الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

مشروبٌ رياضيٌ؟ أم شطيرة همبرغر بعد التمرين؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تشتعلُ معدتُكَ جوعاً بعد أداء التمارين الرياضية الشاقةِ، فتبدو فكرةُ التهامك لشطيرةٍ من البرغر والبطاطا المقلية بدلاً من مشروبٍ رياضيٍ أمراً محبّباً لوهلةٍ، ووفقاً لما اقترحتهُ دراسةٌ جديدةٌ، فإنّ هذا ليس بالأمرِ الخاطئ طالما أنك تحصرُه بحصةٍ صغيرةِ الحجم.، فمن شأن ذلك أن يماثل المكملاتِ الغذائية في فعاليّتها من حيثُ تحفيزِ تعافي العضلات واستعادةِ العناصرِ الغذائية المُستنزفة عقبَ التدريباتِ الهوائيةِ المُجهدة.

وتُسلط نتائج هذه الدراسة الضوءَ على حقيقةِ أنّ المكملاتِ الغذائيةَ المستخدمةَ في مرحلةِ ما بعد التمرين؛ كمشروبِ غاتوريد Gatorade، وألواحِ الطاقة Energy bars (وهي مكملاتٌ شبيهةٌ بألواح الشوكولا والمكسرات، تستخدم لتزويد الجسم بالسعرات الحرارية)، يمكن أن تكونَ أكثرَ من مفرطةٍ فيما يتعلق بالفائدةِ التي تُقدّمها للرياضيين لتعافي عضلاتهم.

وفي هذه الدراسةِ، تم تطويعُ 11 شابّاً من راكبي الدراجات ذوي اللياقة البدنية المتوسطة، وطًلب منهم أن يُتمّوا تحدياً من مدّتُهُ 90 دقيقةً من ركوبِ الدراجة الثابتة، وقد صُمم التمرين بحيث يؤدي إلى استنزافِ مستوياتِ الغليكوجين Glycogen المخزّن في العضلات. يتبعُ التمرينَ 4 ساعاتٍ من الراحة، يتم خلالَها تقديمُ وجباتٍ سريعةٍ للمجموعات المختلفة، فقُدّم للمجموعةِ الأولى وجبةٌ تتضمن البرغر، والبطاطا المقلية، والبطاطا المهروسة المقلية، ومشروباً غازياً، وللمجموعةِ الثانية مزيجٌ من المكملاتِ الغذائية الخاصة بالرياضين، مثل مشروب غاتوريد Gatorade أو ألواحِ الطاقة.

يُذكر أن وجباتِ المشتركين كانت متساويةً من حيث التركيب الكيميائي العام لها، فبلغت محتوياتُها حوالي 70% كربوهيدرات، و10% بروتين، و10% دهون. وذُلب من المشاركين بعد فترةِ الاستراحة وتناولِ الوجبة الخفيفة ركوبُ الدراجة لمدةٍ زمنيةٍ تجريبيةٍ تُكافئُ قطعَ مسافةٍ قدرُها 20 كيلومتراً، وذلك لاختبارِ تأثيراتِ الحمية الغذائية على أدائهم، مع أخذ خزعاتٍ من عضلاتِ الفخذِ وعيناتٍ من الدم في أوقاتٍ مختلفةٍ من التجربة.

وجدَ الباحثون في نهايةِ التجربة أنّ استهلاكَ المشاركين للوجباتِ السريعة أو المكملات لم يُحدث فارقاً هاماً، إذ لم تبرُز اختلافاتٌ في استجاباتِ الغلوكوز والإنسولين في الدم، أو معدلاتِ إعادةِ تخزينِ الغليكوجين (والتي ترتبط بمدى جودة عملية تعافي العضلات)، فضلاً عن نقطةٍ هامّةٍ أخرى، وهي عدم وجودِ فروقاتٍ في سرعةِ أداء التمرين في الفترة الزمنية التجريبية بعد الاستراحة.

ويمعنى آخر، فإن هذه النتائج توضّح بأنّ تناولَ الوجباتِ السريعة – بالكميات الصحيحة – يمتلكُ تأثيراً إيجابياً على تعويضِ غليكوجين العضلات بعد التمرين والأداء الرياضي بنفسِ النسبة التي تؤمّنها منتجاتُ التغذيةِ الرياضيةِ ذات الكلفةِ المرتفعة، مع التأكيد على عدم الترويج للوجبات السريعة كخَيارٍ صحيٍّ، بل العملُ على توضيحِ إمكانيةِ الاعتمادِ على الحصصِ الصغيرة من فترةٍ لأخرى دون حدوثِ اختلافاتٍ معنوية في التعافي والاستشفاء.

يُذكر أن هذه النتائجَ لا تنطبقُ على الأشخاصِ ذوي اللياقة البدنية المنخفضة أو ذوي الوزنِ الزائد.

المصادر:

1- هنا

2- هنا