الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

التمارينُ الرياضيةُ في كبسولة!

يمتنعُ العديدُ من الأشخاصِ عن ممارسةِ التماريّنِ الرياضيةِ كسلاً أو تهاوناً أو لعدمِ إدراكِ فائدتها الحقيقية، في حين يتمنى البعضُ الحصولَ على هذه الفوائدِ بطريقةٍ أسهل من بذلِ الجهد يومياً، فماذا لو كانت جميعُ هذه الفوائد في كبسولةٍ دوائيةٍ!؟

يبدو أن هذا الحلم لم يعُد بعيداً جداً عن التطبيق على أرض الواقع، فقد تناولت أبحاثٌ جديدةٌ هذا الموضوع مُركّزةً على نوعٍ معينٍ من البروتينِات يُسمّى ميوستاتين Myostatin. وقد أظهرتِ الدراساتُ أنَّ الأشخاصَ الذيّنَ يعانونَ من السمنةِ ينتجونَ كمياتٍ كبيرةً من بروتين الميوستاتين الذي يخفّض الكتلة العضلية لديهِم، في حين يلعب كبحُ إنتاجِ هذا البروتين دوراً في تعزيزِ الكتلةِ العضليّة وظهورِ تحسنٍ واضح في أداءِ القلب وصحةِ الكلى.

ويعاني الأشخاص البدينون وذوو المستويات العاليةِ من الميوستاتين من تراجعِ قدرتِهم على التمرين، ممّا يصعّبُ بناءَ العضلاتِ لديهم، فضلاً عن المخاطرِ التي تحيط بزيادة الوزن والسمنة، والتي يمكن أن تزيدَ من خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ والسكري وارتفاعِ الكوليسترول ومقاومةِ الإنسولينِ وحدوثِ أضرارٍ للكلى.

يُذكر أن الدراسةَ أجريَت على 4 مجموعاتٍ من الفئرانِ؛ اثتنان منها ضمّتا فئراناً هزيلةً وأخرى بدينة وقادرةً على إنتاجِ الميوستاتين، واثنتان ضمّتا فئراناً هزيلة وأخرى سمينة وغيرَ قادرةٍ على إنتاج الميوستاتين. وكما كان متوقعاً نمَت الكتلةُ العضلية عند الفئران التي تمتلك مستوياتٍ منخفضةً من الميوستاتين بشكلٍ أكبر من نظيراتِها في المجموعةِ التي تنتج الميوستاتين، وذلك سواء كانت الفئران بدينةً أم هزيلة. وقد أبدَت الفئران البدينة تحسناً واضحاً على مستوى صحةِ القلبِ والأوعيةِ الدمويّةِ والتمثيلِ الغذائي، وذلك على قدرٍ مساوٍ للفئرانِ الهزيلةِ وأفضلَ بشكلٍ كبيرٍ من الفئرانِ البدينةِ القادرةِ على إنتاجِ الميوستاتين، ممّا يعطي آمالاً في الوقايةِ من الخللِ الوظيفيّ المرتبطِ بالسمنة لأمراضِ القلبِ.

أخيراً، وعلى الرّغم من أنّ هدفَ هذهِ الأبحاثِ كان الحصولَ على كبسولاتٍ تحاكي تأثيرَ ممارسةِ الرياضةِ وتقي من السمنةِ، إلا أنها قد تلعبُ دوراً إضافياً وموعوداً في الوقايةِ من ضمورِ العضلاتِ المرتبطِ ببعضِ الأمراضِ كالسرطان والإيدز وغيرها.

المصدر:

هنا

هنا

الدراسة المرجعية:

هنا