الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

حليب الصويا قد يحمي قلبك إن كنت من المحظوظين!

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر حليب الصويا واحداً من أشهر البدائل الشائعةِ والمتعارفِ عليها لحليب الأبقار، ويُصنع من خلاصة حبوب الصويا، ويأتي بعدّة أشكالٍ منها المحلاة أو غيرُ المحلاة أو المنكهةُ ويُدعَّم حليب الصويا بالكالسيوم ،الفيتامين A، الفيتامين D والريبوفلافين.

ويختلف حجمُ الاستفادة من حليب الصويا من شخصٍ لآخر، ومن شعبٍ لآخر حيث لوحظ أن معدلَ الاستفادة أعلى عند الشعوب في الدول الآسيوية عن نظرائهم في الدول الغربية، ويعود ذلك وحسب دراساتٍ نشرت في British Journal of Nutrition إلى قدرتِهم على إنتاجِ مادة تدعى إيكول equol والتي تُصنع بواسطة بكتيريا مفيدةٍ في الأمعاء وتساعدُ على استقلاب الإيسوفلافون isoflavones- وهي مغذياتٌ دقيقةٌ موجودةٌ في حليب الصويا- وبالتالي ينخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب مقارنةً بنظرائهم الذين لا تستطيع أجسامهم هضم الإيسوفلافون.

وفي دراساتٍ سابقةٍ كان يُعتقد أن للإيسوفلافون دورٌ في منعِ تراكمِ الترسبات في الشرايين والمعروفةُ بتصلُّب الشرايين وذلك بتجاربَ تمَّت على القرود، وبالتالي انخفاضِ معدّلاتِ أمراضِ القلب، إلا أنَّه وبحسب دراسةٍ أجراها Akira Sekikawa الدكتور في الطب والأستاذ في علم الأوبئة تبين وجودُ كمياتٍ كبيرةٍ من الأيسوفلافين لدى شعوب الولايات المتحدة ومع ذلك لم تظهر الآثار المفيدة له في الوقاية من تصلب الشرايين.

وقد بينت الدراسات أنَّّه بمقدورِ جميعِ القرودِ إنتاجُ equol، كما أنَّه باستطاعة 50-60% من الآسيويين إنتاجُه، بينما لم يتمكَّن سوى 20-30% من شعوبِ الدولِ الغربية من إنتاجه.

وقد قام Sekikawa وفريقٌ يتضمن علماءَ يابانيين بإجراءِ الإختبارات على 272 رجلٍ يابانيٍ تراوحت أعمارُهم بين 40-49 سنة، كما أجرِيَت اختباراتُ دمٍ لمعرفةِ إذا ما تمَّ إنتاجُ equol وذلك بعد ضبط عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والتدخين والبدانة. وجد الفريق أنَّ الأشخاص الذين تمَّ إنتاج equol عندَهُم انخفضت نسبةُ إصابتهم بتكلّس الشريان التاجي بنسبة 90% عن أولئك الذين لم تنتج أجسامُهم المركَّبَ المذكور.

ويُقدَّر الاستهلاكُ اليوميُّ من الايسوفلافون في الصين واليابان بـ25-50 ملغ، حيث يتواجد في العديد من أطعمةِ الصويا التقليدية مثل التوفو وحليب الصويا..الخ، بينما بلغت كميته أقل من 2 ملغ في الدول الغربية.

والجديرُ بالذكر أنَّ مركَّب Equol يتواجدُ حالياً على شكلِ مكملاتٍ غذائيةٍ جاهزةٍ وبالتالي لن يكون الأشخاص بحاجةٍ لبكتيريا القناة الهضمية لإنتاجه، غيرَ أنَّه وحتى الآن لم تُجرَ أيّةُ تجاربَ سريريةٍ لتحديدِ الجرعة الآمنةِ لتأمين الحماية الوقائية للقلب، أو إذا ما كان يوفِّر مثلَ هذه الحماية.

ويقول Sekikawa أنه لا يوصي بأخذ equol لتحسينِ صحة القلب أو لأيِّ سببٍ أخر إلا إذا نصحَ الطبيبُ بذلك، حيثُ أنّنا ما زلنا بحاجةٍ للكثير من الدراسات قبل الجزم بالأمر. كما يضيفُ أن الدراساتِ تفيدُ بأنه قد يكون لـ equol فوائد تتجاوزُ أمراضَ القلب، حيث أن للإيسوفلافون دورٌ في الحماية من العديد من الحالات الطبية الأخرى كهشاشةِ العظام والخرف، الهَبَّاتِ الساخنة وانقطاعِ الطمثِ وسرطانِ البروستات وسرطانِ الثدي، وقد يكون للـEquol فعاليةٌ أكبر للوقاية من هذه الأمراض.

المصدر هنا

الدراسة المرجعية

Vasudha Ahuja، Katsuyuki Miura، Abhishek Vishnu، Akira Fujiyoshi، Rhobert Evans، Maryam Zaid، Naoko Miyagawa، Takashi Hisamatsu، Aya Kadota، Tomonori Okamura، Hirotsugu Ueshima، Akira Sekikawa. Significant inverse association of equol-producer status with coronary artery calcification but not dietary isoflavones in healthy Japanese men. British Journal of Nutrition، 2017; 117 (02): 260 DOI: هنا