الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

هل يختلف تأثير الدهون المشبعة على خطر الإصابة بأمراض القلب باختلاف مصدرها؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

لطالما ارتبطت زيادةُ استهلاك الدهون المشبعة بزيادةِ خطورةِ الإصابة بأمراض القلب، ولكن هل يشملُ ذلك جميعَ أنواع الدهون المشبعةِ على حدّ سواء؟ وما هي الحموضُ الدسمة التي تعتبر أكثر خطورةً من غيرها؟ وما هي المصادرُ الغذائية المفضّلة للحصولِ على الواردِ الغذائيّ الأقل ضرراً من الدهون؟

يعلم الجميعُ أنّ زيادة الدهون المشبعة في النظام الغذائي مرتبطةٌ بارتفاع خطورة الإصابة بأمراض القلب، ولكن دراسةً جديدةً جاءت بنتائجَ مفاجئةٍ جداً، إذ كشَفت وجودَ تأثيرٍ مختلفٍ للحموضٍ الدسمة المشبعة باختلاف أنواعها، وذلك بعدَ أن حاولَت بعضُ المقالات الحديثة إبعادَ الدهون المشبعة عن ارتباطِها طويلِ الأمد بأمراضِ القلب، فهل هناك فعلاً أنواعٌ محددةٌ من الحموضِ الدسمة المشبعة التي تؤثرُ بشكلٍ أقلّ على ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

تؤلّف الزبدةُ، والجبنة، واللحوم الحمراء، ومشتقات الحليب كاملةُ الدسم، وبعضُ الدهون النباتية كزيت جوز الهند والنخيل مجموعةً من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، علماً أنها تختلف فيما بينها بنسب الحموض الدسمة المشبعة الحرة التي تحتويها، وتكون الحموض الاكثرُ تواجداً هي حمضُ اللاوريك Lauric acid، وحمض الميريستيك Myristic acid، وحمض البالميتيك Palmitic acid، وحمض الستياريك Stearic acid، ويحتوي زيتُ جوزِ الهند على النسبةِ الأعلى من حمضِ اللاوريك، بينما تذخرُ الزبدة بحمض البالميتيك بشكلٍ خاص.

تضمّنت الدراسةُ أكثرَ من 73000 امرأةً و42000 رجلاً، وقدّر فيها الباحثون تأثيرَ استبدالِ ما مقدارُه 1% من السعراتِ الحرارية اليومية القادمة من الحموضِ الدسمة المشبعة الحرة بنفسِ كميةِ السعرات الحرارية من الحموضٍ الدسمة عديدةِ عدم الإشباع Polyunsaturated fat، ووحيدةِ عدم الإشباع Monounsaturated fat، وكربوهيدرات القمح الكامل، والبروتينات النباتية.

وجد الباحثون أن زيادة تناول الحموض الدسمة المشبعة أدّت إلى زيادة خطرِ الإصابةِ بأمراض القلب بنسبة 18% مقارنةً بمن يتناولونها بكمياتٍ قليلة، وتعودُ نسبة الخطورة بشكلٍ خاص لكلٍّ من حمضِ البالميتيك وحمض الستياريك. ولوحظَ أن تناول البروتينات النباتية والدهون عديدة عدم الإشباع بدلاً عن الحموض الدسمة المشبعة الحرة وخاصّةً البالميتيك كان مفيداً في خفضِ نسبةِ الخطورة بمعدّل 11% و12% على الترتيب.

وقد جاءت هذه الدراسةُ بعد النتائج السابقة التي توصّل إليها علماءُ في العام 2003 حول تأثير الحموض الدسمة المشبعة الحرة على شحوم الدم، والتي وُجد فيها أن كلأً من الكربوهيدرات، وحمض اللاوريك، وحمض الميرستيك وحمض البالميتيك قد أدّت إلى ارتفاعِ البروتين الشحمي منخفضِ الكثافةLDL (أو ما يسمى بالكوليسترول السيء)، في حين كان تأثيرُ حمضِ الستياريك حيادياً بشكلٍ كبير.

يمكن أن ننصح الأشخاص الذين يرغبون بتخفيض خطرِ الإصابة بأمراض القلب بالتقليلِ من تناول هذه الأطعمة واستبدالِها بالدهون عديدةِ عدم الإشباع، والكربوهيدرات الموجودةِ في الحبوب الكاملة، والبروتينات النباتية.

المصدر:

هنا

الدراسات المرجعية:

1- Zong، G.، Li، Y.، Wanders، A.J.، Alssema، M.، Zock، P.L.، Willett، W.C.، Hu، F.B.، Sun، Q. Intake of individual saturated fatty acids and risk of coronary heart disease in US men and women: two prospective longitudinal cohort studies BMJ. 2016;355:i5796.

2- Mensink، R.P.، Zock P.L.، Kester، A.D.، Katan، M.B. Effects of dietary fatty acids and carbohydrates on the ratio of serum total to HDL cholesterol and on serum lipids and apolipoproteins: a meta-analysis of 60 controlled trials. Am J Clin Nutr. 2003;77:1146-55.

3- Hu، F.B.، J.E. Manson، Willett، W.C. Types of dietary fat and risk of coronary heart disease: a critical review. J Am Coll Nutr، 2001;20(1): p. 5-19.