الطب > مقالات طبية

رسول الموت... الجُذام

استمع على ساوندكلاود 🎧

في الأحدِ الأخيرِ من شهرِ كانون الثاني من كلِّ عامٍ، يحتفل العالمُ باليومِ العالميِّ للجُذام(7)، ويتمثل ذلك بِنشرِ الحقائقِ العلميةِ المتعلقةِ بهذا المرضِ وتَعريةِ الأخطاءِ الشائعةِ عنه عند الناسِ؛ فالأشخاصُ الذين يصابون بالسرطاناتِ مثلاً يحصلون غالباً على دعمٍ اجتماعيٍّ من ذَويهم، وربما نظر إليهم المجتمعُ نظرةَ إعجابٍ كَونَهم أشخاصاً يتحملون الألمَ ويواجهون الحياةَ رُغمَ قتامتِها، أما المصابون بالجُذام فإنهم يشعرون بالخجلِ، إن لم يكنْ بالعارِ، نتيجةَ إصابتِهم بهذا المرضِ، ويتجنبُ الناسُ الاحتكاكَ بهم خشيةَ التقاطِ العدوى، وينظرون إليهم نظرةَ اشمئزازٍ؛ فما هي حقيقةُ هذا المرض؟

الجذام Leprosy هو مرضٌ جرثوميٌّ مزمنٌ*، تسبّبُه جرثومةٌ عَصَويّةُ الشكلِ تُسمى المُتَفَطِّرةَ الجُذاميّةَ Mycobacterium leprae، وقد اكتُشفت هذه الجرثومةُ من قِبل العالمِ (هانسِن) G. A. Hansen عام 1873 - ويُسمّى الجُذامُ أحياناً بداءِ هانْسِن نسبةً إلى مكتشفِه، وذلك لتجنُّبِ المشكلاتِ الاجتماعيةِ المرتبطةِ باسمِ "الجُذام"- ويؤثر بالدرجةِ الأولى على الجلدِ والأعصابِ، وبإمكانِنا تقسيمُ المرضِ ذاتَه إلى مرحلتين؛ الأولى تتمثّل بدخولِ الجرثومةِ إلى الجسمِ وتحريضِها للجهازِ المناعيِّ، والثانيةُ تتمثّلُ بأثرِ الجهازِ المناعيِّ -الذي تمّ تحريضُه من قبل الجرثومة- وقد يكونُ هذا الأثرُ سلبياً على أنسجةِ وأعضاءِ الجسمِ، ولاسيما الأعصابُ(1). لكن كيف يحدث ذلك، وكيف ينتقلُ المرضُ إلى الإنسانِ، وما السبيلُ إلى علاجِه؟

نتعرف على ذلك في التفاصيل القادمة.

الآليّةُ الإمراضيةُ Pathophysiology:

للجُذامِ نوعان أساسيان، ويعتمد هذا التقسيمُ على نوعيةِ الاستجابةِ المناعيةِ التي يُبديها الجسمُ ردّاً على دخولِ الجراثيمِ المسبّبةِ للمرضِ إليه؛ وهذان النوعان هما: الجُذامُ الجذاميُّ والجذامُ السُّلّيُّ.

الأشخاصُ الذين لديهم استجابةٌ مناعيةٌ قويةٌ تجاهَ المتَفَطِّرةِ الجُذاميةِ يُصابون بالنمطَ السُّليَّ من المرضِ، واختبارُ الجلدِ** لديهم إيجابيٌّ.

في هذا النوعِ من المرضِ، يتأثر الجلدُ والأعصابُ المحيطيةُ ***، وتكون إصابةُ الجلدِ محدودةً (خفيفةً)، أما إصابةُ الأعصابِ فغالباً لا تُبدي أعراضاً.

الأشخاصُ الذين لديهم استجابةٌ مناعيةٌ ضعيفةٌ يُصابون بالنوعِ الجُذاميِّ من الجُذامِ، واختبارُ الجلدِ لديهم سلبيٌّ.

وهنا يكون الجلدُ مصاباً بدرجةٍ كبيرةٍ، والأعصابُ متضررةً بدرجةٍ واضحة (ولذلك فهو النوعُ الأسوأُ من المرض).

