الكيمياء والصيدلة > صيدلة

نسيت تناول حبة الدواء! ماذا أفعل؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينسى أكثر من 80% من المرضى في بعضِ الأحيانِ جرعةَ الدواءِ الخاص بهم، ولهذا السبب يجب على العاملين في مجال الصحة أن ينصحوا ويرشدوا مرضاهم حول ما يتوجب عليهم فعله في حال نسيانهم لتناول جرعة الدواء، إذ يعتقد المرضى أنَّ هذه الخِطَّة جزء ضروري جداً من المعلومات التي يجب أن يتلقوها عند وصف الدواء وصَرْفِه.

لماذا لا يعرف المريضُ ما يتوجب فعله عندما ينسى تناول جرعة دوائيَّة ما؟

نعلم أنَّ القِسمَ الأكبر من المرضى غالباً ما ينسون تناول جرعة واحدة من دوائهم، وبالتالي فإنَّ طلب المَشورَة والنصيحة من اختصاصي الصحة بعد هذه الحادثة أمرٌ شائعٌ جداً، إذ وجدت دراسة أمريكية أنَّه من بين 209 مرضى كان أقل من نصف المرضى قد تلقى فعلاً معلومات عن كيفية التصرف في حال نسيان تناول الدواء. ونظراً لتفهم الصعوبات حول الامتثال الأفضل لقواعد تناول الدَّواء، يجب توقع أنَّ معظم المرضى ينسون تناول جرعتهم الدوائية، وهذا يعني أنَّ إعلامهم حول ما يجب أن يفعلوه عند نسيانهم لتناول الجرعة الدوائية عند وصف وصرف الدواء لهم يشكل خطوة منطقية نحو امتثالٍ دوائيٍّ أفضل.

عملياً، لا ينبغِ أن تكون عمليَّةُ تزويدِ المريضِ بالمعلومات حول كيفيّة التصرف عند نسيان تناوله الجرعة مهمةً مرهِقةً جداً بالنسبة للصيادلة والأطباء، إذ يمكنهم الوصول بسهولة للمعلومات التي تتضمن كيفية التعامل مع نسيان تناول الجرعة الدوائيَّة، وبالتالي فإنَّ تزويد المريض بهذه المعلومات عند صَرْف ووَصْف الدواء ومناقشة المريض بها سيحضره ويهيئه لمواجهةِ حدوثِ احتمال سيء مثل نسيان تناول الجرعة الدوائية.

ما مدى أهمية نسيان تناول الجرعة الدوائية؟

من السَّهل التَعرّف على المرضى المعرّضين للخطر في الممارسة العمليّة، ويتضمن هؤلاء:

- المرضى الذين يتناولون الأدوية ذات الهامش العلاجي الضيق (أي ذوات الفرق الضئيل بين تراكيزها العلاجية والسَّامة).

- المرضى الذين يعانون من الحالات التي تتطلب محافظة مستمرة على التراكيز العلاجية الدموية (مثل الصرع، وأمراض الانصمام الخثاري التي تتطلب تناول مضادات التخثر).

أمَّا بالنسبة لمعظم المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي أو ارتفاع الكولسترول، فإنَّ نسيان تناول جرعة دوائية ما سيكون له تأثير أقل حدة.

يجب أن نُعلِم المريض عند وَصف وصَرف الدواء عن الاستراتيجيات التي يجب أن يتبعها لتقليل حدوث فرصة نسيان تناول الجرعة الدوائية ومنع تكرار الحالة في حال نسيان تناول الجرعة.

إنّ المُحدِّدَ الرئيسي للتقلبات في التراكيز في الحالةِ الثابتةِ هو معرفة العمر النصفي للدواء (الزمن اللازم لوصول تركيزه في الدم إلى النصف)، فهو مفيدٌ في حالةِ تقرير التوصيات حول ما يجب أن نفعلَ عند نسيان تناول جرعة دوائية ما. فمثلاً عند توقف تناول علاج ما، فإنَّه يستغرق من 4 إلى 5 أعمار نصفية للدواء حتى يُطرَح من الجسم بشكلٍ كاملٍ.

بشكلٍ عام، تميلُ الأدويةُ أو مستقلباتُها الفعَّالة التي تملك نصف عمر طويل لخَلقِ مشاكل أقل عندما يتم نسيان تناول جرعة دوائية مقارنةً بالأدوية ذات العمر النصفي القصير. على أي حال، لا تتعلق التأثيراتُ السريريّةُ لبَعضِ الأدوية بالعمر النصفي، ويظهر هذاً غالباً عندما يتصرف الدواء عبر آلية غير عكوسة (مثل تأثير الأسبرين Aspirin على الصفائح الدموية)، أو آلية غير مباشرة (مثل تأثير الوارفارين Warfarin على التخثر الدموي)، أو عندما يكون بشكل طليعة دواء (حيث يكون العمر النصفي للشكل الفعَّال هو المهم) أو عندما يتحول الدواء لمستقلب فعَّال يملك نصف عمر طويل.

يسبب نسيان تناول جرعات متعددة متتالية من الدواء عدد من المشاكل الإضافية، فعلى سبيل المثال، الأدوية التي تمتلك نصف عمر طويل يمكن أن تأخذ وقتاً طويلاً لإعادة تأسيس التراكيز العلاجية بعد استئناف الجرعات العادية، إلا إذا ما تمَّ إعطاء جرعات تحميل (كما في الديجوكسين Digoxin)، بينما تفقد الأدوية ذات الأعمار النصفية القليلة من تأثيرها بسرعة، كما أن الأدوية التي يكون هناك تأثيرات لجرعتها الأولى، مثل مثبطات الخميرة المحولة للأنجيوتنسين ACEIs بالمشاركة مع المدرات، قد تبدي مشاكل سريرية عندما تستأنف الجرعة الاعتيادية.

