الطب > مقالات طبية

أيامك الأولى في الإقامة الطبية؟ لا داعٍ للخوف منها

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينتاب الخوفُ الكثيرَ منا لدى الدخولِ إلى برنامجِ الإقامةِ الطبيةِ للاختصاصِ، وهي رهبةٌ تتولّدُ من الدخولِ لأولِ مرةٍ في أجواءِ المشفى والاحتكاكِ المباشرِ مع المرضى؛ الأمرُ الذي لا تشرحُه أيةُ محاضرةٍ أو كتاب. إضافةً لافتقارِ الكثيرين منا لهذه الخبرةِ، قد يقع في نفسِ الشخصِ خوفٌ من نسيانِ ما تعلّمَه أو سوءِ تطبيقِ ما تعلمَه عبرَ سنواتِه الأكاديميةِ وخصوصاً في الحالاتِ الطارئةِ التي تستدعي التصرُّفَ السريع.

في مقالٍ نشرَه موقعُ Medscape وضعَ فيه خلاصةَ خبرةِ العديدِ من الأطباءِ على مدارِ سنواتِ عملِهم، قاموا فيه بتقديم عدةِ نصائحَ للأطباءِ حديثي التخرُّجِ والذين يستعدّون لدخولِ مرحلةٍ جديدةٍ في تعليمهم الطبّيِّ للتعامل بطريقةٍ صحيحةٍ مع فتراتِهم الأولى في هذه المرحلة. كان ملخّصُ هذه النصائحِ ما يلي:

● التعليماتُ الأساسية: أحدُ أهمِّ النصائحِ التي اتّفقَ عليها العديدُ من الأطباءِ كان تحديدُ الأولويّات. فقد ذهب البعضُ إلى ضرورةِ إشراكِ المريضِ في اتّخاذِ القرار الطبيِّ والابتعادِ عن التقاليدِ المتبَعةِ بالاعتمادِ على الأطباءِ بشكلٍ كاملٍ، كما أكدوا على ضرورةِ الاستماعِ للمريضِ والتعلُّمِ منه.

ضرورةُ إظهارِ التقديرِ والاحترامِ لطاقَمِ العملِ معك من أطباءَ مشرفين وزملاءَ هو أمرٌ مهمٌّ يذكّرُنا به المقالُ، وبالأخصِّ الطاقمِ التمريضيِّ. أشار الدكتور مارك موريس Mark Morris وهو أحدُ الأطباءِ الذين أدلَوا بنصيحتِهم بقولِه "الشيءُ الوحيدُ الذي يفصلُ بينَك وبينَ أيِّ كارثةٍ هم الممرّضون، احترمْهم، ولا تذهبْ للنومِ عند أولِ فرصةٍ تسنحُ لك، اجلسْ معهم وتحدّثْ إليهم وتعلّم، وهم سيقدّمون لك كلَّ ما تحتاج".

● الحالةُ الذهنيةُ: تُعتبر أحدَ أهمِّ النصائحِ المذكورةِ هي النصيحةُ التي قدمَتها الدكتورةُ ليزا Dr. Lisa Gobar التي أكّدت أنّ شعورَ الخوفِ الذي سينتابُك، والشعورَ بعدمِ معرفةِ أيِّ شيءٍ هو أمرٌ طبيعيٌّ، فلا داعي للقلق. فالبرنامجُ الطبيُّ الذي ستدخلُه كفيلٌ بتعليمِك طرقَ العلاجِ والتعلُّمِ الصحيح. بتقبُّلِك هذه الحقيقةَ فإنّ نسبةً قليلةً من الخوف يبقى مسموحاً بها، وعندها ستستطيعُ تجاوزَ معظمِ المواقفِ التي تتعرض لها بالتحضيرِ الجيدِ والدراسة.

أحدُ النقاطِ الفارقةِ والتي تَغيب عن البعضِ هو معرفةُ متطلباتِ وطبيعةِ الاختصاصِ الذي تدخلُه، خاصةً عندما تريد الاختيارَ بين أمرين وتكون في موقعِ حيرةٍ؛ أيُّهما الأنسبُ لك. البحثُ والسؤالُ أو حتى زيارةُ المشفى للاطّلاعِ عن قربٍ على العملِ تتيحُ لك معرفةً أكبرَ عن طبيعةِ العملِ المقْدِمِ عليه، وتضعُك في حالةٍ نفسيةٍ جيدةٍ لتقبُّلِه.