وهناك بعضُ المرضى الذين يَبدو أنّ المرضَ لديهم هو حالةٌ وسطيةٌ بين النوعين سالفَي الذِّكرِ، ويُسمى عندَها بـ "الجُذامِ الحُدودِيِّ"، (وهناك تصنيفٌ آخرُ للمرضِ يَقسمه إلى خمسةِ أنواعٍ، وهي الأنواعُ الثلاثةُ السابقةُ بالإضافةِ إلى نوعٍ وسطٍ بين الجُذامِ الحُدوديِّ والجُذامِ السُّلّي، ونوعٍ وسطٍ بين الجُذامِ الحُدوديِّ والجُذامِ الجذاميِّ).

تحتاج هذه الجرثومةُ إلى حرارةٍ تتراوح بين 27-30 درجةً مئويةً لتنموَ وتتكاثرَ جيداً، لذلك نجدُ أنها لا تصيبُ جلدَ الإبطِ (لارتفاعِ حرارتِه)، وتصيبُ الأجفانَ وصيوانَ الأذُنِ ومقدّمةَ الأنفِ (لانخفاضِ حرارتِهم)(1).

أعراضُ وعلاماتُ المرض:

الأعراضُ symptoms هي ما يُحسُّ به المريضُ، أما العلاماتُ signs فهي ما يكشفه الطبيبُ، وسببُ هذه الأعراضِ والعلاماتِ هو تأثيرُ الجرثومةِ الجُذاميةِ على الجلدِ والأعصابِ، إضافةً إلى ردِّ الجسمِ المناعيِّ عليها؛ ونميِّزُ في هذا المرضِ:

- بقعاً جلديةً تفقدُ تصبُّغَها الطبيعيَّ (أي تفقد لونَها الطبيعيَّ وتصبح باهتةً، وفي بعضِ الأحيانِ تصبح أغمقَ من اللونِ الطبيعيِّ)

لطخة جلدية فاقدة للصباغ على صدر مريض مصاب بالجذام

- نموَّ عُقَيداتٍ nodules على الجلدِ (والعُقَيداتُ هي كتلٌ خلويةٌ مرتفعةٌ تنمو على سطحِ الجلد)

- قرحاتٍ غيرَ مؤلمةٍ على راحتَي اليدين وأخمصَي القدمين (والقرحةُ هي تموُّتٌ وزوالٌ لجزءٍ من القسم السطحيِّ والعميقِ من الجلدِ – واللذان يُعرفان بالبشرةِ والأدَمة)

- خسارةَ شعرِ الحاجبِ والجفنِ.

إنّ الأعراضَ سابقةَ الذكرِ تخصُّ الجلدَ كما رأينا، أما تلك الناتجةُ عن أذيّةِ الأعصابِ فهي:

- خَدَرٌ في المناطقِ المتأثّرةِ بالجلد (فالخَدَرُ أو فقدانُ الإحساسِ ناتجٌ عن أذيّةِ العصبِ المسؤولِ عن نقل الإحساساتِ إلى الدماغ)

- ضعفُ العضلاتِ، بل وربما يصلُ الأمرُ إلى شللِها (نتيجةَ أذيّةِ الأعصابِ التي تعطي التعليماتِ العصبيةَ إلى هذه العضلات)

- أذيّةٌ للعين قد تنتهي بالعمى (خاصةً عندما تتأثرُ الأعصابُ الوجهية).

ويجدر بنا هنا أن نشيرَ إلى أنّ الخدرَ وفقدانَ حسِّ الألمِ الناتجَ عن أذيةِ الأعصابِ عند الإصابةِ بالجُذامِ لَهُوَ من أشدِّ المشكلاتِ التي يعاني منها المرضى؛ ففقدانُ الحسِّ بالألمِ يجعلُ الإنسانَ عرضةً للعواملِ المؤذيةِ من الوسطِ الخارجيِّ بشكلٍ كبيرٍ دون أن ينتبهَ لها.

