الموسيقا > سلسلة الأوركستراهات العالمية

أوركسترا راديو بافاريا السيمفونية

استمع على ساوندكلاود 🎧

احتلّت أوركيسترا راديو بافارايا السيمفونيةُ المرتبةَ السادسةَ كأفضلِ أوركيسترا في العالم، وذلك تبعاً لـ"غرامفون Gramophone" عن العام 2008. كما حقّقت المرتبةَ الرابعةَ كأفضلِ أوركيسترا عالميةٍ في المجلّةِ الموسيقيّةِ اليابانية Mostly Classic عامَ 2010.

تأسّست أوركيسترا راديو بافاريا السيمفونيةُ عامَ 1949 وتعاقَبَ على قيادتِها خمسةُ قادة أوركيسترا فقط وهم:

يوجِن يوخُم Eugen Jochum بين عامَي 1949 و1960.

رافاييل كوبيليك Rafael Kubelík بين عامَي 1961 و1979.

السير كولِن دايفيس Sir Colin Davis بين عامَي 1983 و1992.

لورين مازيل Lorin Maazel بين عامَي 1993 و2002.

ماريس جانسونز Mariss Jansons منذ العام 2003 وحتى الوقت الحاضر.

وبما أنّها أوركيسترا راديو، فإنّ أيّ فرقٍ طفيفٌ تسهلُ ملاحظتُهُ عند استخدامِ السّماعاتِ، لذا يتوجّبُ على كلِّ موسيقيّ أنّ يكون عاليَ التقنية ودقيقاً في كلّ علامةٍ يعزِفها.

انتقلَت الأوركيسترا بعد تأسيسِها بفترةٍ قصيرةٍ من قِبل يوجن يوخُم Eugen Jochum عامَ 1949 إلى الشهرةِ العالمية، واستمرّت تلك الشهرةُ بالاتّساع وازدادَت قوّتُها عبرَ نشاطاتِها الكثيفةِ في الجولات، ويعودُ الفضلُ في إنجازاتِ الأوركيسترا وطيفِها الصوتيّ إلى تفضيلاتِ البرامجِ التي وضعها قادةُ الأوركيسترا الذين تعاقبوا على قيادتِها فضلاً عن مرونةِ عازفيها وقوة أدائهم المنفرد.

ويُعرف عن الأوركيسترا تراثُها العريقُ في تعزيزِ ورعايةِ الموسيقى الجديدة، وذلك عبرَ ظهورِها المشترَكِ في عروض Musica viva الشهيرةِ بتوجّهاتها المستقبلية، والتي تأسّسَت عامَ 1945 من قِبل كارل أمادوس هارتمان Karl Amadeus Hartmann، لتكونَ مساهماتُها تلكَ من أهمِّ الأعمالِ التي التزَمت بها منذ بداياتها.

وقد شهدَ جمهورُ ميونخ في هذهِ العروضِ أداءً أسطورياً لأعمالٍ معاصرةٍ، وقف فيها قادةُ المايسترو بأنفُسِهم على منصّةِ الأوركيسترا، ومنهم Igor Stravinsky، وDarius Milhaud، وPaul Hindemith، وPierre Boulez، ولاحقاً في فتراتٍ أحدث Karlheinz Stockhausen وMauricio Kagel وLuciano Berio وPeter Eötvös.

سعَت الأوركيسترا في السنوات الأخيرة إلى التوجّهِ نحو مقارباتٍ جديدة تجاهَ الموسيقى القديمة، فأصبحت تتعاون بصورةٍ منتظمةٍ مع خبراءَ مختَصّين في التدرُّبِ على الأداءِ التاريخيّ من أمثالِ Thomas Hengelbrock وNikolaus Harnoncourt وTon Koopman. كما تركَ العديدُ من مشاهيرِ قادةِ الأوركيسترا آثاراً لا تُمحى في ماضي هذه الفرقة. ويُشاركُ اليوم على منصّةِ عروض الأوركيسترا في ميونِخ عدد من الشركاء المهمّين مثل Bernard Haitink وDaniel Harding وAndris Nelsons وغيرُهم. فضلاً عن كونِها الأوركيسترا الوحيدةُ في ألمانيا التي تعاونَ معها Leonard Bernstein بشكلٍ منتظمٍ عبر سنواتٍ طويلة.

إلى جانبِ العروضِ العديدةِ والتسجيلاتِ في ميونخ وغيرِها من المدنِ الواقعةِ في مدى بثِّ المحطة، تُعدُّ جولاتُ العروضِ المُكثّفةِ جزءاً أساسياً من عملِ الأوركيسترا وبرنامجِها اليوميّ. فقد قامَت بجولاتٍ في كلّ المدنِ الأوروبية، إضافةً إلى آسيا وكلٍّ من أمريكا الشماليةِ والجنوبية. كما تقوم تؤدّي عروضاً منتظمةً في صالة كارنيغي في نيويورك، وصالةِ العروضِ العالميةِ في العواصمِ الموسيقيةِ في اليابان. وتشغلُ بقيادةِ المايسترو Mariss Jansons موقعَ الأوركيسترا الدائمة في مهرجان الفصح في لوسيرن منذ العام 2004 وحتى اليوم.

