الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الأوميغا -3 تحمل أملاً جديداً لعلاج السكري من النوع الأول

استمع على ساوندكلاود 🎧

داء السكري من النوع الأول، هو اضطرابُ مناعةٍ ذاتيةٍ، يقوم الجسم فيه بمهاجمةِ خلايا بيتا البنكرياسيّةِ المسؤولةِ عن تصنيع الإنسولين، ممّا يؤدي إلى تحطيمِ تلك الخلايا ومنعِها من القيامِ بوظيفتِها، وهي لإفرازُ الإنسولين الذي يقوم بإيصالِ الغلوكوز إلى الخلايا التي تحتاجُهُ وتستهلكُهُ لإنتاجِ الطاقة. ويؤدي هذا الخلل إلى تراكمِ الغلوكوز في مجرى الدم وعدمِ قدرةِ الجسمِ على استخدامِهِ كمصدرٍ للطاقة. ويقتصر العلاجُ الحالي للسكري من النمط الأول على حقنِ الإنسولين في الجسم، في حين يبقى الهدفُ الأساسيّ للباحثين ملتفّاً حول ايجادِ حلّ لوقفِ مهاجمةِ الجسمِ لخلايا بيتا البنكرياسية أو عكسِ تلكَ العملية.

وبحسبِ بحثٍ جديدٍ منشورٍ في مجلةِ التحقيقات السريرية The Journal of Clinical Investigation فإن إضافةَ الأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 إلى النظامِ الغذائي يمكن أن تسهِم في تحسين داءِ السكري من النوع الأول، إذ تتميز أحماض الأوميغا-3 بدورٍ فعّال في وقفِ الفعالياتِ الالتهابيّةِ في الجسم. وقد اختبَرَ الفريق البحثيّ تأثيرَ هذا التعديل في النظامِ الغذائي على فئرانِ التجارب، وذلك عبرَ اختبارِ عددٍ من المؤشرات الحيوية، كقياس مستويات الإنسولين في الدم، وإجراءِ اختبارِ تحمّل الغلوكوز والإنسولين كلّ 3 أشهر، إضافةً إلى مراقبةِ التهابِ الجُزُر البنكرياسية Insulitis، والذي يعتبر عرَضاً أساسياً يُرافق داء السكري من النمط الأول.

وقد خلُصت الدراسة إلى أنّ إضافة الأوميغا-3 إلى النظامِ الغذائي للفئرانِ قد ساعدت على تحسين التمثيلِ الغذائي للغلوكوز، وانخفاضِ مستوياتِ البروتينات الالتهابية، وتراجع التهاب الجُزُر البنكرياسية، فضلاً عن ملاحظةِ علاماتٍ تدلّ على ظهورِ خلايا بيتّا جديدة لدى الفئران التي عولِجَت بالأوميغا-3. وقد امتدّت تلك النتائجُ على مدى 182 يوماً على الأقل اتّصفَت بالمحافظةِ على مستوياتِ السكر والإنسولين في الدم، وتوقفِ تطورِ المناعةِ الذاتية في الجسم، ومنعِ الخلايا اللمفيّةِ من دخولِ الجزر البنكرياسية المتجدّدة.

أخيراً، فإن بحثاً كهذا يدلّ على إمكانيةِ استخدام تطبيقات التغذية العلاجية في مداواةِ عددٍ كبيرٍ من أمراض المناعةِ الذاتية، وليس فقط السكري، إلّا أن الأمر يحتاجُ إلى مزيدٍ من الدراساتِ التأكيدية والموافقات التشريعية قبل اعتمادِ تطبيقِهِ كوسيلةٍ علاجيةٍ لهذه الأمراض المستعصية.

المصدر

هنا

الدراسة المرجعية

هنا