وفي الحالاتِ المتقدمةِ من المرضِ، خاصةً إذا تُرِك دونَ علاجٍ فإنّ المآلَ (prognosis) السيئَ ينتظر المريضَ، الذي سيعاني من مجموعةٍ من المضاعفاتِ الخطيرةِ التي لا تُحمدُ عُقباها، وهي:

العمى

- شللُ الأطراف

- قرحاتٌ غيرُ قابلةٍ للتراجع (أي لا تُشفى)

- قِصَرٌ في الأصابعِ، وذلك لتموُّتِ الخلايا فيها وارتشافِها من قِبلِ الجسمِ (كما يبدو في الصورة أدناه)

- تشوُّهُ الأنفِ وصيوانُ الأذُن

- تضخُّمُ الأعصابِ نتيجةَ أذيّتِها (كما في الصورة أدناه)

وربما نجدُ بعضَ الأعراضِ الأخرى بما فيها الألمُ (الذي يكون غائباً في مناطقَ أخرى من الجلدِ)، وَحِسُّ الحرقةِ في الجلد(4).

تشخيص المرض Diagnosis:

يشخِّص الطبيبُ المرضَ عن طريق الحالةِ السريريةِ والفحصِ الحُكميِّ للمريضِ، فيُعاينُ الآفاتِ الجلديةَ التي ذكرناها ويختبر الإحساساتِ فيها (إحساساتِ اللمسِ والضغطِ والألمِ، والتي تكون غائبةً أو متراجعةً لدى المرضى).

وللتأكدِ أكثرَ قبلَ البدءِ بالعلاجِ، يأخذ الطبيبُ خزعةً (كتلةً خلويةً صغيرةً) من الجلدِ أو العصبِ المصابِ لدى المريضِ الذي يُشكُّ بإصابتِه بالجُذامِ، وتُرسَلُ للتحليل(6).

العلاج Treatment:

توجد عدةُ أدويةٍ يمكن استعمالُها في علاجِ السُّلِّ، لكنْ ومن بابِ زيادةِ فرصةِ المريضِ في التغلبِ على المرضِ من ناحيةٍ، ولضمانِ عدمِ تشكُّلِ مقاومةٍ من قِبلِ الجرثومةِ للدواءِ المستعملِ من ناحيةٍ أخرى، فإننا نستعملُ أكثرَ من دواءٍ معاً؛ وبشكلٍ رئيسٍ نستعمل الدابسون Dapsone والريفامبيسين Rifampicin، وقد نستعمل معهما الكلُوفازيمين Clofazimine(6).

انتقالُ المرضِ من المصابِ إلى السليم:

هذا الجزءُ من الموضوعِ يكادُ يكونُ الأهمَّ بالنسبة لجُلِّ الناسِ، فقد لا يكترثُ الإنسانُ العاديُّ -غيرُ المختصِّ بالعلومِ الطبيةِ والحيويةِ- بآليّةِ المرضِ وعلاجِه، لكنّ إمكانيةَ التقاطِ عدوىً من المريضِ ستقفز إلى الصدارةِ في أولوياتِه إذا قابلَ مصاباً بالجُذامِ أو أُصيبَ به أحدُ المحيطين به؛ فما هي طرقُ انتقالِه؟

لا يَعرفُ العلماءُ على وجهِ التحديدِ آليّةَ انتقالِ المرضِ، لكنهم يعتقدون أنه وفي أثناءِ سعالِ أو عطاسِ المريضِ فإنّ الجراثيمَ تخرجُ مع الرَّذاذِ وتنتقلُ إلى الإنسانِ السليمِ، لكنّ هذا ليس كافياً لوحدِه، بل يجب أن يكونَ هناك تماسٌّ مباشرٌ ومطوَّلٌ مع المريضِ لتَحدُثَ العدوى، ومنه نستنتج أنّ المصافحةَ والعِناقَ والجلوسَ في الباصِ وتناولَ الطعامِ مع المريضِ لا يَنقلُ المرضَ؛ كما أنّ الأمَّ لا تنقلُ المرضَ إلى جنينِها، ولا ينتقلُ كذلك في أثناءِ ممارسةِ الجنسِ.

في جنوبِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، يمكن أن ينتقلَ المرضُ من التماسِّ مع الحيوانِ المدرَّعِ Armadillos، لذلك يَنصحُ الخبراءُ بالابتعادِ عنه(5).