تتميز هذه الأوركيسترا بتشجيعِ الموسيقيّينَ الصاعدينَ والجُدُد، فتُرافقُ العازفينَ اليافعين في الجولاتِ النهائيةِ لمسابقةِ الموسيقا العالمية ARD، فضلاً عن مرافقةِ الفائزينَ في العرضِ الختاميّ. وقد واظبَت الأوركيسترا منذ تشرينَ الأول عامَ 2001 على تقديمِ عملٍ تعليميٍّ قيّمٍ يهدُفُ إلى تجهيزِ الموسيقيّينَ اليافعينَ لحياتِهِم المهنيّةِ اللاحقةِ، لتُنشِئ بذلك جسراً متيناً بين التعليمِ والنشاطِ المهنيّ. كما تحرصُ على إيلاءِ الاهتمامِ الكافي لبرنامجها التشجيعيّ الخاصِ بالشباب، والذي يضمّ نشاطاتٍ مختلفةً صُمّمَت لإنشاءِ جيلٍ يافعٍ أقربَ إلى الموسيقا الكلاسيكيّة.

يتشابكُ تاريخُ الأوركيسترا بعمقٍ وقوة مع أسماءِ القادةِ السابقين الذين عملوا في الوقت ذاتِهِ كقادةٍ لكورالِ بافاريا، فالمؤسس يوجِن يوخُم Eugen Jochum قد بنَى الأوركيسترا بالكاملِ من موسيقيّين عالِييْ المستوى، ورسّخَ سمعتَها العالميةَ عبرَ أولى جولاتِها الأجنبيةِ. كما كرّسَ اهتماماً خاصاً لأداءِ موسيقى القُدّاسات.

أما رافاييل كوبيليك Rafael Kubelík، فقد بقيَ على تواصلٍ مع الأوركيسترا كمايسترو ضيفٍ حتى بعدَ انقضاء مدة قيادتِه الرسميّةِ لها. وقد كان له الدور الأكبرُ في توسيعِ أعمالِ الأوركيسترا لتشملَ مؤلّفين كنَسيّين مثل Smetana وJanáček وDvořák. كما كان أولَ من يقودُ حلقةً مسجّلةً لغوستاف ماهلر Gustav Mahler مع أوركيسترا ألمانية. تميزت حقبتُه بكونِها إحدى أكثر الحِقب إثماراً في تاريخ المجموعة وذلك بفضلِ مقاربتِهِ العاطفيّةِ المندفعة للموسيقى والتي حظيَت بقلوبِ جميع الموسيقيين.

كان من المقرّر أن تنتقل قيادةُ الأوركيسترا إلى كيريل كوندراشين Kyrill Kondrashin، ولكنّه موتَه المفاجئ جعلَها تنتقلُ إلى السيد كولنِ دايفيس Sir Colin Davis، الذي أظهرَ دعماً ممتازاً لحقبةِ فيينا الكلاسيكية بالإضافة إلى أعمال المؤلفين الإنكليز مثل Edward Elgar، وMichael Tippett وRalph Vaughan Williams.

أنشأ لورين مازل Lorin Maazel فيما بعد أسلوباً جديداً لعمل الأوركيسترا، وذلك عبرَ أداءِ حلقاتٍ من الأعمالِ السيمفونيةِ لبيتهوفن، وبراهمز، وبرانكر، وشوبيرت، ليختم فترةِ قيادتِه للأوركيسترا بحلقة ماهلر.

شكّل العام 2003 بدايةَ جزءٍ جديدٍ وممتعٍ من تاريخ الأوركيسترا، وذلك عندما اتّخذَ المُرشّحُ المعروفُ ماريس جانسونز Mariss Jansons المُفضلُ عندَ جميعِ الموسيقيين، موقعَهُ كمايسترو كورال وأوركيسترا بافاريا. كان ارتباطُ ماريس بالأوركيسترا قوياً وسريعاً مما ساهمَ في خلقِ جوٍّ من أعلى المعاييرِ الفنيّةِ بين العازفين، فكان التشجيعُ حليفَ الفرقةِ في كل العروضِ التي أدّتها خاصّةً وأنه عمل على تغطيةِ الحِقبتَين الكلاسيكيةِ والرومانسيةِ وصولاً إلى موسيقى القرن الـ20 وأعمالِ المؤلفين المعاصرين.

يستمر ماريس جونسونز بتوسيعِ سجلِّ الأوركيسترا التي أصبحَ في رصيدِها العديدُ من الإصداراتِ الموسيقيّةِ المسجّلة وفضلاً عن تسجيل سلاسلِ العروضِ الحيّةِ في ميونخ. وقد حازَ تسجيلُ السمفونيةِ الثالثةَ عشر لشوستاكوفيتش Shostakovich جائزةَ غرامي كأفضلِ أداءِ أوركيسترا في 2006.

كما حصلت الأوركيسترا في آب 2013 على جائزة ECHO Klassik عن تسجيلِها للسمفونيةِ التاسعةِ لـGustav Mahler، بالإضافة إلى جائزة Preis der Deutschen Schallplattenkritik عن تسجيلِ السمفونيةِ التاسعة لـ Antonin Dvorak بقيادة المايسترو Andris Nelsons.

ونتركُكم الآن مع مقطوعاتٍ من أداء أوركيسترا راديو بافاريا السيمفونية:

المصادر:

هنا

هنا

هنا