الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

هل يمكن للأغذية المتخمرة أن تكون مفيدة لصحتنا؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تمتلك الأطعمة والمشروبات المتخمرة شعبيةً واسعةً في العالم، ونتناول كل يومٍ أعداداً كبيرةً منها كالخضار المخللةِ، واللبن، والحليب، وبعض أنواع الشاي Kombucha. فكيف يمكن أن يؤثر هذا النوع من الأغذية على صحتنا؟

تخيّل والدتك وهي تُحضّرُ المخللات الشهية في المنزل، أو عندما تضيف كميةً من اللبن القديم كي تحول الحليب إلى لبن.. هذه هي عمليةُ التخمير التقليدية والتي تنشط أثناءها أحياءٌ دقيقةٌ مفيدةٌ تعمل على تحويل بعض المركبات من شكلٍ لآخر، فتتشكل مركبات النكهةِ الشهيةُ والأحماضُ التي تعطي المنتجات المتخمّرة طعمها المميز، كما تعمل على إغناء جهازك الهضميّ لاحقاً بالجراثيم المفيدة التي ستساعدك في هضم الأطعمة الأخرى.

يستوطن ما يقدر بحوالي 100 ترليون خلية من الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء جاعلةً إياها منزلاً خاصاً بها، فتعمل بالتآزر مع الجسم في تحديد الحالة الصحية، إذ تؤثر على عمليةِ التمثيل الغذائي، وعلى الجهاز المناعي، كما تشترك في مقاومةِ سرطانِ القولون والمستقيم، والبدانة، والسكري. وكلما كانت أعدادُ الجراثيم المفيدةِ أكبرَ من تلك الضارة، كان الشخص أقلَّ عرضةً للإصابةِ بالبدانة وبعض أنواع السرطانات. كما تساعدُ على تسهيل هضم بعض المواد وإتاحة بعض المغذيات الدقيقة (مثل الفيتامين B) بشكل أكبر وأيسر.

وقد وجد الباحثون عند دراسةِ تأثيرِ الأغذيةِ المتخمرة على مشاكلِ الأمعاء أن الحليبَ المتخمر يُخفف من أعراض متلازمةِ القولون العصبي IBS، وقد يُعزى ذلك إلى التغيرات المفيدة في جراثيم الأمعاء التي تحملُها معها الأغذية المتخمرة. ويمكنكم التعرّف على أسس التغذية المناسبة لمرضى القولون العصبي هنا كما وُجد أن استهلاك المضادات الحيوية يمكن أن يُزعج توازن الجراثيم في أمعائنا، وهنا يأتي دور الأطعمة المتخمرة التي تعمل على إعادة ذلك التوازن وتزويد الجسم بما يحتاجُه من كائناتٍ حيةٍ صديقة، وهو ما يُعرف بالبروبيوتيك Probiotics.

هل نحن بحاجة للمزيد من الأغذية المتخمرة في نظامنا الغذائي؟

إذا كنتَ تتمتع بصحةٍ جيدةٍ وتتبع نظاماً غذائياً جيداً، فلا حاجةَ لإنفاق المزيد من المالِ على شراء المنتجات المتخمّرة أو المدعّمةِ البروبيوتيك، فنظامُك الغذائي كفيلٌ بتزويدك بالكائنات الحية المفيدة التي تحتاجها. ولكن، في حالِ كنتَ ترغبُ بتجربتها، عليك أن تبدأ ببطء وتلاحظَ كيفيةَ تفاعلِ أمعائك مع هذه الإضافة الجديدة، إذ يمكن أن تسبب في البدايةِ بعضَ الغازات وانتفاخاً في الأمعاء، ولكن لا داعي للقلق إن حدثَ ذلك، فسرعان ما يعود الجهاز الهضمي ليضبط الأوضاع فورَ اعتيادِهِ على النظامِ الغذائي الجديد.

وعن كميةِ الأغذية المتخمرة اللازمِ تناولُها، فهي تختلف من شخصٍ لآخر، وغالباً ما ينصحُ خبراءُ التغذية بتناولِ حصّتين إلى 3 حصصٍ من الأغذيةِ المتخمرة يومياً. وعلى أيةِ حال، فإن الاستماعِ للجسمِ والانتباهَ لمؤشراتِه هو العنصر الأساسي، فإن كنت تعاني تلبّكاً معيّناً أو غازات في الأمعاء، فعليكَ أن تخفف من الأغذية المتخمرةِ قليلاً، مع الانتباهِ دائماً إلى كميةِ السعراتِ الحرارية المُكتَسبةِ عند تناول هذه الأغذية.

ويمكنكم قراءةُ المزيد عن البروبيوتيك:

ما هي البروبيوتيك؟ وما هي فوائدها ومصادرها؟ هنا

الفوائد الصحية المثبتة علمياً للبروبيوتيك هنا

هل تعاني من الاكتئاب؟ إذاً قد يكون اللبن وما يحتويه من بروبيوتيك علاجاً لك؟ هنا

المصدر:

هنا