انتشارُ المرضِ في العالمِ والعواملُ التي تؤهِّبُ (تساعد) على الإصابةِ به:

يتفاوتُ انتشارُ المرضِ بدرجةٍ هائلةٍ بين دولِ المعمورةِ، ففي عام 2014 سُجِّلت 175 حالةَ إصابةٍ بالجُذامِ في الولاياتِ المتحدةِ؛ %85 منها لدى المهاجرين(1)، في حين سَجَّلتِ الهندُ أكثرَ من 127 ألفَ حالةٍ في العامِ نفسِه، وهما ما يشكّلُ %60 من مجملِ الإصاباتِ في العالمِ، تليها البرازيلُ بـ 26 ألفَ حالةٍ، وتشكّل هاتان الدولتان إلى جانبِ إندونيسيا وميانمار وأثيوبيا والكونغو وبعضِ الدولِ الأفريقيةِ الأخرى حوالي %95 من الحالاتِ في كلِّ العالم.

خريطة لتوزع الحالات المرضية حول العالم حيث يشير اللون الأحمر إلى أكثر من مصابَين بالجذام في كل 10 آلاف نسمةـ بينما يشير الأبيض إلى عدم وجود حالات مسجلة.

لكنْ هناكَ بعضُ الأخبارِ الجيدةِ، فتعدادُ الحالاتِ المسجَّلةِ بانخفاضٍ حولَ العالمِ، حيث بلغتِ الحالاتُ 407 آلافٍ عامَ 2004، وهَوى الرقمُ إلى النصفِ تقريباً (228 ألفاً) عامَ 2010(1) (2) (5).

العمرُ والجنسُ والعِرقُ وأثرُه على احتمالِ الإصابةِ بالمرض:

لا يوجدُ عِرقٌ معرَّضٌ للإصابةِ أكثرَ من الآخرِ، بل ينتشرُ المرضُ في المناطقِ المداريّةِ -ولا علاقةَ للعِرقِ بذلك- والرجالُ والنساءُ معرّضون لخطرِ الإصابةِ بنسبةٍ متساويةٍ (إلا في بعضِ المناطقِ حيث يَغلبُ أحدُ الجنسين على الآخرِ)، وفيما يتعلّق بالعمر فقد يحدثُ المرضُ في أيِّ عمرٍ، ولكن في البلدانِ الناميةِ فإنّ فئةَ الأطفالِ من ذَوي العشرِ سنواتٍ هم أكثرُ المهدَّدين به(1).

كيف نظرَ البشرُ إلى الجُذامِ عبرَ تاريخِ الحضارة؟

ورَدَ أولُ ذِكرٍ لمرضٍ يشبه الجُذامَ في مخطوطةٍ مصريةٍ تعود إلى عام 1550 قبلَ الميلادِ، وذكرَه الهنودُ عامَ 600 قبلَ الميلادِ، أما اليونانيون فإنه وبعد وصولِ حملةِ الإسكندرِ الأكبرِ إلى الهندِ، أُصيبَ بعضُ الجنودِ بمرضٍ شبيهٍ بالجُذام.

كان الجُذامُ على مرِّ التاريخِ كلِّه تقريباً وصمةَ عارٍ على المصابِ به، واعتُبِر من قِبلِ البعضِ عقاباً من السماءِ أو لعنةً سحريةً. وفي أوربا في العصورِ الوسطى كان على المجذومين ارتداءُ ثيابٍ خاصةٍ والمشيُ في جهةٍ معينةٍ من الطريقِ، أو حتى أنْ يربِطوا أجراساً حولَ أعناقِهم لكي ينبِّهوا الناسَ إلى وجودِهم، فيتجنّبوهم؛ لا بدّ أنه لم يكن من السهلِ أنْ يكونَ المرءُ مجذوماً في ذلك الوقت.

قناع من نيجيريا، يمثل شكل المصاب بالجذام

بقي العلماءُ جاهلين بسببِ هذا المرضِ حتى منتصفِ القرنِ التاسعَ عشرَ، حين اكتشف العالمُ هانْسِن عُصَيّةَ الجُذام.