● كُن عملياً: رغم أهميةِ النصائحِ السابقةِ التي أشارَ إليها الأطباءُ، إلا أنّ البعضَ منهم ذهب إلى نصائحَ أخرى أكثرَ بساطةً وأكثرَ عمليةً، وبذلك لا تقلُّ أهميةً عن سابقاتِها. فقد نصحَ الأطباءُ بالعيشِ قريباً من مكانِ العملِ، دون الحاجةِ لإهدار الوقتِ للانتقالِ من مكانِ السكَنِ إلى البيتِ وتلافي خطرِ الوقوعِ في النومِ من التعبِ في أثناءِ قيادةِ السيارةِ عند الذهابِ إلى المنزل، كما أكدَ الأطباءُ على ضرورةِ ممارسةِ الرياضةِ؛ حتى وإن لم تكُن تمارسها من قبل، فقد آنَ أوانُ البَدءِ بها.

قِسمٌ آخرُ من الأطباءِ ذهب إلى الحديثِ عن العلاقاتِ العاطفيةِ، كما تحدثتِ الطبيبةُ آنيت هولز Dr. Annette Hulse التي ترى أهميةَ استغلالِ كلِّ فرصةٍ ممكنةٍ للتواصلِ فيها مع شريكِك، في حين يرى الدكتور جايمس هرنانديز Dr James Hernandez أنه لا يجبُ على المرءِ أن يتزوجَ أو يتطلّقَ خلالَ سنواتِ دراستِه، بما في ذلك سنين الإقامةِ للاختصاص.

● القدرةُ على تقبُّلِ ما سيأتي: الطبُّ هو التزامٌ طويلُ الأمدِ، التزامٌ مدى الحياةِ، يتطلب منّا التضحيةَ للحصول على النتائجِ، و لِكي يصلَ الإنسانُ إلى ما يصبو إليه يجب عليه أن يقدّمَ كلَّ شيءٍ على الإطلاق. لذلك ينصحك الأطباءُ بناءً على خبراتِهم بمواجهةِ كلِّ موقفٍ يصادفُك بأنْ لا جدوى من الهروبِ والتجاهلِ، فعليك أن توجِدَ توازناً عادلاً بين حياتِك وعملِك. فإن وجدتَ أنك اتّخذتَ قراراً خاطئاً بدخولِك لتخصصٍ ما، فلا تقفْ عند هذا الأمرِ ولا تكُن خائفاً من تبديلِ التخصُّصِ إلى آخرَ قد يُشعرُك بالرضا. قد لا يكونُ الأمرُ سهلاً، ولكنّ الوقوفَ عند الخطأِ وإصلاحَه ثم تجاوزَه أمرٌ ضروري.

● نصائحُ غيرُ متوقعة: بعضُ النصائحِ التي قدّمها الأطباءُ كانت مفاجئةً وغيرَ متوقعةٍ، محيطين بجوانبَ قد لا تخطرُ بذهنِك عن هذا الموضوع:

❖ أشارتِ الدكتورة ليزا غوبر Dr. Lisa Gobar إلى أهمية حمايةِ زملائك من الأطباءِ، فيجب أن لا تسمحَ لأطباءَ آخرين أو مؤسساتٍ باستغلالِك لمهاجمتِهم، فهذا الأمرُ قد يحصلُ عادةً

أكثرَ مما تتخيل.

❖ أما الدكتور نبيل ظفر Dr. Nabeel Zafar الذي أوضحَ أنّ التزاماتِ هذه المهنةِ ومتطلّباتِها معروفةٌ مسبقاً، لذلك فهو يقف ضدّ تأجيلِ أيِّ فرصةٍ للمتعة. فبدلاً من التخلّي عن الهواياتِ

والحياةِ الاجتماعيةِ خلال سنينِ العملِ، يجب على المرءِ أنْ يتعلمَ كيف يوفّقُ بينها ويقومَ بكلِّ شيءٍ يريدُه.

تعدّدتِ النصائحُ من أطباءَ كثُرٍ بما لا يسَعُه مجالٌ لذكرِها هنا، وتراوحَت من المخاوفِ الغذائيةِ إلى الانتباهِ حتى إلى طرقِ التعليمِ وعدمِ التردُّدِ في طرحِ أيِّ سؤال. إن كنتَ ترغبُ بالإطّلاعِ على هذه النصائحِ فيمكنُك زيارةُ النصائحِ المنشورةِ على موقع Medscape من: هنا

وأخيراً يجبُ أن نذكُرَ أغربَ النصائحِ التي طُرحَت وكانت من قِبلِ د.ساندرا ستيدينغر Dr. Sandra Stedinger التي تقول بأنّ الوقتَ الآنَ قد أصبح متأخراً، ولكنْ كان يجبُ عليك دراسةَ الهندسة.

المصادر:

1 - هنا