧

بيلا بارتوك Béla Bartók (1881 – 1945) واحدٌ من عظماءِ موسيقيي القرنِ العشرين. هو مؤلفٌ هنغاريّ الأصل، ويعدّ من الموسيقيين الذين لم يفهم الناس موسيقاهُم في وقتِهم، إلّا أنّه نالَ شهرةً كبيرةً بعدَ أن كتب كونشيرتو للأوركسترا.

بدأ بارتوك مسيرتَهُ الموسيقيةَ باكراً، ففي الحاديةَ عشرَ من عمرِهِ كان يعزفُ البيانو للجماهير في عروضٍ علنيّة، متضمنةً أعمالاً من تأليفِهِ حتى في تلك السنّ المبكرة. وعندما تخرّجَ من الأكاديميةِ الملكيةِ في بودابست عام 1903، كان يميل إلى الدمجِ بين نمطِ ريتشارد شتراوس، الموسيقيّ الذي ألهمَ إنتاجَهُ الموسيقيّ، وفرانز ليزت، الذي يحملُ الهوّيةُ المجريّةَ ويعكسُ بموسيقاهُ الروحَ الوطنيّةَ التي سادَت آنذاك.

بعد إنهاءِ دراستِهِ بفترةٍ قصيرةٍ، انطلق بارتوك في شراكةٍ مع المؤلّفِ زولتان كودالي Zoltan Kodaly، فعمِلا سويةً على جمعِ الأغاني الشعبيةِ في المجرِ ومناطقِ رومانيا، وأصبحُ الفضلُ يعودُ إليهِما في تعريفِ الناس على تلك الأغاني وحبّهِم لها. ولكن المؤلّفَين لم يكتفِيا بجمعِ هذه الموسيقا، بل بدآ بتقديمِها وتطويرِها، وسرعانَ ما انعكسَت روحُ الموسيقا المجريّةِ الشعبيةِ في أعمالِهما، فشكّل ذلكَ الأساسَ الذي بُنِي عليهِ أسلوبُ بارتوك الموسيقيّ سريعُ التطور.

تعتبرُ عشرينات وثلاثيناتُ القرنِ العشرين السنواتِ الأكثرَ إنتاجاً لبارتوك، وخلالَها بدأت ملامحُ موسيقاهُ بالاتّضاح، وكان لريتشارد شترواس وكلود ديبوسي مع فرانز ليزت وإيغور سترافينسكي وأرنولد شونبورغ القسطُ الأكبرُ من التأثير الذي ألهَمَ أعمالَ بارتوك اللاحقة، الأمرُ الذي أدّى بدورِه إلى خلقِ أعمالٍ فنيةٍ عظيمة، بدءاً بالتناغماتِ الصوتيّةِ والاندفاعاتِ الإيقاعيّةِ الآخذةِ للأنفاسِ في Sonata for Two Pianos and Percussion، وصولاً إلى الغنى في الحقبةِ ما بعدَ الرومانسية في الكونشيرتو الثاني للكمان.

انتقلَ بارتوك إلى نيويورك إثر اندلاعِ الحربِ العالمية الثانية، وترافقَ ذلك مع تغيّرِ أسلوبِهِ الموسيقيّ. ولكنّه لم يؤلِّف الكثيرَ من الأعمال على مدى عامَين من الزمن، حتى جاءَ قائدُ الأوركسترا Serge Koussevitzky الذي أعادَ لبارتوك تدفّق أعمالِه الإبداعيّة من خلالِ عملٍ مشتركٍ جمعهُما. وهنا ظهرَت أعمالٌ جديدةٌ كالكونشيرتو للأوركسترا، والكونشيرتو الثالثِ للبيانو، وكونشيرتو الكمان التي لم ينتهِ العمل بها للأسف.

تعودُ أهميةُ بارتوك في الموسيقا إلى 4 مجالات، هي: التأليفُ، والأداءُ، وتربيةُ الأطفالِ، وعلمُ الموسيقا الإثنيّ (أي الموسيقا العِرْقيّة). وعلى صعيد التأليف الموسيقيّ، لم يتمكّن الكثيرون من الوصولِ لما أتقَنَهُ من دمجٍ لروحِ الموسيقا الشعبيةِ في المجر مع الموسيقا السائدةِ في وقتِه. أمّا كعازفِ بيانو، فقد قدّمَ حفلاتٍ موسيقيّةً في أوروبا والولايات المتحدة مُبرزاً أهميّةَ الموسيقى المجريّةِ الحديثة. وساعدَ كمعلمٍ في تدريبِ عدّةِ أجيالٍ من عازفي البيانو. وأخيراً ساهمَ في وضْعِ أُسُسِ دراساتِ المقارنة في الموسيقى الشعبيّةِ في المجر، وكان من أوائلِ الذين درسوا ارتباطَها بالتغيّراتِ التاريخيةِ والاجتماعية.

كونشيرتو للأوركسترا التي تعدّ ضمن أفضل ما أُلّفّهُ بارتوك للأوركسترا:

كونشيرتو الفيولا لبارتوك:

Sonata for two pianos and Percussion

المصادر:

هنا

هنا