الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

ما العلاقة بين عدم تحمل اللاكتوز والإصابة بالسرطان؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

يشيرُ مصطلحُ عدمِ تحملِ اللاكتوز Lactose Intolerance إلى فقدان الجسم للقدرةِ على هضمِ سكر اللاكتوز (سكر الحليب) نتيجةَ افتقارِه لإنزيمِ اللاكتاز Lactase أو انخفاض الكميةِ التي ينتجُها الجسم منه، يمكن أن تُلحظَ هذه الحالة لدى الصغارِ والكبار على حدٍّ سواء، كما يمكن أن يُصاب الشخصُ بها لفترةٍ وجيزةٍ بعد الإصابةِ بالتهابِ المعدةِ والأمعاء. ويتجلّى عدمُ تحمّل اللاكتوز بعدّةِ أعراضٍ منها الإسهال، والنفخة، وشعورٌ بعدم الراحة أو الثِقل (ويمكنكم الحصول على مزيدٍ من المعلومات حول عدمِ تحمل اللاكتوز بقراءة مقالِنا السابق هنا).

في دراسةٍ جديدةٍ من جامعة Lund السويدية، وجد الباحثون أن المصابين بعدمِ تحمّلِ اللاكتوز والذين يستهلكونَ كمياتٍ قليلةً من الحليبِ ومشتقاته يكونون أقل عرضةً للإصابةِ بسرطانِ الرئة، أو الثدي، أو المبيض، ممّا يؤكّد ارتباطَ الوقايةِ من هذه السرطانات بالنظامِ الغذائيّ بشكلٍ مباشر، مع التأكيد على أن الحليبَ ليسَ عاملَ خطرٍ لهذه السرطانات.

وفي فترةٍ سابقة، وجد الصندوق العالمي لأبحاث السرطان World Cancer Research Fund والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان American Institute of Cancer Research إثرَ مراجعةٍ حديثةٍ للأدلة أنّ استهلاك مشتقاتِ الحليب يرتبطُ بسرطان الثدي. وللتحري حولَ ذلك، عملَ الفريق البحثيّ على تقصّي دورِ عدم تحمل اللاكتوز (والاستهلاك المنخفض لمشتقات الحليب) في الوقايةِ من سرطانَي الثدي والمبيض، وذلك أسوةً بما توصّل إليه العلماء من ارتباطِ استهلاكِ الحليبِ وسرطانِ الرئة بالبروتين IGF-1 (أو ما يُعرف بعاملِ النمو الشبيه بالإنسولين).

وبحسبِ الدراسةِ التي شملت قرابةَ الـ 23 ألفَ مصابٍ بعدم تحمل اللاكتوز، فإن خطرَ الإصابةِ بسرطانات الثدي والرئة والمبيض يعتبرُ منخفضاً بشكلٍ كبير مقارنةً مع غيرِ المصابين بعدمِ تحمّل اللاكتوز بغضِّ النظر عن بلد الولادة والجنس. وعلى النقيضِ، فقد كان الخطر لدى آبائِهِم وأقرِبائهم مماثلاً لعموم الناس، وهذا يُشير بشكلٍ واضحٍ إلى ارتباطِ النظامِ الغذائيّ للمرضى بانخفاضِ خطرِ إصابتِهم بالسرطان، فضلاً عن عدّةِ عواملَ أخرى مثلَ انخفاضِ السعرات الحرارية بسبب انخفاض استهلاكِ الحليب ووجود بعض العواملِ الوقائيةِ في الحليب النباتيّ يمكن أن تكون قد أسهمَت في الارتباطِ السلبيّ الملحوظ بين الحالتين الصحيّتين.

ويختتمُ الفريق بحثهُ بالتأكيد على ضرورةِ تفسيرِ هذه النتائج بحذرٍ شديدٍ، لأن الارتباط الذي توصّلوا إليه لا يعدّ كافياً لاعتبارِ العلاقةِ بين الحليب والسرطانات علاثةً سببيةً.

المصدر

هنا