الطب > مقالات طبية

متلازمة التعب المزمن

استمع على ساوندكلاود 🎧

التهابُ الدماغِ النُّخاعيِّ العضليِّ أو ما يسمى متلازمةَ التعبِ المزمنِ Myalgic Encephalomyelitis/Chronic Fatigue Syndrome (ME/CSF) هو اضطرابٌ متعددُ الأنظمةِ، وغالباً ما يكونُ طويلَ الأمدِ، مع مظاهرَ مَرضيةٍ هامّةٍ تُضعفُ بشدةٍ صحةَ المرضى ورفاهيّتَهُم، بحيث يَعجزونَ عادةً عن القيامِ بأنشطتِهمُ العاديّةِ، ويلازم ما يصلُ إلى رُبعِهم المنزلَ أو يَغدو طريحَ الفِراش. ونتيجةً لذلك، فإنّ الآثارَ والتداعياتِ الشخصيةَ والاجتماعيةَ لهذا المرضِ هائلةٌ.

ما من تعريفٍ واضحٍ لهذا المرضِ، ومعظمُ المصادرِ تصفُه بأنّه اضطرابٌ عصبيٌّ متميزٌ يمكنُ أن يؤثّرَ على أنظمةٍ متعددةٍ في الجسم. وبسببِ عدمِ وضوحِ هذا المرضِ، فقد شُكِّلت لجنةٌ من قِبلِ مختلفِ جمعياتِ ومنظماتِ الصحةِ العالميةِ للقيامِ ببحثٍ أكبرَ عن هذا المرضِ. وخلُصَتِ اللجنةُ إلى وجودِ اسمٍ جديدٍ هو "مرضُ عدمِ تحمُّلِ الجُّهدِ الجهازيُّsystemic exertion intolerance disease" كما حُدِّدَتِ العواملُ المسبِّبةُ والفيزيولوجيا المَرضيةُ بدرجةٍ أفضلَ من خلالِ البحوث.

ليستِ الأسبابُ الدقيقةُ لالتهابِ الدماغِ النخاعيِّ العضليِّ مفهومةً تماماً، على الرغم من أنّ هناكَ العديدَ من النظرياتِ. ويتّفقُ معظمُ المحقّقين على أنّ هذا الاضطرابَ يَنتُجُ على الأرجحِ عن خللٍ في الجهاز المناعيِّ وفي وظيفةِ الدماغِ؛ رداً على عدوى فيروسيةٍ. وتشمل مجموعةٌ متنوعةٌ من العواملِ الإضافيةِ التي يُنظَر إليها باعتبارِها تلعبُ دوراً في المرضِ: العواملَ الوراثيةَ والبيئيةَ؛ حيث أظهرتْ بعضُ الدراساتِ أنه يحدثُ بتواتُرٍ أكبرَ بين الأقاربِ إلى الدرجةِ الثالثةِ (الاستعدادُ الوراثي). في المقابلِ، يَعتقد البعضُ أنّ العواملَ البيئيةَ تلعب دوراً أكبرَ من العواملِ الوراثيةِ. ومع ذلك، لا توجدُ أدلةٌ نهائيةٌ تربِطُ بين العواملِ البيئيةِ وبين الإصابةِ بالتهابِ الدماغِ والنخاعِ العضليِّ.

يتطلب التشخيصُ أن يكونَ للمريضِ الأعراضُ الثلاثةُ التاليةُ:

1 - خلالَ مراحلِ ما قبلَ المرضِ (بقُرابةِ ستةِ أشهرٍ أو أكثر) يحدثُ انخفاضٌ كبيرٌ أو ضعفٌ في القدرةِ على الانخراطِ ضمنَ الأنشطةِ المهنيةِ أو التعليميةِ أو الاجتماعيةِ أو الشخصيةِ، ويرافقُه التعبُ الذي غالباً ما يكونُ شديداً، ليس نتيجةَ جُهدٍ مفْرِطٍ مستمرٍّ، ولا يخفُّ كثيراً بالراحةِ.

2. الشعورُ بالتوعُّكِ بعدَ الجهدِ.

3. النومُ غيرَ المنشِّطِ.

كما يُطلَبُ واحدٌ على الأقلِّ من المظهرَين التاليَين أيضاً:

1. ضعفُ الإدراكِ.

2. عدمُ تحمُّلِ الوقوف.

هذا بالإضافةِ إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الأعراضِ التي يمكن أن تترافقَ مع المرضِ، والتي يمكنُ أن تتقلّب هي وشدَّتُها على مدى المرضِ، حتى من ساعةٍ إلى ساعة.

على الرغمِ من اختلافِ المرضى في محفّزاتِ ومظاهرِ الأعراضِ، فإنّ السمةَ البارزةَ لهذا الاضطرابِ هو أنّ أيَّ نوعٍ من المجهودِ؛ سواءٌ كان بدنياً أم معرفياً أم عاطفياً، يمكن أن يؤثرَ سلباً على هؤلاء المرضى في العديدِ من جوانبِ وظائفِهمُ البيولوجيةِ وحياتِهم، وكثيراً ما تكونُ هذه الأعراضُ حادّةً، وتستمرُّغالباً لمدةٍ طويلة.

لا يوجدُ شفاءٌ لهذا المرضِ، وتهدفُ المعالَجةُ إلى تخفيفِ الأعراضِ ومنعِ تفاقُمِها فحسْب.

المصدر: هنا