التعليم واللغات > اللغويات

بطيء الكلام أو سريع الكلام؟ النتيجة واحدة

استمع على ساوندكلاود 🎧

هل سبقَ ووصفتَ حديثَ أحدهِمْ بالسَّريعِ أو البطيء؟ ما المزعجُ بالأمر؟ هل يوصلُ بطيءُ الكلامِ معلوماتٍ أقلَّ من سريعِ الكلام؟ في دراسةٍ حديثةٍ أُثبِتَ أنِّهُ وباختلافِ سرعةِ كلامنا، ننقلُ نفسَ القدرِ منَ المعلوماتِ خلالَ مدةٍ زمنيةٍ محددة.

الهدفُ من الكلام، هو التواصل فإن كان الكلامُ سريعاً لا يعني بالضرورة أن عمليةَ التواصل تكون أسرع.

نتائجُ هذه الدراسة أظهرتْ أنَّنا ننقلُ القدرَ ذاتَهُ منَ المعلوماتِ سواءً كُنَّا من سريعي الكلام، أم من بطيئي الكلام.

فقد وجدتْ الدراسةُ أنَّ أولئكَ الذين يتكلمون بسرعة، يستخدمونَ كلماتٍ شائعةٍ وتركيبَ عباراتٍ أبسط، مقارنةً معَ بطيئي الكلامِ الذين يستخدمونَ كلماتٍ أكثرَ نُدرَةً وغيرَ متوقعةٍ وبصيغٍ أكثرَ تعقيداً.

بمعنى نظري، أنَّ استخدامَ كلماتٍ غيرَ شائعةٍ تنقلُ معلوماتٍ معجميةٍ بشكلٍ أكبرَ في حينِ أنَّ استخدامَ عباراتٍ أكثرَ تعقيداً كالمبني للمجهول، ينقلُ معلوماتٍ إعرابيةٍ بشكلٍ أكبر.

قامت الدراسةُ على تحليلِ مجموعتين مستقلتين من بياناتِ محادثاتٍ حيثُ احتوتِ المجموعةُ الأولى على 2400 محادثةٍ هاتفيةٍ والثانيةُ على 40 مقابلةٍ مطولةٍ أي شملتِ البياناتُ في المجموع حديثَ 398 شخصاً.

قام ديفيد كوهين مؤلفُ الدراسةِ من جامعة براون الأمريكية بإجراءِ عدةِ قياساتٍ لتحديدِ معدلِ المعلوماتِ لكلِّ متكلم، كتحديدِ كمِّ المعلوماتِ المعجميةِ والإعرابية التي يتمُّ نقلُها عبرَ مدةٍ زمنيةٍ محددةٍ ومعدلُّ الكلامِ ومقدارُ ما يقولهُ المتكلمُ في ذاتِ المدة. كما قامَ بمقارنةِ المدةِ التي يستغرقها الأشخاصُ لقولِ كلِّ كلمةٍ وسطياً مقابلَ المدةِ التي يتطلبها متحدثٌ معين. بالإضافةِ لقياسِ عددِ المراتِ التي يستخدمُ فيها الشَّخصُ صيغةَ المبني للمجهول مقارنةً مع المبني للمعلوم.

كما وأُخِذَ العمرُ والجنس، بالإضافةِ لمعدلِ كلامِ الطرفِ الثاني للمحادثة بعين الاعتبار.

فمن تحليلِ بياناتِ المجموعتين ودراسةُ كلٍّ من البُعدين المعجميّ والإعرابي لحديثِ المتكلمين تبين أنَّهُ كلَّما تسارعت وتيرةُ الحديثِ كلَّما قلَّ معدل المعلومات التي يتم نقلها.

هذا وقد وجدت الدراسةُ أنَّ جنسَ المتكلمِ لهُ دورٌ في اختلافِ معدلِ المعلوماتِ المنقولةِ خلال الحديث. حيثُ ينقلُ الرجالُ معلوماتٍ أكبرَ منَ النساءِ عند التكلم بنفسِ معدلِ الكلامِ.

لكن كوهين يفترض أنَّ هذا الاختلافُ بمعدل نقل المعلومات بين الجنسين يعودُ لأنَّ النساء تميلُ للتأكدِ من فهم المستمع لما تقوله فتقومُ باستخدامِ قنواتِ تواصلٍ خلفيةٍ، أي أنهنَّ يلجأن لاستخدام تلميحاتٍ فعليةٍ كقول "ها؟" ليتأكدوا من فهمِ الطرف الأخر للمعلومات.

بياناتُ الدراسةِ تتفقُ مع فرضيةِ أنَّ مُعدلُّ سرعةِ الكلام عموماً يحدد طريقة اختيارِ الأشخاصِ للكلماتِ وطريقةُ بنائِهم للجُمل. أي كلما تسارع الحديثُ بَسُطَت العباراتُ والكلمات، والعكس صحيح.

يمكنُ القولُ بعبارةٍ أخرى، أنَّ طريقة كلامِ الشخصِ وأسلوبه في الشرح يرتبطان بمدى سرعته في الحديث.

المصدر:

هنا