إذاً ماذا علينا أن نفعل في حال نسينا تناول الجرعة الدوائية؟

يجب قراءة النشرة المرفقة بالدواء للبحث عمّا إذا كانت تتضمن معلومات تخص هذا الموضوع. بالنسبة للعدد الأكبر من المرضى فإنَّ نسيان الجرعة الاعتيادية من الدواء لن يكون لها تأثير يذكر على نتائج العلاج. وبشكلٍ عام يجب عدم أخذ الجرعات الدوائية في وقتٍ متقاربٍ جداً أو مضاعفة الجرعة التالية. وباستثناء أدوية الصرع، الوارفارين Warfarin، الأنسولين Insulin، مانعات الحمل الهرمونية، الميتوتريكسات Methotrexate ذو الجرعة الأسبوعية، أدوية السرطان وأدوية الوقاية من رفض الأعضاء المزروعة، فإنه يمكن اتباع ما يلي:

1- إذا تذكّرت الجرعة المنسية بعد أقل من ساعتين من موعدها:

عليك تناول الدواء حالاً، فغالباً ما يكون تناول الدواء بعد ساعتين من موعده المُحدد آمناً، وإذا نسيت تناول الدواء مرَّة واحدة فقط فلا مشكلة في أن تتجاهل أي تحذير فيما يخص الجرعة المنسية (التي تناولتها بعد ساعتين من موعدها المحدد) حول تناول الدواء قبل أو بعد الطعام، ولكن في الظروف العادية عليك اتباع التعليمات والنصائح بدقة وعناية.

2- إذا تذكّرت الجرعة المنسية بعد أكثر من ساعتين:

عندها تتعلق النصيحة بتواتر تناول الدواء:

- إذا كنت تتناول دواءك مرة أو مرتين يومياً: عندها لا مشكلة في تناول الدواء طالما أنَّ الجرعة التالية لن تكون خلال ساعاتٍ قليلة قادمة.

- إذا كنت تتناول دواءك أكثر من مرتين يومياً: لا تتناول الجرعة المنسية في حال تذكرك نسيان الدواء، فالأفضل في هذه الحالة هو تجاهل الجرعة المنسية.

ماذا عن نسيان تناول مانعات الحمل الفموية عند المرأة؟

تقسَم حبوبُ مَنع الحَملِ الفمويةِ إلى حبوبِ منع حمل مختلطة (أي تحوي الاستروجين Estrogen والبروجيستيرون Progesterone) وحبوبِ منع حمل تحوي البروجستيرون Progesterone فقط، إذ تختلف طريقة التعامل مع كل منها في حال نسيان تناول الجرعة.

1- حبوبُ منع الحمل المختلطة:

إذا تمَّ نسيان تناول حبة واحدة أو حبتين من حبوب منع الحمل غير الفعَّالة (وهي عادةً 7 حبوب تكون بلون مختلف)، عندها ليس من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية لمنع حدوث الحمل، وينبغي استئناف تناول الدواء بغض النظر عن الحبوب التي تم نسيانها.

في حال نسيان تناول جميع الحبوب غير الفعالة ولم يتم البدء بعد بتناول العلبة التالية من مانعات الحمل الفموية، فيجب عليكِ البدء حالما تتذكرينها. ولكن يجب اتخاذ الاحتياطات لمنع حدوث الحمل لمدة أسبوع واحد قادم (كاستخدام الواقي الذكري condom أو الأنثوي diaphragm).

إذا تمَّ نسيان حبوب منع الحمل الفعَّالة، عندها يجب تناولها فور تذكرها وذلك خلال 12 ساعة من الوقت الذي يجب أن تؤخذ فيه عادةً. وبعدها تؤخذ الجرعة التالية والجرعات اللاحقة في الوقت المعتاد. أمَّا في حال تذكر الجرعة المنسيّة بعد أكثر من 12 ساعة، عندها قد تنقص فعالية مانعات الحمل في هذه الدورة، ويكون هناك خطورة لحدوث الحمل في حال نسيان تناول الحبوب خلال الأسبوع الأول أو في نهاية العلبة، ففي حال حصل ذلك ضمن هاتين المدتين، عليك تناول الحبة التي نسيتيها حال تذكرك لها، حتى لو اضطر بك الأمر لتناول حبتي دواء في نفس الوقت. يجب الاستمرار بتناول الحبوب في وقتها المخصص ويفضل استخدام احتياطات مانعة للحمل أخرى لمدة سبعة أيام قادمة وإذا كنت هذه الأيام السبعة تشمل القسم غير الفعال من علبة الدواء، عندها يفضل تجاهل هذا القسم والبدء بالقسم الفعَّال من علبة جديدة في اليوم التالي، بدلاً من تناول القسم غير الفعال من الحبوب.

2- مانعات الحمل الفموية الحاوية فقط على البروجسترون:

في حال تم نسيان تناول حبة المانع الفموية الحاوية فقط على البروجستيرون Progesterone لمدة ثلاث ساعات أو أكثر من موعدها المحدد، فإنَّ استخدام طرق أخرى من طرق منع الحمل يجب أن يمتد إلى 14 يوماً.

المصادر:

هنا

هنا