العمارة والتشييد > التشييد

التّٙوسعة الجديدة لقناة بٙنٙما

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعدُّ قناة بَنَما ميِّزة دولة بَنَما الاقتصادية، فكيف استغلت هذه الميزة وطورتها لتجعلها واحدة من أهم طرق الملاحة؟

إنَّ قناة بَنَما هي قناة صناعية تصل المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي عبر مصعد مائي يتكون من مجموعتي أهوسة (يمكنك تعرُّف القناة والأهوسة في مقالنا السابق هنا- res.com/article/8788.html ) وبينهما بحيرةٌ صناعيةٌ نتجت عن بناء سدِّ Gatun؛ وذلك لتسهيل مرور السُّفن المحمَّلة بالبضائع التجارية، واستمرَّ عمل القناة منذ أن عبرتها أول سفينة أكثر من 100 عام، وبدأ مشروع توسعة القناة عام 2007  لتُفتَتح عام 2016.

تهدف التوسعة التي كلَّفت 5.25 مليار دولار أمريكي إلى تمكين السُّفن الكبيرة post- panamax ships من التنقل بين المُحيطَين لعدم قدرتها على المرور بالقناة الرئيسة (يُطلق هذا الاسم على السفن التي تزيد أبعادها على أبعاد قناة بَنَما)، ويبلغ عرض السُّفن التي تستطيع عبور القناة القديمة 106 أقدام لا أكثر، وبالمقارنة؛ فقد كان عرض سفينة التايتانيك الشهيرة 92 قدماً.

احتاجت التوسعة إلى حفر أكثر من 50 مليون قدم مكعب على طول أكثر من 6 كيلومترات لإضافة الأهوسة الجديدة على طرفَي القناة؛ الأمر الذي سيزيد حاجة القناة لاستخدام المياه ويخلق مشكلةً في منسوب مياه البحيرة.

بُنيت مجموعتي أهوسة في التفريعة؛ مجموعةٌ على كلِّ جانب، وبكل مجموعةٍ ثلاثة أهوسة، إضافةً إلى تسعة أحواض جانبية، وتبلغ مساحةُ سطح الواحد منها مساحةٙ 25 مسبحاً أولمبياً، وتُؤمِّن هذه الأحواض المياهَ للقناة حتى في فترات انقطاع الأمطار، وتوفِّر ما يصل إلى 7% من المياه اللازمة لرفع السفن أيضاً. ونظراً إلى زيادة ارتفاع السفن التي ستمرُّ من البحيرة الصناعية؛ فقد جُرف قاع بحيرة غاتون والأقنية المتَّصلة بها لزيادة عمق المياه التي ستجري فيها السُّفن، واستُخدِمت الحصويَّات الناتجة عن الحفر في خرسانة الأهوسة.

تعمل التوسعة بالميكانيكية نفسها التي تعمل بها القناة الأصلية لكنها تختلف عنها، إضافة إلى أحواض المياه الجانبية لِبوابات الأهوسة؛ إذ إنَّ البوَّاباتُ في القناة الأصلية هي بواباتٌ خرسانيةٌ يبلغ وزن الواحدة منها قرابة 700 طن تُفتح عن طريق الدَّوران حول محورٙي مِصراعيها الجانبيَّين، وهي متوازنة لدرجةِ أنَّ المصراع الواحد يُفتَح بواسطة مُحرِّك بقوِّة 25 حصاناً كالذي يُستخدم في أية آلة عادية كانت في أحد الأيام إلى جانب الأحواض الأكبر كتلة خرسانية على وجه الأرض.

في حين أنَّ البوَّابات المُستخدمة في التوسعة هي 16 بوابة معدنية تتراوح أوزانها بين 1900-4300 طن، والتي صُنِعت في إيطاليا ثم نُقِلت إلى بٙنٙما في أمريكا الوُسطى بتكلفة بلغت 547.7 مليون دولار، وأبعادها 58.7×34.7×10 مُقدَّرة بالمتر، وتُفتح البوَّابات الجديدة -بعكس بوابات القناة الأصلية- بالانزلاق على سكك تحتها.

TEU: وحدة لقياس سعة السفينة من البضائع المحمولة؛ إذ إنَّ:

1TEU = 20 حاوية شحن قياسية (20 قدماً طول و8 أقدام ارتفاع).

DWT: تقيس الكتلة التي تستطيع السفينة حملها دون وزنها.

تُعدُّ القناة الميِّزةَ التي تملكها بَنَما عن الدول الأخرى؛ إذ إنها كالنفط أو أفضل من النفط حتى، وقد عرف مواطنو بَنَما أهميتها وصوَّتوا عام 2006 على رصد مبلغ 6 مليارات دولار لتحديثها، لتصبح بذلك دولة بَنَما مركز أمريكا الوسطى الحيوي.

أعرض وأسرع وأكثر أمناً:

عند افتتاحها عام 1914؛ عُدَّت قناة بَنَما أُعجوبة، أما الآن؛ فهي معبرٌ ضيقٌ تصطفُّ السفن لأيام بانتظار دورها في العبور، وقد تتجاوز أبعادُ السُّفن أبعادَ القناة فلا تستطيع حتى العبور، وهنا كانت التوسعة التي أمَّنت أهوسةً أكبر لتسمح بمرور سفنٍ أكبر، وتجاوزت تكلفتها خمسة مليارات دولار وافتُتِحت عام 2016.

الاختلافات عن القناة القديمة:

١- أحواض تخزينٍ جانبيةٍ تملأ أحواض الأهوسة، وتُعيد استخدام 60% من المياه.

٢- بواباتٌ منزلقةٌ تُفتَح إلى فراغاتٍ جانبيةٍ خارج الحوض؛ ما يُسهل صيانتها.

٣- زوارق سحب تسحب السُّفن إلى الأماكن المحدَّدة مُستبدِلةً بذلك مناورات معقَّدة ومُكلفة لإيصال السفن إلى الأحواض باستخدام قاطرات بريَّة.

التكيُّف مع سفنٍ أكبر:

وهي سفن تحمل ما قد يصل إلى 13 ألف حاوية بضائع؛ وهي التي تُسمَّى بالـ post-panamax وتمتلك سعة شحنٍ أكبر مرتين ونصف من السُّفن التي تمرُّ من القناة القديمة.

ميكانيكية العمل:

تُنقل السُّفن عبر الأهوسة من منسوبٍ إلى آخر بواسطة ملء الأحواض وإفراغها؛ فعندما تصل المياه إلى المنسوب نفسه في حوضين متجاورين؛ تُفتَح البوَاابات بينهما لتعبر السفينة.

بإمكانكم الاستمتاع بمشاهدة فيديو يظهر مراحل الإنشاء للتوسعة الجديدة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا