التعليم واللغات > اللغويات

هل من علاقة تربط الصدق بالشتائم؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

لطالما ارتبطَ السبابُ والشتمُ بحالة الغضب ِ أو السلوكِ الفظِّ وكلِّ ماهو سلبي.

إلا أنّ فريقاً من الباحثين وجدَ للشتائمِ جانباً إيجابياً، إذ تبيّن لهمَ أنّ الأشخاصَ الذين يميلون لاستخدامِ لغةَ السبابِ همُ الأصدقُ والأكثرُ شفافية.

وتُعرّفُ لغةُ السبابِ أنها لغةٌ فاحشةٌ تعتبر في بعض الحالات الاجتماعية غير مناسبة وغير مقبولة البتة. وغالباً ما تحتوي لغةُ الشتائمِ على إيحاءات فظةٍ تشيرُ إلى مضامينَ جنسيةٍ أو تجديفاً وتعابيراً بذيئة. وعادةً ماترتبطُ بالتعبيرِ عن مشاعرَ كالغضبِ أو الإحباطِ أوالمفاجأة.

أما عن علاقةِ لغةِ السبابِ بالصدق، فأجرى فريقٌ مكوّنٌ من عدةِ باحثين من الولايات المتحدة وبريطانيا ونيوزيلندا وهونغ كونغ سلسلةَ استبياناتٍ لتقييمِ آراءِ الناسِ حولَ لغةِ الشتمِ. كما تضمن المسحُ جمعَ بياناتِ مستخدمي شبكاتِ التواصلِ الاجتماعي.

ففي الاستبيانِ الأولِ سُئِل 276 مشاركاً عن ألفاظ الشتائمِ المفضلةِ والأكثرِ استخداماً لديهم. كما طُلِب منهم تقديرُ أسبابِ استخدامِهم لهذه الكلمات، ومن ثَمّ أُخضِع المشتركون لاختبار الكذبِ لتحديدِ ما إن كانوا صادقين، أو أنهم يستجيبون ببساطةٍ على نحوٍ يعتقدون أنه مقبولٌ اجتماعياً.

وأظهرتِ النتائجُ أنَّ أولئك ممن كتبوا عدداً أكبر من كلمات السباب كانوا على الأرجحِ أقلّ كذباً.

أما الاستبيانُ الثاني، فشملَ جمعُ بياناتِ 75 ألف مستخدمٍ لموقعِ التواصلِ الاجتماعي «فيس بوك» من مختلفِ أنحاءِ الولاياتِ المتحدةِ بغرضِ قياس استخدامهم لكلماتِ السباب في تفاعلهم الاجتماعي على شبكةِ الأنترنت.

فوجد البحث أن أولئك الذين استخدموا كلماتِ شتائمَ أكثرَ، يميلون إلى أنماطٍ لغوية كان قد اتضحَ ارتباطها بالصدقِ من خلالِ الاستبيانِ الأول. ومن ذلك، استخدامُ ضميرِ المتكلم "أنا". ويظهرُ الاستبيانُ أنّ استخدامهم لألفاظِ الشتائمِ يختلفُ باختلافِ توزعهم الجغرافي؛ فسكانُ الولاياتِ الشماليةِ الشرقية،ِ كنيوجرسي ونيويورك، يستخدمون السبابَ أكثرَ من نظرائِهم من سكانِ الولايات الجنوبية.

يرى الدكتور دافيد ستيلويل من جامعة كامبريدج وأحدُ المشاركين في البحث، أنّ العلاقةَ بين لغةِ السبابِ والصدقِ علاقةٌ دقيقةٌ وحرجة. فالشتائمُ غالباً ماتكون أمراً غير لائق، ولكنها يمكنُ أن تكونَ دليلاً على صدقِ المتكلم. فمن لا يعير انتباهًا لانتقاءِ لغةٍ أكثرَ قبولا، لا يمكن أن يكونَ انتقائيا في آرائه أيضاً.

المصدر

هنا