هل تعلم والإنفوغرافيك > هل تعلم؟

السّوريّ ياسر المالح كبير كتّاب افتح يا سمسم

من مواليد 19/5/1933، حاصلٌ على ليسانس في اللّغة العربيّة من جامعة دمشق 1957 ودبلوم في التّربية وعلم النّفس أيضاً من جامعة دمشق 1958. كاتبٌ إذاعيٌّ وتلفزيونيٌّ ومسرحيٌّ وصحفيٌّ، مدرسٌ في مدارس دمشق والكويت، مقدّم برامج إذاعيّةٍ وتلفزيونيّةٍ وندواتٍ أدبيّةٍ، مؤلّف كتبٍ مدرسيّةٍ في مادّة اللّغة العربيّة، مخرجٌ مسرحيٌّ، محاضرٌ وباحثٌ أدبيٌّ، شاعرٌ وكاتب أغانٍ، ملحّنٌ، ممارسٌ هاوٍ للخطّ العربيّ. شغل منصب خبيرٍ في الإعلام التّربويّ والإعلام البرامجيّ لدى مراكز وهيئاتٍ إعلاميّةٍ ومنظّماتٍ تربويّةٍ، إضافةً إلى منظّماتٍ عالميّةٍ مثل اليونسكو واليونيسيف، حاصداً بأعماله أولى الجوائز. ساهم في إعداد المشروعات الإعلاميّة في مؤسّسة الإنتاج البرامجيّ المشترك بين الدّول العربيّة. له مقالاتٌ منشورةٌ في مجلّة المعلّم العربيّ و102 مقالاً صحفيّاً منها 52 مقالاً درامياً بأسلوبٍ جديدٍ. كما وله أغانٍ للأطفال تفوق الـ100 أغنيةً ملحّنةً وغير ملحّنةٍ. له بحوث في أثر وسائل الإعلام على الطّفل العربيّ وسبل تطويرها والأسس التّقنيّة والفنّيّة المكوّنة لعمليّة إعداد البرامج الإعلاميّة وإنتاجها لمحو الأمّيّة وتعليم الكبار والعديد من المؤلّفات والبحوث المرتبطة بموضوع التّربية.

رغم تألق المالح في عالم الصّورة لكنّ الصّوت ظلّ هو المفضّل لديه، بإيمانٍ أنّ الصّوت أكثر سحراً من الجمال المنظور، ولكلٍّ دوره. وعن هذه التّجربة يقول المالح: "أهمّ ما شغلني هو إيصال الثّقافة الفنّيّة والأدبيّة إلى الجمهور العامّ بأسلوبٍ بسيطٍ حافلٍ بالمنوّعات الآسرة. ومازالت مخاطبة الأطفال ساكنةً في أعماقي والموسيقى جزءاً من كياني، أستمع إلى كلّ قديمٍ وجديدٍ بمتعةٍ، وكثيراً ما أكون مع الجديد الذي يعيدني شاباً".. تلك الخبرة الوافرة التي قاربت العشرين عاماً نقلت الإعلاميّ البارز ياسر المالح إلى الحلقة الثّانية في مسيرته المهنيّة، وتحديداً عام 1977 بعد ترشّحه لاتّباع دورةٍ تدريبيّةٍ في نيويورك بإشراف مؤسّسة (CTW) لإنتاج مسلسل «افتح يا سمسم»، ومن خلال إشرافه على كتابة وإنتاج النّسخة العربيّة دخل بيت المواطن العربيّ ليرسم ذاكرة جيلٍ بأكمله، مخاطباً الأطفال العرب من المغرب إلى المشرق، معتبراً أنّ التّربية أساس المجتمع الصّالح والبداية كانت ومازالت بالتّقويم الصّحيح للأطفال، وهذا ما يؤكّد عليه المالح في حواراته إذ يشير: "أنا دائماً أقول أنّ الطفل هو أنا، وأكثر ما أتفاعل معه هو عالم الأطفال، وأنا مازلت وسأبقى مع الأطفال".. هذا البرنامج الذي بُثّت أولى حلقاته عام 1979 كان حافلاً بأغاني الأطفال التي تصوّر الحياة اليوميّة بكلماتٍ عربيّةٍ بسيطةٍ ولحنٍ يضفي على الكلمات جمالاً وإيقاعاً مستمداً من حركة الأطفال من خلال 390 حلقةً..

كما وعمل المالح على نشر الثّقافة والفنون وإيصالها لأكبر عددٍ ممكنٍ من الأجيال العربيّة الشّابّة، لأنّ الفنّ هو الطّريق الأقرب والأحبّ إلى نفس الطّالب والمتلقّي، وفي هذا يقول: "إنّ الفنون بمختلف مداراتها المرئيّة والمسموعة والمتحرّكة والمجسّمة والملوّنة والمتخيّلة، كلّها مستمدّةٌ من الطّبيعة الجميلة في الأرض والسّماء، والطّبيعة حولنا كل يوم تعزف سيمفونيّةً قوامها الأصوات الحيّة، وما يجري في السّماء من أشكال الغيوم السّائرة، ووميض البرق وهزيم الرّعد، وما يكون في الأفق من ألوان الشّفق والغسق. فالموسيقيّ والرّسّام وأيّ فنّانٍ لا يبدع إلّا إذا نهل من ألوان الطّبيعة وأعاد تشكيلها وفق مخيّلته. وحين ينشأ الطّفل في بيئةٍ فنّيّةٍ ويعاشر الطّبيعة، ويرى بين يديه ألواناً مختلفةً يبدأ الرّسم على ورقٍ أبيض، فإذا رسم وهو يستمع إلى موسيقى ملائمة، فإنّ لوحته السّاذجة تمثّل ذاته، ويلمح فيها إيقاع ما سمع في توزيع الألوان وانسياب الخطوط وما استقرّ في نفسه من جمالٍ وتذوّقٍ فنّيٍّ ينتقل إلى لسانه فيعبّر عن مشاعره تعبيراً جميلاً.. وهكذا يُخلق الجمال".

تلك الرّحلة الزّاخرة بالعطاء توّجها المالح بنادي الاستماع الموسيقيّ الذي حمل عنوان «أنصت.. تدخل عالم الحقيقة» الذي أسسه عام 2001 بمبادرةٍ شخصيّةٍ، بجلساتٍ موسيقيّةٍ بلغت 171 جلسةً خلال أربعة أعوامٍ ونصف، وكان الإعداد والتّقديم به عملٌ مجّانيٌّ تطوّعيٌّ.. وهكذا لم تكن مسيرة المالح معطاءةً فحسب بل كان يسعى إلى تقويم جيلٍ عبر تأمين مناخ صحيح وملائم، وهكذا تتربّى النّفس ونصنع المواطن الجميل والصالح.

في عام 2013 رحل عنَا المالح بعد أن أغلق أبواب «سمسم»، وعلّم أطفال العرب كيف يحبون لغتهم في برنامجك الأشهر "افتح يا سمسم"، كما علّم الإعلاميّين أنّ الإعلام مهنة الثّقافة والتّربية والتّعليم والتّهذيب والرّقيّ الإنسانيّ. يقول فيصل الياسريّ: "قبل 37 عاماً بدأنا ياسر المالح وأنا وآخرون بوضع صرح برنامج افتح يا سمسم حيث كان هو كبير الكتّاب وأنا كبير المخرجين والمنتجين.. حقّقنا 390 حلقةً طوال 12 عاماً.. وكان العمل مع ياسر ممتعاً وخلّاقاً ومثمراً.. وكانوا يسمّوننا ياسر والياسريّ.. خسارته كبيرةٌ لنا.. ولمن يأتي بعدنا.. كان أحد عمالقة الزّمن الجميل.. بإخلاصه وحماسه للإبداع واللّغة العربيّة والتّربية الواعية والموسيقى والشّعر.. وداعاً ياسر.. خسارتنا كبيرة وفجيعتنا مؤلمة.."

غاياته لم تكن بمكانٍ بل كانت طريقةً جديدةً في التّمعّن بالأشياء.. هكذا كانت حياة الأستاذ والإعلاميّ السّوريّ ياسر المالح في كلّ ما قدّمه حاملاً بين طيّاتها رؤاه الجديدة. فبقيمها الرّفيعة وعناوينها الدّافئة وطابعها الترثقيفي الترفيهي أسرت مؤلّفاته في كافّة مجالات الإعلام قلوب متابعيها، ناشراً الوعي والثّقافة والأصالة ورقيّ العيش على مرّ ثلاثة أجيالٍ وأكثر. ياسر المالح أنت بحقٍّ أيقونةً نحن بأمسّ الحاجة لأن تتكرّر بيننا مجدداً. رفع المالح السّتار من خلال الكلمة وإيقاع الجمال ليخطّ بقلمه ومسار نغماته ما ترتقي به الأنفس..

وإليكم الرّابط التّالي للتّعرّف على أعمال ياسر المالح بأسمائها:

هنا