الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة عدم تحمل الطعام والحساسية الغذائية- عدم تحمل الكحول Alcohol intolerance

استمع على ساوندكلاود 🎧

تحدثنا سابقاً عن العديدِ من أصنافِ الأغذيةِ المُسبّبةِ للحساسية الغذائية Food Allergy وحالاتِ عدمِ تحمّلِ الطعامِ Food Intolerance لبعضِ الأغذية، ويمكنكم التعرّف على ماهيةِ الفرقِ بين المفهومين السابقين بالضغط هنا ونكمل اليوم سلسلتنا مع نوعٍ آخرَ من أنواعِ عدمِ تحمل الطعام؛ وهو عدم تحمل الكحول Alcohol Intolerance.

إن معاناةَ الشخصِ من أعراضٍ شبيهةٍ بالحساسية بعد تناولِ الكحول أمرٌ غيرُ مألوفٍ عادةً، إلا أنّ الجسمَ يُمكن أن يُظهِرَ ردّاتِ فعلٍ مختلفة تجاهَ نوعٍ محددٍ أو أكثر من المشروبات الكحولية، ولا تتجاوزُ الأعراضُ عادةً الطفح الجلدي الطفيف.

أما عدمُ تحمّلِ الكحول فيحدث عندما لا يملك الجسمُ الإنزيماتِ المناسبةَ لاستقلابِ بعضِ المواد الموجودةِ في الكحول، إذ يزيد الكحول من نفاذيةِ الأمعاءِ ممّا يسمحُ بدخولِ مزيدٍ من جزيئاتِ الغذاءِ للجسم، ولعلّ هذا ما يُفسّرُ ردودَ أفعالِ بعضِ الأفراد تجاهَ بعضِ الأغذيةِ إثرَ تناولِها مع الكحول.

علاماتُ وأعراضُ عدم تحملِ الكحول:

احمرار الوجه، وحكة الجلد، وتفاقمُ حالاتِ الإصابة بالربو، وسيلانُ أو انسدادُ الأنف، وانخفاضُ ضغطِ الدم، والغثيان والإقياء، والإسهال .

ويبدو أنّ النبيذَ الأحمر هو السبُبُ وراء معظمِ مشاكلِ من يعانون من عدمِ تحمل الكحول، يليه الويسكي فالبيرة فغيرها من أنواعِ النبيذ، ويعود ردّ الفعل الحقيقيّ للجسم إلى المواد الكيميائية والمركبات التي تعطي المشروبَ الكحوليّ نكهتَهُ ولونَه، وليس للكحول نفسِه.

المتّهمون الرئيسون:

- الهيستامين Histamine:

يوجد في العديدِ من المشروباتِ الكحولية والنبيذِ الأحمر بشكلٍ خاص، ويمكن أن يُسبّبَ الصداعَ وانسدادَ الأنف وأعراضاً شبيهةً بالربو. كما يعاني البعضُ من عدمِ تحمّلِ الهيستامين بشكلٍ خاص بسبب عدم قدرة أجسامهم على تحطيمِهِ وتخليصِ الجسمِ منه.

- الخمائرYeasts :

ويرجّحُ أن تكون السبب وراءَ ظهورِ ردّ فعلٍ تحسسيّ أكثر من عدمِ التحمّل، وبحسبِ الدراسات فإنّ المركباتِ التي تسبب حساسيةَ الخميرةِ تتواجدُ بمستوياتٍ منخفضةٍ في المشروبات الكحولية.

- الكبريت وثاني أكسيد الكبريت Sulphites/Sulphur Dioxide :

يتواجد ثاني أكسيد الكبريت بشكلٍ خاص في معاملِ تخميرِ البيرة والنبيذ، وينتجُ عن بيروكبريتيت الصوديوم (ميتابيسلفيت الصوديوم) المستخدم في تنظيف المعدات، ويكونُ بمستوياتٍ عاليةٍ جداً خلال مرحلةِ التخمير بشكلٍ خاص، كما تعدّ الكبريتات واحدةً من 14 مادةً مسبّبةً للحساسية من المواد التي يجب التصريح بوجودِها على أغلفةِ الأطعمة الجاهزة وفي المطاعم. ويذكرُ أن شخصاً من كلّ 10 أشخاصٍ مصابينَ بالربو يعاني من حساسيةِ الكبريتات، ممّا يمكن أن يسبّبَ ردَّ فعلٍ تجاهَ المشروباتِ الكحولية (كالطفحِ الجلدي).

- المضافات Additives:

مثل التارترازين Tartrazine (ملوّن صناعي)، وبنزوات الصوديوم Sodium benzoate (مادة حافظة) اللذان يمكن أن يتسبّبا بالربو والشرى.

- مسبّباتِ الحساسية المشتقّة من النباتات:

تسبّبُ بعض المواد أعراضاً تحسسيّةً يمكن أن تنعكس على عدمِ قدرة الشخص على تحمّل الكحول، وتشملُ الموادَ المسبّبةَ للحساسيةِ والموجودةَ في الفواكه (كالعنب، والتفاح، والتوت، وجوز الهند، والبرتقال)، والمكونات المانحة للنكهة في المشروبات الكحولية (كعشبةِ الدينار)، والحبوب التي تدخلُ في صناعةِ المشروبِ الكحولي (كالشعير)، علماً أن معظمَ هذه الموادِ المسبّبةِ للأعراضِ التحسسية تتخرّبُ أثناءَ تجهيزِ الطعام.

- أحدُ المصادرِ النادرةِ الأخرى هي فطور العفن الموجودةُ في الفلّينِ المستخدمِ لإغلاقِ زجاجاتِ النّبيذِ، ولكن الحساسيةَ تجاهَ هذه الفطرياتِ تُعتبر نادرةً نسبياً.

يذكرُ أيضاً أن بعضَ الأدويةِ تتطلب تجنّبَ استهلاكِ الكحولِ أثناء العلاج، ولذلك لا بدّ من التحقّقِ من طبيبك أو الصيدلانيّ بصورةٍ دائمة. كما أنّ تجنّبَ الأطعمةِ التي تُسبّب أعراضاً تحسسيةً أو أعراضَ عدمِ التحملِ يعتبرُ الطريقةَ الأساسيةَ للسيطرةِ على الأعراضِ.

المصدر:

هنا