الهندسة والآليات > الطاقة

هل يمكنُ استخدام الأجهزة الرياضية كمصدرٍ للطاقة الكهربائية؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

حسنًا، كنظرة أوليّة للموضوع، فبكل تأكيد يمكن تحويل الطاقة التي يهدرها الإنسان أثناء استخدام آلات التمارين الرياضية إلى طاقة كهربائية، حيث يلعبُ الإنسان هنا دور الوقود الذي يحرك المولّدِ وبالتالي نحصل على الكهرباء.

الأمر بسيط أليس كذلك؟

لا الأمرُ ليس بهذه البساطة وخاصةً إذا أخذنا عامل التكلفةِ بعين الاعتبار.

يقولُ الباحث في قسم الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا /أديسون كيلين ستارك/ Addison Killean Stark:

"الاستفادةُ من الطاقة المهدرة هو أمر ممكنٌ، ولكن السؤال الحقيقي هو: ما إذا كان من المنطقي أن يتم استخدام القوة البشرية، وخاصةً إذا أخذنا التكلفة المطلوبة بعين الاعتبار".

لننظر قليلًا إلى الأرقام

إنّ القيام بتمارين على الأجهزة الرياضيّة المختلفة، سواءً تلك التي تشبهُ الدراجة، أو جهاز الركض ومن ثم وصل هذه الأجهزة مع مولّد يقوم بتحويل الخرج الميكانيكي إلى كهرباء، يفيد في حرقِ عشرِ سُعراتٍ حراريّة في الدقيقة الواحدة، ويُترجَم هذا إلى 700 واط في الساعة أو ما يعادل استهلاك الطاقة في سبعة مصابيحٍ ذات ضوء جيد.

على هذا المعدّل، يستطيع الشخص الرياضي إنارة غرفة بشكل جيّد جدًا، وكما يمكن كذلك للرياضيّ المتخصص الذي يستخدم آلة التمارين لمدة ساعة كل يوم أن ينتج 21 كيلو واطٍ ساعي في الشهر، وهذا ليس رقمًا ضئيلًا حيث يُقدّر استهلاك المنزل العادي للأسرة الواحدة في الولايات المتحدة بـ 600 كيلو واط ساعي في الشهر.

هيّا بنا جميعًا إذًا لِنرتدي ثياب التدريب و لنحصل على بعض الطاقة المجانيّة، ولكن مهلًا بقيّ لدينا مشكلة وحيدة.

ما المشكلة إذًا؟

كما ذكرنا سابقًا فإن للتكُلفة كلمة الحسم في الموضوع، حيث يحذّر (ستارك) ، أنّه وقبل خلع ثياب التدريب و محاولة الحصول على ما يبدو أنه كمية معقولة من الطاقة المجانية، أن نأخذ بالحُسبان عامل تكاليف إنتاج الكهرباء بعين الاعتبار. حيثُ أن آلات التمرين ذات النوعيّة الجيّدة يصل سعرها إلى 1000 دولارٍ أو أكثر، وسيزداد السعُر مع إضافة مُعدّاتِ تحويل الطّاقة. هذه الطريقة في إنتاج الكهرباء تكّلف حوالي 65 سنتاً لكل كيلو واطٍ ساعي، وهذه التكلفة أكثرٌ بكثير من تكلفة الكهرباء المحليّة والتي قد تصل من 8 الى 15 سنتاً لكل كيلو واطٍ ساعي من قبل شركة الكهرباء المحلية. حتى لو قام مجموعة من الأشخاص الراغبين بالمشروع بالجري على مدارِ الساعة ضمن الصالة الرياضية، فلن يتمكنوا من خفض التكاليفِ أكثر من عشرِ سنتاتٍ للكيلو واط ساعي. الأرقامُ الصارخة تقول أنّ الاستهلاك النموذجي للطاقة المنزلية يتطلبّ من الشخص العمل لمدة أربعِ ساعات على الأقل يوميًا.

من شأن البطارية التي تقومُ بتخزين الطاقة وبعض الأشياء المكمّلة لهيكليّة النظام الكهربائي للمنزل أو الشبكة أن تزيد الأسعار إلى أكثر من ذلك. أيضًا علينا أن لا ننسى أن البشر يقومون بتحويل الطاقة الكيميائية (الغذاء)، إلى طاقة ميكانيكية.

يقول دكتور (ستارك): "تقديري التقريبي لتكلفة إنتاج الكهرباء لا يشمل تكلفةَ الطعام الذي يأكله الناس، وحتى لو أردت على كل حالٍ حرق تلك السُعرات الحرارية الزائدة فإنّ تكاليف توليد الكهرباء عن طريق آلة التدريب تبقى أكثر بكثير من تكاليف الطاقة المنتجة تقليديًّا"

النتيجة

عاملُ التكلفة قال كلمته النهائية، حيث يُعتبر شراء الطاقة الكهربائية من الشركات الكهربائيّة المحليّة أوفر من توليدها عن طريق آلات التمرين الرياضيّة، ولكن تبقى هذه الطريقة فعالّة عندما تكون الكهرباء غير موجودة أساسًا أو تنقطع بشكل كبير.

المصدر:

هنا