أما من ناحيةِ العلاجِ، فإنه وحتى بعد مرورِ قرنٍ على اكتشافِ العاملِ المسبِّبِ، لم يكُنِ المرضى يتلقَّون سوى حُقنٍ من زيوتٍ مستخرجةٍ من نبتةِ الـ chaulmoogra، وقد كانتِ الحقنُ مؤلمةً وغالباً غيرَ فعالةٍ على المدى الطويل. وبعدَه بدأ استعمالُ مادةِ الـبرومين Promine التي كانت حقنُها مؤلمةً ولكنْ أكثرَ فعاليةً من سابقتِها.

نبتة الـ chaulmoogra

وبعدَ عشرِ سنواتٍ (أي في خمسينياتِ القرنِ العشرين) دخل استعمالُ الدابْسون Dapsone ومن بعدِه عدةُ صادّاتٍ حيويةٍ أخرى، مما أوصلَنا اليومَ إلى وضعٍ أمكَنَنا معه علاجُ المريض.

للأسفِ ما زالَ المرضى يعانون حتى الآن من مشكلاتٍ اجتماعيةٍ، ومن هنا تأتي أهميةُ التوعيةِ بهذا المرضِ من جهةٍ، وعلاجِه من جهةٍ أخرى، في حلِّ هذه المشكلة(8).

الحاشية:

*المرضُ المزمنُ: هو المرضُ الذي يستمر مدةً طويلةً، وغالباً ما يُقصد بهذه المدةِ أكثرَ من 3 أو 6 أشهر.

**الاختبارُ الجلديُّ: لدينا في علمِ المناعةِ ما يسمّى بالمُستَضِدِّ Antigen والضِّدِّ Antibody؛ والمستضِدُّ هو أيُّ جسمٍ (سواءٌ كان شظايا معدنيةً دخلتْ إلى الجسمِ نتيجةَ طلَقٍ ناريٍّ، أو مركبٍ كيميائيٍّ تُنتجه الجراثيمُ الغازِيةُ لجسمِ الإنسانِ، وفي بعضِ الأحيانِ يكون مادةً طبيعيةً موجودةً في الجسمِ لكنْ يعتقدُها الجسمُ في بعضِ الأمراضِ مستضِدّاً). أما الضدُّ فهو بروتينٌ تنتجه الكريّاتُ البِيضُ لكي يرتبطَ نوعيّاً (specifically) مع المستَضِدِّ (أي لا يرتبطُ سوى مع المستضدِّ تقريباً) بُغيةَ تحيِيدِه (أي إيقافِ نشاطِه) أو القضاءِ عليه. وهذا الارتباطُ يؤدي إلى سلسلةٍ من التفاعلاتِ الالتهابيةِ التي تتمثلُ في معظمِ الحالاتِ بارتفاعٍ في الحرارةِ واحمرارٍ مكانَ الجسمِ الأجنبي. وفي حالتِنا هذه –أي في مرضِ الجُذام- فإننا وللتحرّي عن وجودِه، نَحقنُ الجلدَ بمستَضِدّاتِ الجُذامِ، فإذا كان الجسمُ مصاباً بالجُذامِ فإنه يملك الأضدادَ التي تهاجمُ المستضدَّ فترتفع حرارةُ الجلدِ وتتشكل دائرةٌ حمراءُ كبيرةٌ حولَ مكانِ الحَقنِ؛ أما في حالِ لم يكنِ الجسمُ مصاباً بالجُذامِ فإنّ هذه الدائرةَ لن تتشكّلَ أو سيكونُ قطرُها صغيراً.

***الأعصابُ المحيطيةُ: يتألف الجهازُ العصبيُّ من قسمين: مركزيٌّ (وهو الدماغُ والنخاعُ الشوكيُّ) ومحيطيٌّ (هو الأعصابُ القحفيةُ التي تنشأ من الدماغِ وتتوزّعُ وتعصّبُ الرأسَ والرقبةَ، إضافةً إلى الأعصابِ المحيطيةِ التي تنشأ من النخاعِ الشوكيِّ وتُعصّبُ باقي أنحاءِ الجسم).

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا